كيف غيرت "داعش" شكل الجهاد العالمي؟
كتبت- هدى الشيمي:
في ليلة رأس السنة، شن مسلح هجوم على ملهى "رينا" الليلي في مدينة اسطنبول التركية، أودى بحياة 39 شخصا، ثم أعلن ما يُسمى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مسؤوليته عن الحادث.
وترى صحيفة الإندبندنت البريطانية، إنه حتى الآن لا يوجد أدلة كافية تؤكد أن داعش هو المسؤول الأساسي عن الهجوم.
وتشير الصحيفة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، إلى حدوث تغيير في شكل الجهاد وعمليات الإرهاب التي تحدث في العالم منذ ظهور التنظيم بشكله المعروف في صيف 2014.
وتقول إنه إذا عقدت مقارنة بين العمليات الجهادية التي حدثت قبل اتفاق بلفاست عام 1998، وما يحدث الآن، سيكون من السهل التأكد من ذلك.
صعود هجمات "الذئاب المنفردة"، والرغبة في قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص، تعد أحد أبرز سمات تنظيم "داعش"، و"القاعدة"، وبحسب الصحيفة فإن أكثر ما يميز التنظيمين هو الرغبة في السيطرة على مساحات من الأراضي.
وعلى مدار أعوام من الفوضى السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الشرق الأوسط، استطاعت داعش السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق، وأعلنت مدينة "الرقة" السورية، عاصمة خلافته الإسلامية.
تاريخيا، كان الفقر أحد الدوافع الرئيسية للعنف السياسي، ولكن بأشكال لا تعد ولا تُحصى، أخبر داعش العالم أنه عليه النظر لعدة أسباب أخرى.
ففي حالة سوريا والعراق، وتقول الصحيفة إن البلدين شهدا سنوات من الحرمان السياسي، والتهميش الاجتماعي والديني، وعزلة اقتصادية، وهذه هي أغلب الأسباب التي اعتمد عليها التنظيم الجهادي في كل مكان ظهر فيه.
وترى الصحيفة أن دعم داعش واستمرارها في الشرق الأوسط حتى الآن، لا يتوقف فقط على الموافقة على ايدلوجيتها، وأساليبها الفكرية، ولكنه يمكن يشمل بقاء المواطنين في المساحات التي تسيطر عليها، وممارسة أعمالهم وحياتهم بشكل طبيعي.
كما لفتت لأتباع داعش أساليب مخادعة لإقناع المواطنين – في جميع أنحاء العالم- بأيدولوجيتها، ولم تبذل مجهودا مماثلا للحفاظ على أمن وسلامة أهالي المناطق التي تسيطر عليها.
ومع ذلك، تقول الصحيفة إن القاعدة وقائدها أسامة بن لادن، ومساعده أيمن الظواهري نجحوا في تأسيس علاقات قوية مع جماعات جهادية أخرى، في امتدوا في أكثر من مكان، وأصبحت لهم فروع في أماكن مختلفة، وهذا ما لم تستطع داعش تحقيقه حتى الآن.
وأنهت الصحيفة قولها بتأكيد أن توفير حاجات المواطنين الأساسية، وجعلهم يشعرون بالأمان، هما السببان الرئيسيان في هزيمة التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وغيرها، ومنعهم من الانتشار في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم.
فيديو قد يعجبك: