لماذا تظاهر الملايين ضد ترامب؟

كتبت - هدى الشيمي:

ترى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد للعالم خلال 48 ساعة فقط، أنه ينوي حكم بلاده بنفس الطريقة التي صدمت العالم منذ ظهوره على الساحة السياسية العام الماضي.

وأشارت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أن معارضين ترامب أقاموا مظاهرات احتجاجية منددة بوصوله للحكم، معلنين رغبتهم في احتواء الأضرار المحتملة نتيجة لحكمه، والتصدي لأسلوبه الجامح في استخدام السلطة، وقرروا أن يلحقوا به في النهاية هزيمة ساحقة.

وذكرت أن المسيرات النسائية التي أقيمت في واشنطن وعدة مدن عالمية مثل لندن وسيدني وغيرها، وشاركت فيها ملايين السيدات، كانت تؤكد أنهن لا يخفن من ترامب، ولن يسمحن له بإسكاتهن، أو اغتصاب حقوقهن.

وأرجعت واشنطن بوست حالة الحماس والامتنان التي سيطرت على المتظاهرات في المسيرات النسائية إلى شعورهن بالارتياح، وبأن كل امرأة ستدافع عن صديقاتها وقريباتها في حالة حدوث أي شيء.

وأكدت الصحيفة أن المتظاهرين أعلنوا رفضهم لسياسات ترامب واجندته، حتى بعد توليه الرئاسة، وسيطرة الجمهوريين على الكونجرس.

وتقول الصحيفة إن الجمهوريين لم يعد لديهم الآن هيلاري كلينتون وباراك أوباما لكي يدينونهما، ويعلقون عليهم أخطائهم، وتقول الصحيفة إن السياسيين الجمهوريين ظلوا لسنوات طويلة يوجهون استيائهم تجاه الرئيس السابق، وإدارته، ويلومونهما على الأخطاء الموجودة في مجتمعاتهم.

وعرض خطاب تنصيب ترامب وجهة نظر مظلمة، وقاتمة وألقى بظلاله على أغنى وأهم دول العالم، وجعلها ضحية لباقي العالم، وتقول الصحيفة إن ترامب تحدث عن "المذبحة"، وشدد على ضرورة حماية الحدود، وشراء بضائع أمريكية، وتوظيف الأمريكيين.

ولفتت الصحيفة إلى استخدام ترامب للهجة لم يسمعها أحد من أي رئيس أمريكي بعد انقضاء فترة الحرب العالمية، إذ يميل أسلوبه إلى أيديولوجية الحزب اليميني الأوروبي المتطرف.

واستشهدت الصحيفة ببعض جمل ترامب، ومنها "نسعى لأن نكون اصدقاء وتجمعنا علاقات طيبة مع دول العالم، ولكننا سنفعل ذلك على أساس أننا دولة تضع مصالحها أولا".

وتشير إلى أن خطاب ترامب تضمن جملة مربكة بشأن القيم الديمقراطية، وهي "يجب أن نقول ارائنا بصراحة، ومناقشة خلافاتنا بصدق، ولكننا يجب أن نسعى دائما لتحقيق التضامن".

وتتابع :"التضامن أمر رائع، ولكنها بدت وكأنها تهديد، وأثارت القلق لأنها خرجت من شخص يمتلك الآن قوة كبيرة، وأظهر عدم احترامه لخصومه ووسائل الإعلام المستقلة".

وتولى ترامب منصبه رسميا وأصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة الماضية، وحضر حفل التنصيب رؤساء أمريكا السابقون جورج بوش وزوجته، وبيل كلينتون وزوجته المرشحة الديمقراطية للرئاسة الخاسرة هيلاري كلينتون، بالإضافة لعدد من الشخصيات السياسية البارزة.

وبحسب موقع شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية، فإن عدد المشاركين في تظاهرات السبت، بدا أكبر من الحشود التي ظهرت في اليوم السابق خلال مراسم تنصيب ترامب على مدرجات مبنى الكونجرس.

وشارك عدد من الفنانين المناهضين لترامب في حفل مخصص للمسيرة، وفي مقدمتهم النجمة مادونا، التي وجهت كلاما لاذعا للرئيس الأمريكي الجديد، مثل مادونا، وجوليا روبرتس، وأشلي جود، وشير، أليشيا كيز، وسكارليت جوهانسون.