لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فاز الأسد بالحرب السورية.. ولكن أين سوريا الآن؟

06:59 م السبت 14 يناير 2017

المقابر السورية في دوما

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – هدى الشيمي:

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن القوات المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، أحكمت قبضتها الآن على مدينة حلب، وما تزال تركيا، وروسيا، وإيران يتفاوضون على إقامة أكثر من هدنة "هشة" لوقف إطلاق النار.

تقول الصحيفة الأمريكية، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، إن أغلب الدلائل تشير لنجاح الأسد ونظامه في البقاء بالسلطة، واستمرار حكمهم لسوريا، بشكل أو بآخر.

وفي حوار مع وسائل الإعلام الفرنسية، نُشر الأسبوع الماضي، أكد الأسد أن حلب نقطة تحول في مسار الحرب، وأن الحكومة تمضي في طريقها نحو النصر.

وتشير الصحيفة إلى أن الأوضاع في سوريا أصبحت أسوأ كثيرا مما مضى، وترى أن أفضل طريقة لمعرفة حجم الضرر هي حسابه بالأرقام، فهناك أكثر من 80 % من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وما يقرب من 70 % منهم يعيشون في فقر مدقع، وفقا لتقارير صادرة العام الماضي، ومن المؤكد أن هذه النسبة ازدادت فيما بعد.

وأشارت تقارير إلى وصول معدل البطالة في سوريا إلى 58 %، مما دفع عددا كبيرا للعمل كمهربين، والمشاركة في القتال على الجبهات المختلفة.

وانخفضت جودة الحياة لتقل عما كانت عليه منذ 20 عاما، بعد قيام الثورة في 2011، فحوالي نصف الأطفال لا يذهبون للمدرسة، وهذا ما اعتبرته الصحيفة فقدان جيل كامل.

وأصبحت سوريا، وفقا للصحيفة الأمريكية، تعاني من كارثة صحية، بعد انتشار الأمراض في كل مكان، ولا يمكن السيطرة على الأوبئة والفيروسات، مثل التيفوئيد، والسل، والكوليرا، بالإضافة إلى الأنيميا، وغيرهم.

وصل معدل القتلى السوريين الناتج عن الحرب حوالي 500 ألف شخص، وتقول الصحيفة إن عدد القتلى الحقيقي يفوق ما تقوله وسائل الإعلام، إذ أن هناك أشخاص قتلوا بعد قصف المستشفيات، واستهداف مراكز الرعاية الصحية، أو لقوا حتفهم بعد فرض الحصار، ومن شدة الجوع، أو البرد.
وهناك حوالي 11.5 مليون مصاب في الحرب، لقى أغلبهم حتفهم إثر الإصابات، ونزح حوالي نصف التعداد السكاني السوري، بعضهم انتقل خارج البلاد، وذهب آخرون إلى مدن قد تكون أكثر أمانا.

أما عن عملية التعمير، فقال صندوق النقد الدولي أنها تحتاج ما بين 180 إلى 200 مليار دولار، لكي ترمم البنية التحتية، وتعود البلاد كما كانت، إذ حل بها تدمير وخراب جراء القصف المتواصل، واستهداف المباني – مدارس ومنازل ومستشفيات-.

وفي المقابل، ترى الصحيفة أن نجاح نظام الأسد وقدرته على تجاوز كل هذه المشاكل، يتوقف على تحالف لدرجة غير طبيعية مع النظامين الروسي والإيراني، ووكيلهما حزب الله الشيعي اللبناني، مشيرة إلى أن جيش الأسد لم يكن المستعيد الحقيقي لحلب، إذ كان مُنهكا بعد دخوله في حرب لاستعادة مدينة تدمر من أيدي ما يُعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وأخيرا، تؤكد الصحيفة أن نهاية الحرب لم تأتِ بعد، فحتى الآن نظام الأسد أو المتمردين لم يحققوا أهدافهم، إلا أن المعارضة لن تستطيع الإطاحة بالنظام، ولكنها قد تتمكن بمساعدة بعض الدول الكبرى مثل السعودية، أن تتحوّل لتصبح خضمًا لا يُستهان به.

فيديو قد يعجبك: