بعد فوز ترامب.. الفلسطينيون على حافة الانتفاضة
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن رئاسة دونالد ترامب ستعيد تشكيل السياسات الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في قضايا مثل نقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس وقضية ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بصورة تنذر بجعل الفلسطينيين على حافة الانتفاضة.
ولفتت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها، أمس الأحد، إلى أن الأيام الأولى من حكم ترامب تشهد مناورات سياسية مكثفة من جميع الجوانب في ظل حالة من الابتهاج بين الإسرائيليين الذين ودعوا علاقة بلادهم السرطانية مع الرئيس السابق باراك أوباما، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو "ما هو المعدل الزمني الذي ستتم فيه خطوات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟"، مشيرة إلى أنها ستكون مأزقًا قد يربك الرئاسة الأمريكية لعقود.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس والملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، اجتمعا أمس الأحد في العاصمة الأردنية عمان لإعلان رفضهم القوي لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مشيرة إلى أن هؤلاء كانوا يلتفون حول الأمل في أن تأتي إدارة ترامب بالتغيير.
ولم يقدم عبد الله وعباس أي تفاصيل عن خططهم لرد فعل مشترك، لكنهما اتفقا على التحذير من تجدد العنف إذا حدث ذلك، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن السلطة الفلسطينية أشارت إلى أنها يمكن أن تلغي اعترافها بإسرائيل الذي يعد الشرط الأول لمفاوضات حل الدولتين مع إسرائيل؛ وإن كان مستبعد في الوقت الحالي.
وألمحت الصحيفة إلى قول الرئيس الفلسطيني، أمس الأحد: "نأمل أن تعمل الإدارة الأمريكية على محورين أولهما هو عدم مناقشة إجراءات نقل السفارة إلى القدس والثاني هو قيادة جولة جديدة من المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بهدف تحقيق تسوية سياسية".
ولفتت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تناولت الكثير من التكهنات حول إمكانية قيام إدارة ترامب باتخاذ قرار نقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس بعد توليها وهي الخطوة التي ستكون بمثابة اعتراف أمريكي يسمح لإسرائيل بضم مدينة القدس الشرقية التي استولت عليها من الأردن عام 1967 لأنه سيمثل اعتراف غير معلن بأن تلك المدينة ذات الأغلبية العربية تابعة لإسرائيل.
ونوهت الصحيفة إلى المحادثة الهاتفية التي جمعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترامب، أمس الأحد، مشيرة إلى أنها لم تتطرق إلى قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وأضافت الصحيفة: "هي قضية تحدث عنها رؤساء أمريكا منذ سبعينيات القرن الماضي في حملاتهم الانتخابية، لكن أي منهم لم يُقدم على تنفيذها منذ ذلك الحين".
ويبدو أن البيت الأبيض يريد منع التكهنات حول أي إعلانات فورية تتعلق بقضية نقل سفارة واشنطن إلى القدس، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى قول سين سبيسر، المتحدث باسم البيت الأبيض: "نحن في مرحلة متقدمة جدًا من مجرد طرح هذا الأمر للنقاش".
ولفتت الصحيفة إلى أنه في ظل عدم وضوح نية ترامب بشأن قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس فإن نتنياهو يواجه وضعًا سياسيًا مثير للغضب، فمن جهة هو سعيد بوجود رئيس أمريكي له أفكار مماثلة معه بشأن الفلسطينيين، ومن وجهة أخرى فإن هناك ما يثير قلقه بسبب علاقة مستشاري ترامب بخصومه السياسيين في اليمن الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة عن مائير تورجمان، نائب عمدة القدس إن المدينة دخلت حقبة جديدة وأنه لن يكون هناك خلاف مع الإدارة الأمريكية الجديدة حول ما كان يطلق عليه الخط الأخضر الذي أصبح من الماضي.
فيديو قد يعجبك: