صحيفة أمريكية: هجرة العلمانيين من تركيا ربما تكون وشيكة
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن النسيج الاجتماعي في تركيا تمزق إربًا، مشيرة إلى أن هذا الشعور لم يعد حكرًا على العلمانيين فقط، وأن هجرتهم من تركيا ربما تكون وشيكة.
ولفتت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، أنه بعد منتصف ليل رأس السنة الميلادية، شهدت تركيا الهجوم الإرهابي رقم 15 منذ عام 2014 والذي تبناه تنظيم داعش، مشيرة إلى أن الهجوم استهدف ملهى "رينا" الشهير على شواطئ البسفور.
وذكرت الصحيفة أن استراتيجية داعش لاستهداف تركيا تغيرت منذ تغير ت السياسة التركية الخاصة بالسماح لمسلحيها بالمرور من وإلى سوريا عبر الأراضي التركية منذ عام 2015، مشيرة إلى أن الهجوم الأخير كشف قصة أخرى هامة يجب فهمها وهي أن هناك فشل سياسي وتنفيذي قاد لوقع الحادث.
وأشارت الصحيفة إلى أن النسيج الاجتماعي التركي أصيب في مكمن، وأن هذا التمزق جعل إمكانية وقوف الشعب بكافة طوائفه في وجه التحديات أمرًا مستحيلاً، مشيرة إلى أنه لم يعد الأتراك كما كانوا يتقاسمون الحزن والفرح معاً.
وألمحت الصحيفة أن ملهي "رينا" ليس مجرد مكانًا عاديًا، حيث أنه على مدى 5 سنوات ماضية كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معاديًا للعلمانيين ويعتبرهم جزء من تركيا القديمة الذي يختلفون عن واقع الدولة في الوقت الحالي، مشيرة إلى أنه - وفقًا لرؤية أردوغان - فإن رواد هذا الملهي يمثلون العلمانيين في تركيا، مشيرة إلى أن قدرتهم على الفرح أصبحت مهددة وليس فقط طريقة حياتهم.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في نهاية عام 2016 شهدت تركيا هجمات استباقية قادتها الحكومة ومنظمات إسلامية غير حكومية لحض الناس على عدم الاحتفال برأس السنة وانطلاقت حملات صحفية يوم 31 ديسمبر تحمل عنوان "التحذير الأخير.. لا تحتفلوا".
ورغم أن غالبية الشعب التركي من المحافظين والمتدينيين إلا أن استهلاك المشروبات الكحولية أو الاحتفال برأس السنة لا يعد قضية كبرى بالنسبة لهم، لأن الأتراك اعتاقدوا احترام طريقة الآخرين في ممارسة حياتهم ليس بدافع الخجل، ولكن كأحد مقومات السلام الاجتماعي.
ولفتت الصحيفة إلى أن العلمانيين في تركيا لم يشعروا بالوحدة وكذلك لم يشعروا بأنهم معرضون للهجوم؛ لأنهم لا يعرفون ما هي الطريقة التي يتعاملون بها مع الضغوط التي يتعرضون لها، مشيرة إلى أن الهجرة الجماعية للمفكرين العلمانيين من تركيا ربما تكون وشيكة.
فيديو قد يعجبك: