إعلان

معهد كازاخستان للدراسات: "محادثات أستانة" ربما تعيد رسم حدود سوريا

04:41 م الجمعة 13 يناير 2017

الأزمة السورية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري:

قال يرلان كارين، مدير معهد كازاخستان للدراسات الاستراتيجية، إن لا يجب المبالغة في توقع حدوث تغيرات كبيرة في الأزمة السورية بعد محادثات "أستانة" المزمع إجراؤها في 23 يناير الجاري، مشيرًا إلى أن أفضل ما يمكن أن ينتج عنها هو موافقة الجماعات المسلحة على رسم خطوط نفوذها العسكري وتحديد مناطق تواجدها.

جاء ذلك في حوار مع وكالة أنباء "إنترفاكس كازاخستان" التي أوضحت أن محادثات "أستانة" التي سيتم عقدها بناء على طلب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في عاصمة كازاخستان بموافقة رئيسها نور سلطان بازييف، لن تكون قاصرة على ممثلي عن النظام السوري والمعارضة السورية، ولكن بحضور ممثلين من روسيا وتركيا وإيران.

"أستانة وجنيف"
وأوضح كارين أنه لا يجب المقارنة بين محادثات "أستانة" ومحادثات جينيف فيما يخص مشاركة المعارضة السورية وممثلي النظام السوري، مشيرًا إلى أن محدثات جنيف كانت تجرى على نطاق أوسع وومثلين عن دول عديدة إضافة إلى تمثيل كبير للمعارضة.

وأضاف: "نتحدث عن مفاوضات بين مجموعات مسلحة ذات نفوذ محدود على بعض المناطق في سوريا استطاعت أن تصنع فوضى في الدولة بأكلمها، ورغم ذلك فإنه من الممكن الحديث عن حوار وطني أو مفاوضات مثل مفاوضات جنيف أو مفاوضات أستانة، لكن سوريا أصبح لديها سجل من التفكك والانقسام".

وتابع: "بعض الجماعات المسلحة في سوريا تسيطر على مناطق لكنها تخضع لنفوذ دول أخرى خارجية لا يملك أي منها نفوذًا كاملًا على الجماعات المسلحة التي تكون المعارضة السورية، لذلك يمكن الحديث عن تحقيق هدنة في بعض المناطق في حين تكون مناطق أخرى خارج تلك الهدنة"، لكن ذلك لا يعني التشكيك في قدرة محادثات أستانة على التوصل لحلول.

حرب طائفية
ولفت إلى أن الحرب تحولت في كثير من مناطق سوريا والعراق المجاورة إلى حرب طائفية يمكن أن تتحول إلى حرب واسعة تجتاح المنطقة بأكملها، لكن المفاوضات مازالت تمثل خطوة جيدة حتى الآن، وإن كان من الأفضل ألا يتم المبالغة في حجم المتوقع منها حتى وإن كانت أطراف تلك المفاوضات تبحث عن صيغ مختلفة للحل.

وأوضح كارين أن السؤال الأهم في تلك المفاوضات هو "هل تستطيع المعارضة السورية المكونة من مجموعات متفاوتة في مواقفها أن تجتمع على موقف واحد؟"، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من الدول لها مصالح متضاربة في الحرب السورية مثل قطر والسعودية والولايات المتحدة.

وتابع: "رغم أن الهدف من المفاوضات هو الوصول إلى موقف واحد يكون نتيجته توافق يحافظ على وحدة سوريا إلا أن تواجد دول كبرى مثل تركيا وإيران وروسيا عسكريًا في سوريا يؤكد أن المحادثات التي تجري للحفاظ على وحدة سوريا تخالف واقع دولة مفككة تتضارب فيها مصالح الفصائل المسلحة من جهة ومصالح دولة خارجية من جهة أخرى.

ولفت كارين إلى أن ما ينتظر سوريا في المستقبل هو تفتتها إلى مناطق تتقاسم فيها القوى المتصارعة نفوذها العسكري كل حسب قوته، وعلى سبيل المثال تحتفظ روسيا بالسيطرة على أجزاء من سوريا وتركيا ربما تسيطر على أجزاء أخرى وكذلك دول أخرى، مضيفًا: "هذا جزء من سيناريوهات تنتظر سوريا، لكنه لن يتم مناقشتها في محادثات أستانة".

افتراض خاطئ
ويفترض العديد من الخبراء - خطأً - أن محادثات أستانة ستكون شاملة وذلك لأنهم لا يفهمون طبيعة ما يجري في سوريا بصورة صحيحة- يقول كارين - لأنه المحادثات تتضمن اسميًا طرفين هما المعارضة والنظام، لكن الواقع يقول أن مسمى المعارضة السورية ما هو إلى مفهوم مطاط ينطبق على أي من الفصائل المسلحة التي تقاتل النظام دون أن يكون هناك معارضة موحدة يمكن أن تتخذ موقفًا واحد في أي مفاوضات.

وتابع: "لا يمكن جمع كل تلك الفصائل على طاولة واحدة والخروج بموقف واحد في محادثات عن مستقبل سوريا لأن كل منها له حسابات خاصة ومرتبطة بمن يقفون خلفه على خلاف الحروب الأهلية في دول أخرى كانت يوجد بها طرفي صراع أحدهما الحكومة والآخر متمردون أو ثوار يمكن التعامل معهم والوصول إلى نتيجة واحدة".

وأكد مدير معهد كازاخستان للدراسات الاستراتيجية أنه لا يجب المبالغة في توقع نتائج كبيرة من محادثات أستانة، لكن وصول المجموعات المشاركة فيها إلى اتفاق يقضى بتعيين حدود نفوذ كل منها سيكون خطوة جيدة، مشيرًا إلى أن أي محاولة للوصول إلى حل أو مساومات أو هدنة تساهم في تخفيف المواجهات الحادة في الوقت الحالي ستكون هامة.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان