واشنطن بوست: داعش انتقم من هزيمته في سوريا والعراق بهجوم الروضة الإرهابي
كتب - عبد العظيم قنديل:
سلّطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، السبت، الضوء على الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجدًا في قرية الروضة القريبة من مدينة العريش في شمال سيناء، أمس، مرجحة أن تنظيم داعش نفّذ العملية بعد انهيار "دولة الخلافة" المزعومة في سوريا والعراق.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الهجوم على المصلين يعكس مدى قدرة تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لداعش في الانتقام من خسارة المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي في العراق وسوريا، موضحة أن هناك أسباب عديدة تدعو إلى الاعتقاد بأن داعش هو المسؤول عن الحادث، رغم عدم تبني أي جهة معروفة المسؤولية حتى الآن.
واعتبرت الصحيفة، أن حادث مسجد الروضة مَثل تصعيدًا مأساوياً ضد الحكومة المصرية، إذ أن "الفرع المصري من تنظيم داعش بات يستحدث أهدافًا جديدة، بعد هجماته المتكررة على قوات الأمن في السنوات القليلة الماضية".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله: "تنظيم داعش انهزم، ولكن انكساره في قوته العسكرية فقط.. العمليات المنفردة لأذرعه المتطرفة ستستمر لفترة من الوقت، وسيكون من الصعب وضع حدًا لها".
وأضاف المسؤول الأمريكي: "الأمل هو أن تتمكن السلطات المحلية لكل دولة في الوصول إلى البؤرة المتشددة التي ينبثق منها التهديد بمفردها، دون دعم من التحالف الدولي أو المستشارين الأمريكيين".
وبحسب "واشنطن بوست"، يرى مراقبون أن الخلايا النائمة للتنظيم الإرهابي تستعد للتصعيد ضد السلطات المصرية في الأيام المقبلة، مرجحين أن يكون الهجوم الدامي بالأمس، علامة على صراع أوسع نطاقا على السلطة من أجل حمل عباءة تنظيم داعش بعد سقوطه في سوريا والعراق.
ووفقًا للتقرير، قال دانييل بنجامين، المنسق السابق لمكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية، إن القضاء على "دولة الخلافة" لن يكون له تأثير يذكر على الفروع المحلية التابعة للتنظيم، مؤكدًا أن تنظيم "ولاية سيناء" كان موجودًا قبل وقت طويل من إعلان داعش عام 2014.
ويعتقد خبراء آخرون، تحدثت معهم الصحيفة الأمريكية، أن الهجوم يعكس تغلغل مشاعر الإحباط والفشل داخل مقاتلي التنظيم الإرهابي، موضحين أنه اعتاد على استهداف الصوفيين في شمال إفريقيا والعراق، لكنه لم يستهدفهم في مصر عموما.
وقال برنارد هيكل، الأستاذ في جامعة برينستون الذي درس الجذور الدينية لداعش: "عندما يكون لديك قدراً كبيراً من اليأس، ستضطر إلى إثارة نزاع أكثر تطرفا"، مضيفاً: "الجميع يحاول إظهار نفسه أكثر صدقا للقضية، ومقاتلو التنظيم ركزوا على أعداد القتلى أكثر من السيطرة على الأرض أو استمالة المزيد من الأنصار".
وأوضحت الصحيفة، أن المسؤولين الأمريكيين يراقبون بعناية فروع التنظيم الإرهابي في مختلف بقاع الشرق الأوسط، في محاولة لمعرفة كيف يمكن أن تتأثر أذرعته بسقوط عاصمته المزعومة في الرقة بسوريا، مؤكدة أن الجهات الأمنية تشعر بالقلق من أن يشن التنظيم هجومًا كبيرًا ضد أهداف غربية كعمل انتقامي لانهيار "دولتهم" في العراق وسوريا.
ويعتقد خبراء الأمن الأمريكيون أن تنظيم "ولاية سيناء" بات يمثل تحديا صعبا للغاية بسبب "قدرات الجماعة المتزايدة وعدم قدرة مصر على احتوائها أو حتى الاعتراف بخطورة التهديد".
فيديو قد يعجبك: