صحف الخليج عن سحب جنسيات المعارضين القطريين: "سلاح قديم" لقمع الحريات
كتبت- رنا أسامة:
أكّدت صحف الخليج في أعدادها الصادرة اليوم، الأحد، إن "سحب الجنسيات" من القبائل القطرية المعارضة لنظام الدوحة إجراء ليس وليد الأزمة الراهنة، مبينة أنه سلاح قديم اعتاد نظام الحمدين على استخدامه لقمع الحريات، وقمع حرية التعبير والرأي، ومواجهة المواقف المناوئة لمواقف الحكومة القطرية وتوجهاتها.
وأشارت الصحف إلى أن هذه الإجراءات، التي وصفتها بـ"القمعية"، تأتي في إطار حالة الذُعر والتخبّط الذي تعاني منه قطر جراء تداعيات الأزمة، مشددة على أن مثل هذه الممارسات ستُزيد من عزلة قطر.
"لطمة قطرية"
كتبت صحيفة "عكاظ" تقول إن النظام القطري يوجّه لطمة جديدة لأبناء أكبر قبيلتين في دولته، آل مرة والهواجر، بإسقاطه الجنسية عن شيوخهما دون وجه حق، مُضيفة أن هذا الأمر ليس "مفاجئًا" بعد أن سحبت الجنسية من شيخ قبيلة آل مُرة وأكثر من 50 من أفراد قبيلته قبل شهر.
ويعكس هذا الإجراء، بحسب "عكاظ" تمادي تنظيم الحمدين في مواصلة استفزاز القبائل، وسحب جنسية عدد من أبنائها وحرمانهم من حقوقهم الأساسية كمواطنين لهم حق المواطنة على الأراضي القطرية، رغم أنهم كان لديهم دور بارز في الذود عن قطر أيام الوِصاية البريطانية وبعدها، فضلًا عن مشاركتهم لاحقًا إلى جانب أسرة آل ثاني في تأسيس الدولة والنهوض بها.
"سيناريو 2005"
واعتبرت "الرياض" أن ما تقوم به حكومة قطر انتهاكًا صارخًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة، وفعلًا فاضحًا في سلب حقوق عدد كبير من الناس منهم النساء والأطفال، وإهدار لحق الإنسان في العيش بحياة كريمة، وضرب بالقيم الإنسانية والأعراف الدولية عرض الحائط.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها بعنوان (قطر تُعيد سيناريو 2005 بالسحب الجماعي للجنسيات)، إلى أن الدوحة كانت لها سابقة دولية خطيرة في عام 2005، بالسحب الجماعي للجنسيات، تتكرر الآن مع سحب جنسية شيخ شمل الهواجر ومجموعة من عائلته، في أقل من شهر بعد سحب الجنسية من شيخ قبيلة آل مُرة.
"سلاح قديم"
وتحت عنوان (سحب الجنسية.. نسخة "الإرهاب الناعم" لتنظيم الحمدين ضد الشعب القطري)، قالت "البيان" الإماراتية إن السلطات القطرية تعاني حالة سُعار واضحة منذ بدء المقاطعة، دفعتها في إطار الذعر والتخبط الذي تعاني منه جراء تداعيات الأزمة، إلى اتخاذ قرارات قمعية متهورة ضد العشرات من أبناء الشعب القطري، تمثلت في "سحب الجنسية".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا السلاح اعتاد "تنظيم الحمدين" أن يستخدمه كسوط مُسلّط على رقاب معارضيه منذ سنوات، وليس وليد الأزمة الراهنة، ذلك ضمن الأدوات التي يستخدمها التنظيم لترهيب الشعب القطري، ووأد أي أصوات معارضة لنظام الحكم والممارسات العدائية القطرية في المنطقة، مؤكّدة أن "سحب الجنسيات" أداة قديمة للنظام القطري لقمع الحريات، وقمع حرية التعبير والرأي، ومواجهة المواقف المناوئة لمواقف الحكومة القطرية وتوجهاتها.
ونقلت "البيان" عن مُراقبين، إن "تميم بن حمد، يسير على نهج والده حمد، الذي كان أمر بسحب الجنسية القطرية من 6 آلاف شخص من فرع الغفران في قبيلة آل مرة، بعد معارضتهم للانقلاب الذي حدث في قطر عام 1995".
"إجراءات تعسفية"
وكتبت صحيفة "اليوم، في افتتاحيتها بعنوان (مواصلة سحب الجنسيات والغضب العارم)، تقول: " كما هو الحال مع سحب النظام القطري لجنسيات أفراد قبيلة آل مرة ها هو يسحب جنسيات أفراد قبيلة بني هاجر بسبب رفض القبيلتين وقبائل أخرى قطرية الإساءة للمملكة وشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي، وتلك إجراءات تعسفية يعاقب عليها القانون الدولي والقوانين والأعراف المرعية المتعلقة بحقوق الإنسان، والنظام مازال يضرب بتلك القوانين والأعراف عرض الحائط من خلال سلسلة مغامراته وممارساته العدوانية المستمرة".
وتابعت: "هذه الطريقة القمعية تضاف إلى سلسلة من الطرائق المشينة التي يمارسها النظام والتي تدل على انتهاكاته الصارخة للمواثيق الدولية المرعية، ومقابل سحب الجنسيات من القبائل القطرية نراه يقوم بتجنيس المرتزقة من الأجانب والإرهابيين بعد ايوائهم واحتضانهم مع علمه يقينًا أنهم يشكلون خطرًا داهمًا على دولة قطر وعلى سائر الدول الخليجية والعربية".
وأكّدت، في ختام افتتاحيتها، أن النظام القطري لن يجديه سحب الجنسيات وغيرها من الممارسات القمعية نفعًا في القفز على تلك المسلمات والمعطيات الواضحة حيال مكافحة الإرهاب، بل ستزيد تلك الممارسات والتصرفات العزلة على قطر من سائر الشعوب المحبة للحرية والكرامة والعدل والأمن والاستقرار.
فيديو قد يعجبك: