الإندبندنت: طموح السعودية في زعامة المنطقة له نتائج كارثية
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أنه على مدار العامين الماضيين، بذلت المملكة العربية السعودية جهودا كبيرة لكي تتزعم المنطقة العربية الإسلامية، إلا أن هزائمها المتكررة سحقت طموحها، ومنعتها من تحقيق ما رغبت فيه.
وقالت الصحيفة البريطانية، على موقعها الإلكتروني، إن وثيقة صادرة عن الخارجية الأمريكية 2014، خلال فترة تولي هيلاري كلينتون في السلطة نشرتها ويكليكس أكدت أن السعودية وقطر تتنافسان لكي يسيطرا على العالم السني.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد عام واحد، أي في 2015، أصدرت أجهزة الاستخبارات الألمانية "بي إن دي" مذكرة تُحذر فيها من سياسات العائلة السعودية المالكة الأخيرة، وقالت : "موقف السعودية الدبلوماسي الحذر، اُستبدل بسياسة تدخل متهورة".
أحرج تقرير الاستخبارات الحكومة الألمانية، وأجبرتها على التراجع عن موقفها، ولكن خلال العام الماضي، تأكدت مخاوف جهاز الاستخبارات، وبحسب الصحيفة، فإن سياسات السعودية أصبحت أكثر عدوانية عما ماضى.
وبالرغم من جهود السعودية المستميتة، إلا أن طموحها أُحبط العام الماضي، بعد هزيمتها في كل الجبهات تقريبا، وكانت أكبر خسارة في شرق حلب التي استعادها الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه روسيا وإيران، وحزب الله.
ولم تستطع السعودية أيضا تحقيق أي انتصار ملحوظ في اليمن، بالرغم من إنفاقها مبالغ طائلة، وتدخلها المباشر في الصراع الدائر هناك.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن التدخل السعودي ومشاركتها في الحروب والصراعات، الذي كان هدفه الأساسي حصر التدخل الإيراني، ومنعها من التوغل في الشرق الأوسط، لم يثمر عن أي شيء، بل حدث العكس تماما.
أما بالنسبة للعلاقات الأمريكية السعودية، فازدادت سوءً بعد شكوى المسئولين من تعامل إدارة الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته، باراك أوباما معها كصديق وحليف، وهناك تزايد في العدائية يظهر في شبه إجماع الكونجرس الأمريكي على السماح لعائلات ضحايا أحداث 11 سبتمبر لمقاضاة الحكومة السعودية، وتحميلها مسؤولية الهجوم.
وترى الصحيفة أن السياسة الخارجية السعودية أصبحت أكثر عسكرية وقومية، تحت إشراف ولي ولي العهد محمد بن سلمان، بعد تولي والده الملك سلمان الحكم في 23 يناير 2015، ويظهر ذلك في التدخل في حرب اليمن، ودعم السعودية للمتمردين السوريين.
تأمل السعودية في أن يهزم القوات الموالية لها المتمردين الحوثيين، ولكن بعد 15 شهرا من القصف، ما تزال العاصمة صنعاء وشمال اليمن تحت سيطرة المتمردين، وتسببت الحرب في خلق أزمة إنسانية في اليمن، نتج عنها ترك حوالي 60 % من إجمالي تعداد السكان في اليمن، أفقر دولة في العالم العربي، بدون طعام وشراب.
وكان للتدخل السعودي في سوريا، بحسب الصحيفة، بداية من 2015 عواقب وخيمة ومدمرة عليها، وتقول الصحيفة، إن المملكة في بداية تدخلها عام 2013 ودعمها للمتمردين السوريين، توقعت أنهم قادرون على هزيمة بشار الأسد، أو على الأقل إقناع أمريكا بفعل ذلك.
وتختم الصحيفة قولها بأن محاولات السعودية وغيرها من دول الخليج العربي الغنية بالنفط، للهيمنة على الدول العربية السنية، كانت له نتائج كارثية على الجميع، باستعادة الجيش السوري لحلب، وسقوط الموصل يعد هزيمة كبيرة تلحق بالمجتمع العربي السني في مساحات واسعة تمتد من إيران وتصل إلى البحر الأبيض المتوسط.
فيديو قد يعجبك: