مستشار سابق لترامب متهم بالتخطيط لتسليم "كولن" لتركيا مقابل 15 مليون دولار
نيويورك - (أ ش أ)
قالت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية إن روبرت مولر المحقق الخاص في ملف العلاقات بين مقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحكومة الروسية يحقق في مزاعم بشأن تورط مستشار ترامب السابق للأمن القومي مايكل فلين في مخطط لترحيل رجل الدين المعارض وزعيم حركة "خدمة" التركية فتح الله كولن إلى تركيا بالقوة مقابل 15 مليون دولار.
وأوضحت الصحيفة ـ في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، نقلا عن مصادر قالت إنها مطلعة على التحقيق وعلى المفاوضات بين المسئول الأمريكي السابق وأنقرة ـ أن مايكل فلين ونجله مايكل فلين جونيور كانا سيحصلان على 15 مليون دولار من السلطات التركية في مقابل تسليم كولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ عام 1999، والمتهم من جانب تركيا بتزعم حركة إرهابية والوقوف خلف محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في العام الماضي.
وقالت المصادر - التي لم تكشف الصحيفة عن هوياتها - إن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) سأل 4 أشخاص على الأقل عن لقاء مزعوم في منتصف ديسمبر الماضي بأحد أندية مدينة نيويورك، حيث ناقش فلين مع ممثلين عن الحكومة التركية ترحيل كولن.
وقال أحد الأشخاص الذين تحدثوا لـ"إف بي آي" إن ثمة مزاعم بأن المحادثات المحتملة بين فلين وممثلي أنقرة قد تضمنت إمكانية نقل كولن على متن طائرة خاصة إلى سجن في جزيرة إمرالي التركية جنوب بحر مرمرة.
ومنذ المحاولة الانقلابية في يوليو من العام الماضي، تضغط تركيا بشكل متكرر على السلطات الأمريكية من أجل تسليم كولن بزعم تورطه في تلك المحاولة وتزعمه لحركة إرهابية، لكن واشنطن ترفض تسليم رجل الدين التركي على أساس أن أنقرة لم تقدم ما يكفي من الأدلة على الاتهامات الموجهة له.
ويتولى روبرت مولر المحقق الخاص والمدير الأسبق لـ"إف بي آي" التحقيق في تلك الادعاءات كجزء من تحقيقه المكلف به من جانب وزارة العدل الأمريكية في علاقات محتملة بين مقربين من ترامب ومسئولين روس، وتدخل روسيا المزعوم في انتخابات الرئاسة الأمركية في 2016 بغرض التأثير على نتيجتها لصالح ترامب، بحسب "وول ستريت جورنال".
ووفقاً للصحيفة نفسها، فقد رفض متحدث باسم مولر التعليق على المعلومات بشأن التحقيق المزعوم، كما رفض محاميا فلين الأب والابن التعليق أيضا، فيما أكد الأشخاص الذين سُئلوا من جانب "إف بي آي" عن لقاء ديسمبر المزعوم، أنهم لم يحضروا اللقاء ولم يعلموا بشكل مباشر من جانب فلين أو المقربين منه عن المعلومات الواردة في التقرير.
وأشارت المصادر المقربة من تحقيق مولر في القضية إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان التحقيق قد وصل إلى مرحلة متقدمة أو ما إذا كانت هناك أية مؤشرات على تحويل أموال من تركيا إلى فلين، موضحين في الوقت نفسه أن اهتمام المحققين بوجود نوايا محتملة من جانب فلين لاستخدام وسائل غير قانونية لإتمام صفقة تسليم كولن تشير إلى أن مستشار ترامب السابق يواجه تحقيقا آخر في العمل لصالح الحكومة التركية سواء قبل أو بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وكان تقرير إعلامي أمريكي قد أكد، قبل أيام، أن فريق مولر يبحث توجيه اتهامات لفلين ونجله بينها غسيل أموال والكذب على ضباط في أجهزة أمنية فدرالية، إضافة إلى دور محتمل في الاتفاق مع تركيا على تسليم كولن لتركيا خارج نطاق القانون، بعد ما جمعوا ما يكفي من الأدلة على تلك الاتهامات، الأمر الذي لم يتأكد إلى الآن بشكل رسمي.
ووصل تحقيق مولر في ملف روسيا إلى مرحلة متقدمة في نهاية الشهر الماضي، بعدما أعلن المحقق الخاص عن التهم الموجهة إلى 3 من المسئولين السابقين في حملة ترامب الانتخابية، هم مدير الحملة السابق بول مانافورت، وشريكه السابق ريك جيتس ومستشار حملة ترامب السابق للسياسة الخارجية جورج بابادوبولوس، لكنها لم تتضمن شيئا عن العلاقات مع روسيا، وإنما تضمنت فقط التواطؤ في عمليات غسيل أموال والإدلاء بمعلومات مغلوطة واتهامات بارتكاب مخالفات أخرى للقانون.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: