لما لم تعتبر أمريكا هجوم لاس فيجاس "عملا إرهابيا"؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة "نيوزيوك" الأمريكية أن السلطات لم تعتبر حادث إطلاق النار في لاس فيجاس "عملا إرهابيا"، رغم مقتل ما يزيد عن 50 شخصا اثر إطلاق مُسلح النار على حفل موسيقي في المدينة الأمريكية والتي تعد أكثر عمليات إطلاق النار الجماعي وحشية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
ونقلت المجلة تعليق مسؤول شرطة لاس فيجاس جوزيف لومباردو، والذي قال في مؤتمر صحفي عقب الحادث بفترة قصيرة، إنهم يعتقدون إن الهجوم حادث فردي، نفذه شخص محلي.
قال لومباردو للصحفيين: "لا نعلم ما هي معتقداته حتى الآن، ولكننا نعتقد أنه ذئب منفرد، نفذ العملية بمفرده، والمكان أصبح تحت السيطرة الآن".
وعثرت الشرطة على جثة ستيفن بادوك، مُنفذ الهجوم، 64 عاما، في غرفته بالفندق. وأشارت السلطات إلى أنه انتحر عقب تنفيذ الواقعة.
وفي مؤتمر صحفي آخر، في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي لحدوث الهجوم، قال لومباردو إن السلطات ما زالت لا تعتبر الحادث عملية إرهابية، وتعمل على معرفة دوافع مُنفذ الهجوم.
وأضاف: "هناك عوامل أخرى مرتبطة بالعمليات الإرهابية، تختلف عن دوافع شخص يرغب في تنفيذ عملية قتل جماعي، لذلك قبل تصنيف الحادث، هناك عدة أمور يجب تحليلها".
وعقب تصريحات الشرطي الأمريكي، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، وقال إن بادوك اعتنق الإسلام قبل أشهر، بينما أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن التحقيقات الجارية لم تجد أي صلة بين مُنفذ العملية والتنظيم الجهادي، حسب وكالة رويترز.
ما هو العمل الإرهابي؟
وأشارت المجلة الأمريكية إلى اختلاف تعريف "العمل الإرهابي" داخل الولايات المتحدة، حيث ينص قانون نيفادا على أنه أي فعل ينطوي على اللجوء إلى التخريب، أو استخدام العنف لإلحاق ضرر جسدي أو التسبب في وفاة مدنيين.
ويُعرّف القانون الفيدرالي الأمريكي العمل الإرهابي على أنه "محاولة غير قانونية لاستخدام القوة، أو العنف ضد أشخاص، أو ممتلكات من أجل إثارة قلق أو إجبار الحكومة أو الشعب، أو أي قطاع سلمي على شيء ما من أجل تحقيق مكاسب سياسية أو اجتماعية".
وعقب تفجيرات مارثون بوسطن التي حدثت عام 2013، جاء باراك أوباما، الرئيس الأمريكي وقتذاك، بتعريف آخر للعمل الإرهابي، وهو "استخدام القنابل والمتفجرات في أي وقت لاستهداف المدنيين الأبرياء".
وهناك بعض الأعمال الإرهابية الدموية التي لم تعتبرها السلطات الأمريكية عملا إرهابيا، منها حادث إطلاق النار على كنيسة في كارولينا الشمالية، والذي تسبب في مقتل تسعة أشخاص عام 2015.
كيف تعامل ترامب مع الحادث؟
ولفتت المجلة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمر بفترة صعبة جدا في مدة رئاسته، وذلك بعد قتل متظاهرة حاولت التصدي للمتطرفين البيض في أحداث شارلوتسفيل في فرجينيا بأغسطس الماضي.
ولم يعتبر ترامب الحادث عملا "إرهابيا"، واكتفى بالإشارة إليه على أنه أحد الأفعال الشريرة، فقال "إنه فعل ناجم عن شر مُطلق".
ونوهت المجلة إلى سرعة ترامب في إدانة المسلمين عقب أي عمل إرهابي يحدث في العالم، مُشيرة إلى وصفه لمنفذي هجوم مترو لندن الذي وقع منذ أسابيع بـ"الإرهابين الفاشلين"، ودائما ما يلجأ إلى موقع تويتر للتنديد بالأعمال الإرهابية، وإلقاء اللوم على المُسلمين.
ولم يتردد ترامب في تصنيف الهجوم على ملهى "بالز" للمثليين الذي حدث في أورلاندو العام الماضي، على أنه عمل إرهابي، ثم استخدمه في الدفع من أجل تنفيذ اقتراحه لمنع دخول المسلمين إلى بلاده.
فيديو قد يعجبك: