إعلان

"نيوزويك": بوتين يستعد للحرب العالمية الثالثة.. فهل يفعلها ترامب؟

10:07 م الجمعة 15 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالعظيم قنديل:
قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوهم الشعب الروسي بأن بلاده مُحاطة بالأعداء وأن روسيا تواجه معركة شرسة من أجل البقاء.

وذكرت المجلة الأمريكية أن التليفزيون الروسي يساعد الكرملين في نشر تلك الأفكار داخل المجتمع الروسي، ويبُث الإعلام الرسمي الروسي أنباء انتصارات الطائرات والدبابات الروسية داخل سوريا، فضلاً عن تهديدات حلف شمال الأطلسي "الناتو" على الحدود الروسية.

ووفقاً للمجلة الأمريكية؛ يسعى الكرملين إلى تعزيز إدعائاته بأن البلاد في حالة حرب، وقام الكرملين بنشر حوالي 36 طائرة مقاتلة روسية يخدمها آلاف الجنود الروس، معظمهم في قاعدة حميميم، يعملون منذ سبتمبر 2015.

وفي شرق أوكرانيا، رصد الجنود النظاميون الروس الذين يرتدون الزي العسكري بدون رقابة دوريات إلى جانب المتمردين غير النظاميين فى 2014.

وبدأ سلاح الجو الروسي بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية في 30 سبتمبر 2015، وهذا بعد أن طلب الرئيس السوري بشار الأسد دعماً عسكرياً من موسكو من أجل كبح الثورة السورية.

ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد.

وبرغم انخراط الجيش الروسي فعلياً في عملياته العسكرية الخارجية؛ يستمر بوتين في تدعيم فكرة أن بلاده على وشك صراع كارثي يتطلب تعبئة كاملة لجميع موارد روسيا، حسبما أفادت المجلة الأمريكية، والسبب الأكثر وضوحاً هو أقدم حيلة في نهج السياسيين، وهي توحيد الشعب وراء عدو خارجي ليصرف الأنظار عن مشاكل المحلية.

واستهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين الماضي، جولته بالشرق الأوسط بزيارة خاطفة إلى قاعدة حميميم السورية، ثم توجه إلى مصر وتركيا، حيث التقى بزعماء الدول الثلاث.

وكان أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارة هي الأولى لقاعدة حميميم، في سوريا، أنه خلال أكثر من عامين قامت القوات المسلحة الروسية، مع الجيش السوري بدحر أقوى الجماعات الإرهابية الدولية.

كما أشار التقرير أن أسطورة الحرب الدائمة أصبحت الداعم الأساسي لبقاء بوتين على رأس السلطة في روسيا، حيث يعاني الاقتصاد الروسي من عثرات كبيرة جراء العقوبات الدولية التي يفرضها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت العقوبات على موسكو قد أقرت بعد إعلان روسيا ضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.

ونقلت المجلة عن صحيفة روسية "نوفايا جازيتا" المستقلة: "لا يملك بوتين المال اللازم لتقديمه إلى الشعب الروسي، لكن حملته الانتخابية فى عام 2018 ستعتمد على أساس الأمن القومى وأن روسيا تحت التهديد المستمر".

وبحسب التقرير، هناك دوافع أخرى وراء الخطاب العدواني للكرملين، فهو بالفعل مقتنع بأن الحرب وشيكة، بدليل ما أشارت إليه الخطة الاستراتيجية السنوية لوزارة الدفاع الروسية، في عام 2013، من احتمال خوض روسيا صراعاً عالمياً أو إقليمياً خطيراً قبل عام 2023، ويقول أندرو موناجان، من كلية بيمبروك، أكسفورد، وكلية الدفاع الناتو في روما إنهم "بالفعل يستعدون للحرب وفي انتظارها منذ فترة طويلة".

ونقلت المجلة الأمريكية عن المحلل الروسي بافل فيلجنهاور قوله "إن نظرية الرئيس الروسي في تطوير الصناعة العسكرية تشبه نهج الاتحاد السوفيتي منذ عقود، مضيفاً أن "الاقتصاد السوفيتي ونظامه الاجتماعي بنيت على التحضير للحرب الشاملة".

واستدرك المحلل الروسي قائلاً: "إذا كان بوتين جاداً في تنفيذ هذه التعبئة فعلياً، فسوف تُفلس روسيا.. لأن الفكرة القائلة بأنك تستطيع تحويل مصنع يجعل السجائر إلى رُصاص أمر سخيف في العالم الحديث".

وألمح التقرير إلى أن قطاعات الاقتصاد الروسي كرست أنشطتها لدفع عجلة الصناعة الدفاعية، ورغم انخفاض أسعار النفط، أمرّ بوتين بزيادة كبيرة في الإنفاق العسكري، ولذا من المقرر أن تتجاوز النفقات العسكرية الروسية 65 بليون دولار، والتي ستُشكل 3.3 في المئة من إجمالي الناتج المحلي الروسي، بخلاف نفقات الكرملين على المنظمات شبه العسكرية مثل الحرس الوطني الروسي.

وبشأن مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، قالت المجلة الأمريكية إن ما يهم الكثيرين في الولايات المتحدة وأوروبا هو كيف يخطط بوتين لاستخدام السفن الحربية الروسية الجديدة والغواصات والمروحيات والصواريخ العابرة للقارات، ولذا اعترف سفير بريطاني سابق لدى روسيا أن موسكو تنخرط في نوع غريب من سباق التسلح الأحادي الجانب، ويقول السفير "تاريخياً، انتهت كل سباق تسلح في الحرب.. باستثناء حالة روسيا، لا أحد متأكد تماما لماذا يستعدون للقتال؟".

الشرق الأوسط هو المسرح الواضح الذي عززت فيه روسيا وجودها على مدى السنوات الثلاث الماضية، حسبما ذكرت "نيوزويك"، لاسيما مع الانتصارات المتتالية التي حققتها موسكو على الساحة السورية، فضلاً عن تعزيز تحالفاته مع التكتل الشيعي بالمنطقة بقيادة إيران وحزب الله اللبناني.

وكشف مسئول بريطاني رفيع المستوى، للمجلة الأمريكية، أن انتصارات روسيا داخل المشهد السوري قد تدفع بوتين إلى التورط في صراع جديد، لافتاً بقوله: "دفعت روسيا ثمناً قليلاً مقارنة بما أنفقته الولايات المتحدة وحلفاؤها سابقاً في العراق".

"حرب باردة متأججة"
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أهداف روسيا من عمليتها العسكرية داخل سوريا، والتي كان أبرزها ضمان وجود عسكري روسي داخل البحر الأبيض المتوسط عبر قاعدتي (طرطوس وحميميم)، فضلاً عن استعراض موسكو قوتها العسكرية ومعداتها ضد المعارضة السورية وتنظيم "داعش" الإرهابي.

وفي العام الماضي، ضربت البحرية الروسية أهدافاً شمالي حلب، من خلال إطلاق صواريخ كروز من الزوارق الحربية في بحر قزوين، وحلقت أكثر من 900 ميلاً فوق إيران والعراق.

وفي نوفمبر، استخدمت روسيا قاذفات بعيدة المدى من طراز تو-22M3 لضرب تنظيم داعش في دير الزور.

ويؤكد المحلل الروسي فيلجنهاور أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر سوريا جزءاً من "المواجهة الكبرى ضد الولايات المتحدة"، خاصة وأن تحركات بوتين تعمل على إحياء تحالفات قديمة مثل مصر وتركيا - على حد قوله.

ووفقاً لـ"نيوزويك"، فإن التعاون العسكري المتنامي بين موسكو والقاهرة يقوض الصداقة المستمرة منذ عقود بين الولايات المتحدة ومصر.

وتتفاوض تركيا مع روسيا لشراء منظومة صاروخية "إس - 400" منذ أكثر من عام.

وتُعد واشنطن وبعض حلفائها في حلف شمال الأطلسي القرار تجاهلاً من جانب تركيا، إذ لا يمكن دمج هذه الصواريخ في دفاعات حلف "الناتو".

ويختتم التقرير بالحديث عن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، التي أصبحت في أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، مما يجعل مخاطر وقوع حادث صغير يتصاعد إلى حد كبير في الصراع، في الوقت الذي يحاول بوتين الترويج للسرد الذي يقول إن روسيا ضحية للعدوان الأمريكي.

وتشهد العلاقات الأمريكية الروسية، حالة من التوتر، والتي تظهر في إجراءات الولايات المتحدة ضد مقرات دبلوماسية لموسكو في واشنطن ونيويورك، إثر العقوبات الأمريكية ضد موسكو في مجالات صناعات الدفاع، والاستخبارات، والتعدين، والشحن والسكك الحديدية، كما تفرض قيوداً عند التعامل مع البنوك وشركات الطاقة في روسيا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان