لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فاينانشال تايمز: مصر قد تصبح نموذجا يحتذى به في علاج فيروس سي

08:02 م الثلاثاء 24 يناير 2017

أرشيفية

كتب - علاء المطيري:

سلطت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية على التجربة المصرية لعلاج مرض الالتهاب الكبدي الوئابي (سي)، مشيرة إلى أن مصر قد تصيح نموذجًا يحتذى به عالمياً في مجال مكافحة الفيروس الذي يؤدي إلى وفاة 700 ألف شخص سنويا على مستوى العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

"البلهارسيا سبب رئيسي"

استهلت الصحيفة تقريرها المنشور قبل يومين بالعودة إلى الخلف، إلى سبعينات القرن الماضي، مع بدء مصر حملتها القومية لمكافحة مرض البلهارسيا. وقالت إن تلك الحملة، رغم إيجابياتها، "قادت إلى أكبر كارثة صحية في مصر بسبب إبر الحقن الملوثة التي كانت تستخدم في التطعيمات."

لفتت الصحيفة إلى أن البلهارسيا كانت تعد مرضا وبائيا ينتشر في الدول العربية في تلك الحقبة وأن الحملة الصحية التي قادتها الدولة ساهمت في علاج مليون شخص، لكنها أدت إلى انتشار وباء جديد بطريقة غير مقصودة وهو فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (سي) الذي يتواجد في دم الإنسان ويؤدي إلى التليف الكبدي أو السرطان في بعض الحالات.

وذكرت الصحيفة أن هذا الأمر كان سببا في الكم الهائل من معدلات الإصابة بفيروس (سي) التي تمثل 7 في المئة من تعداد سكان مصر البالغ عددهم 90 مليون شخص.

ومع ذلك فإن الأدوية المتقدمة التي أعلنت مصر استخدامها ضمن برنامج قومي لعلاج المرض يجعلها أول دولة في العالم تعد بعلاج ملايين الأشخاص المصابين بالمرض لتخفيف الأعباء التي يتحملونها في ظل نظام صحي واقتصادي يواجه الكثير من الصعوبات، وفقًا للصحيفة.

تقول فاطمة حامد، إحدى المصابات اللاتي تم علاجهن ضمن البرنامج: "كنت أشعر بالخمول بصورة مستمرة ولم أكن أستطع بذل أي مجهود، لكن بعد تلقي العلاج أصبحت أمتلك طاقة أكبر وأستطيع أن أعد الطعام لأطفالي"، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى أن فاطمة اكتشفت الإصابة بالمرض قبل 13 عامًا وتعافت منه في الوقت الحالي بعدما تلقت العلاج.

وذكرت الصحيفة أن ما بين 5 إلى 6 مليون مصري مصابون بفيروس (سي) لكنهم لا يدركون حقيقة المرض لأن أعراضه الحادة لا تظهر إلا بعد سنوات من الإصابة، مشيرة إلى أنه منذ بداية البرنامج، قبل عامين، تم علاج قرابة مليون شخص، غالبيتهم تلقو العلاج على نفقة الدولة.

نموذج يحتذى

يرى خبراء أن مصر يمكن أن تصبح نموذجًا يحتذى به عالميًا في مجال مكافحة الفيروس الذي يؤدي إلى وفاة 700 ألف شخص كل عام، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وقال تشارلز جول، رئيس التحالف العالمي لمكافحة الالتهاب الكبدي الوبائي: "نشعر بسعادة كبيرة لأننا كنا نريد فعلياً أن نرى النموذج البطولي لدولة شعارها (نستطيع أن نفعل)"، مضيفًا: "لدينا رقم كبير من المرضى في العالم وكنا نريد أن نعرف كيف نفعل ذلك حتى قدمت لنا مصر هذا النموذج الرائع".

وتابع: "أول علاج تم استخدامه في هذا البرنامج هو (سوفالدي) الحاصل على موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2013 وحصلت عليه مصر عام 2014 من شركة جيلياد ساينسز الأمريكية بتخفيض هائل لعلاج العدد الكبير من المرضى في مصر على معدل زمني يصل إلى 3 أشهر، إضافة إلى انتاج أنواع أخرى محلية بتكلفة أقل تم استخدامها بذات الكفاءة في علاج المرض.

التحدي الحالي

يقول الدكتور وحيد دوس، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي: "الشركة الأمريكية وافقت على شراء مصر الدواء بسعر مخفض لأنها تعرف أن مصر بها كم كبير من المرضي الذين يجب علاجهم خاصة في ظل وضع نظام من قبل المسؤولين عن الصحة في مصر يضمن عدم تسرب العلاج لأسواق خارجية.

وتابع: "عدد آخر من الشركات العالمية تنتج أدوية ممثالة لعلاج الفيروس بتكلفة تصل إلى 80 دولار لفترة علاج تستمر على مدى 3 أشهر"، مشيرًا إلى أن البرنامج المصري يسعى لاستخدام تلك الأدوية لزيادة حجم المرضى الذين يتم علاجهم وهو ما حول مصر إلى قبلة شركات الأدوية العالمية التي تتطلع إلى الترويج لأدويتها في هذا المجال في مصر ومنها شركات إيطالية وبريطانية وإسبانية.

لكن التحدي الحالي هو اكتشاف الأشخاص الذين لا يعرفون أنهم مصابون بالمرض عن طريق إجراء فحوصات وتحليلات للكشف المبكر عنه وبالتالي تسهيل عملية العلاج، يقول رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المرض.

وأوضحت الصحيفة أن الصعوبة تكمن في أن نسبة المرضى الذين يصابون بالفيروس سنويًا تصل إلى 150 ألف شخص وأنه لا يتم اكتشافهم بسبب فقر مستويات الخدمات الصحية.

وقالت الدكتورة منال حمدي السيد التي ترأس برنامج مكافحة المرض، أنه توجد مشكلة أخرى وهو وجوب عودة المريض لإجراء اختبار بعد العلاج بـ12 شهرًا من انتهاء العلاج للتأكد من خلو جسده من الفيروس بصورة كاملة.

ولفتت حمدي إلى أن نسبة العلاج في الوقت الحالي تصل إلى 90 - 95 في المئة من المرضى، لكن نصف الذين يتم علاجهم فقط يعودود لإجراء الفحص بعد العلاج، وهو ما يعني أنه لو لم يكونوا قد تعافو منه فإنه سيبقى دون أن يتم اكتشافه ليؤدي إلى مضاعفات أكبر.

وتابعت: "بعض الدول في العالم العربي وأوروبا تقوم بتكرار التجربة المصرية ومنها جورجيا التي تطور برنامج مماثلاً لعلاج مواطنيها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان