ماهي خيارات روسيا في حال اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل؟
كتب - عبدالعظيم قنديل:
تناولت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية خيارات روسيا في حال اندلاع حرب بين ميليشيا حزب الله اللبنانية من جانب وإسرائيل من جانب آخر.
وتناول التقرير - الذي نُشر اليوم الجمعة - الموقف الروسي، ووصفه بأنه صاحب اليد العليا لحل هذا النزاع، بحيث سيستغل الكرملين مثل هذه الحرب لتعزيز نفوذه وتأثيره بالشرق الأوسط.
كما أشار التقرير إلى تنامي الترسانة الصاروخية للميليشيا الشيعية، والتي تُعد الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، منوهة إلى أن كل من إسرائيل وحزب الله يتربصان للانقضاض على الجانب الآخر في أى لحظة ضعف للطرف الآخر، لاسيما مع احتمال وقوع تصعيد غير مقصود من كلا الطرفين.
ووفقًا للتقرير، تسائل المحللون الإسرائيليون عن كيفية الرد على روسيا -التي تُعد حليفًا في الحرب الأهلية السورية مع إيران وحزب الله- في الوقت الذي ستكون حريصة على الحفاظ على نبرتها الهادئة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضافت مجلة "فورين آفيرز"، الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، أن طموحات إيران تحولت إلى مشكلة بالنسبة لروسيا، ولذا يود الكرملين أن يُحد من تطلعات إيران للهيمنة الإقليمية دون أن تتوتر العلاقات مع الدولة التى مازالت أكبر حليف إقليمي لها، حيث رجح التقرير أن تفضل موسكو وجود إيران وحزب الله في سوريا غير قوي، ولكنه في الوقت نفسه ليس باهتًا.
وكلما احتاجت موسكو إلى حزب الله لمحاربة بقية القوى المناهضة للأسد، كلما كان ذلك سيحمي المجموعة اللبنانية من الهجمات الإسرائيلية. وكلما كان نظام الأسد أكثر أمانا في دمشق، كلما زادت مساحة إسرائيل للمناورة، وفقًا للصحيفة.
وبحسب التقرير، فإن تصميم إسرائيل على استخدام القوة قد يتوافق مع أهداف روسيا، وإذا اندلع الصراع بين إسرائيل وحزب الله، فمن المحتمل أن تترك موسكو حزب الله وإيران ينزفان من أجل إضعاف مواقفهما الإقليمية. لكنه سيسعى أيضًا إلى منع انتصار إسرائيلي كامل، لأن القيادة الروسية لا تزال تحتاج إلى حزب الله كفاعل استراتيجي في المنطقة.
كما ألمحت المجلة الأمريكية إلى أن انتصار حزب الله الكامل أو إبادته الفعلية غير مرغوب فيه بالنسبة لموسكو، لأن ذلك من شأنه أن يفكك التحالف القائم بين موسكو والكتلة الشيعية، مما يترتب عليه أن تبدو روسيا كحليف لا يمكن الاعتماد عليه.
وأوضح التقرير أن الكرملين يريد الحفاظ على موقفه في أي ترتيب سياسي لمستقبل سوريا، حتى لو تم استبدال الأسد أو تحولت إلى دولة تخضع للحكم الفيدرالي. وفي الوقت نفسه تسعى إيران أيضا إلى تعزيز قوتها في بلاد الشام، ومن ثم كلاهما يسعى إلى إقامة موطئ قدم عسكري دائم في سوريا والتأثير الجيوسياسي في المنطقة.
ومن غير المرجح أن يقتصر حزب الله على القذائف الصاروخية ضد المدنيين الإسرائيليين فحسب، كما حدث في عام 2006، حيث ستسعى الميليشيا الشيعية إلى تدمير آلة الحرب الإسرائيلية، لاسيما وأن دقة صواريخ حزب الله، وأعدادهم المتزايدة، يمكن أن تسمح له بضرب أهداف مهمة من الناحية التشغيلية، مثل قواعد القوات الجوية الإسرائيلية، ومنشآت جمع المعلومات الاستخباراتية، أو حتى تجمعات القوات.
ويتوقع محللون إسرائيليون اختراق وحدات من قوات حزب الله الأراضي الإسرائيلية، وربما احتلال بعض المستوطنات الحدودية.
كما توقعت المجلة الأمريكية أن تشارك روسيا بشكل أكبر فى حال نشوب حرب بين العرب وإسرائيل أكثر من أى وقت مضى، إلا أن الغريزة الإسرائيلية تلجأ إلى واشنطن في أزماتها، ومع ذلك، فإن تراخي الإدارة الأمريكية الحالية والروابط الإقليمية للكرملين يمكن أن يجعل موسكو، التي أقامت معها إسرائيل صلات عسكرية وسياسية، طرفا أكثر صلة في عيون القيادة الإسرائيلية.
ويعني هذا أنه، بعد بضع سنوات من تدخل روسيا في سوريا، قد أعاد بوتين تموضع موسكو في الشرق الأوسط، الذي خسرته منذ خمسة عقود، ولذا فإن اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن يثبت انتصار سيد الكرملين.
فيديو قد يعجبك: