لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نيويورك تايمز: مثقفو تركيا رضخوا لأردوغان

12:31 م الخميس 15 سبتمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري: 

قالت صحيفة "نيو يورك تايمز" الأمريكية إن مثقفي تركيا ركعوا للرئيس رجب طيب أردوغان، مشيرة إلى أن سيفجي أكارشيزم، رئيسة تحريرصحيفة زمان التركية السابقة، تحكي قصة الحريات في تركيا التي بدأتها بحكاية مطالبتها بالنزول من على متن الطائرة التي أوشكت على الإقلاع من مطار بروكسل في بلجيكا إلى مدينة نيوآرك بولاية نيوجيرسي الأمريكية، وجاء نصها:

"في 27 يوليو الماضي، طٌلب مني النزول من الطائرة قبل وقت قليل من إقلاعها.. كانت النظرات التي تظهر على وجه المسافرين لحظة مطالبتي بالنزول تفقدني بعضًا من إنسانيتي، لكني لم أصب بصدمة.. كنت أعرف أن تركيا تلغي جوازات السفر لمعاقبة من ينظر إليهم على أنهم ينتقدون حملتها المتزايدة ضد من تزعم دعمهم للانقلا".

في مارس الماضي سيطرة الحكومة على صحيف "زمان" واسعة الانتشار الناطقة بالإنجليزية التي كنت أشغل منصب رئيس تحريرها، وفررت من إسطنبول التي كانت مدينتي الأم إلى الخارج، لكن الحكومة لم تكتفي بطرد صحفيين مثلي ونفيهم، مشيرًا إلى أنه عندما نزل من الطائرة وذهب إلى أمن المطار اكتشف أن جواز سفره ألغي منذ يومين وأنه انضم إلى قائمة 500 ألف تركي حرموا من جوازات سفرهم كجزء من حملة التطهير التي تشنها الحكومة منذ الانقلاب الفاشل في يوليو الماضي.

وقبل ساعات من توجهي إلى المطار أخبرني بعض جيراني أن الشرطة داهمت منزلي وتم القبض على رفقاء لي في تركيا، وأن القبض علي أصبح مسألة وقت وليس احتمال يمكن ألا يحدث، حيث صدر أمر ضبطي في ذات اليوم، وطلب مني جاري في إسطنبول أن أزيل كل الرسائل المتبادلة بيني وبينه، مشيرًا إلى أن وجود كتاب يوجد به كلمة انقلاب بالإنجليزية كان كافيًا للقبض على أي شخص ودليل لإدانته.

فالرئيس أردوغان وصف ما حدث بعده بساعات بأنه منحة من الله - يقول الكاتب - الذي أوضح أن الانقلاب الفاشل منح أردوغان فرصة للتخصل نهائيًا من كل من لا يدين له بولاء كامل، مشيرًا إلى أن تركيا - بالنسبة له - تسلك طريقًا لا رجعة فيه نحو الديكتاتورية، حيث استنسخ المثقفون وصفه لحركة فتح الله كولن بأنها "حركة خرجت عن السيطرة" بعدة صيغ كلها تصب في ذات الاتجاه.

ورغم عدم وجود دليل واضح لما أورده أردوغان إلا أن فرض قانون الطوارئ في البلاد جعل عملية الحصول على المعلومات صعبة، مشيرًا إلى أن أكثر من 117 صحفي تم سجنهم إضافة إلى إغلاق 160 مؤسسة صحفية بعد الانقلاب، إضافة إلى 100 ألف موظف تم فصلهم أو تعليق وظائفهم الحكومية بسبب الشك في عدم ولائهم للحكومة.

وتم اعتقال 43 ألف شخص إضافة إلى 23 شخص تم القبض عليهم، ولم يستثني الأمر فنانيين فكاهيين لشبهة وجود علاقة بينهم وبين حركة كولن.

لقد فقدت إيماني في قدرة المثقفين على مواجهة التحديثات، فالخلاف في الآراء كبير بصورة تفقدهم القدرة على خلق حالة من التكامل قادرة على مخاطبة الناس بالأدلة والبراهين وليس أن يكون الأمر مجرد الحديث عن دفع أردوغان لمنافسيه.

وتكمن أهمية المثقفين الأتراك في أن العالم يولي لرؤيتهم اهتمامًا كبيرًا لأن قلة من الأتراك هم الذين يكتبون للعالم بالإنجليزية.

ويستقي العديد من المراقبين الأجانب معلوماتهم من العلمانيين الأتراك واليساريين وما يسمى "الليبراليين" الذين مازال ينظر إليهم بأنهم مصدر ثقة لأن هناك فرضية تقول أن طريقة حياتهم الغربية تمنحهم القدرة على استخدام أسلوب الغرب في التفكير، على عكس العلمانين أو الإسلاميين.

تركيا هي مجتمع السود والبيض ولا توجد منطقة رمادية بين الإثنين - يقول الكاتب - الذي أوضح أنه حتى المثقفين في تركيا ليس لديهم حصانة من الإزدواجية القائمة، وهو ما يجعل الديمقراطية الأصلية محدودة الموارد بصورة تجعل أصواتهم يمكن سماعها بصعوبة.

وختم: "ما يحدث من المثقفين الأتراك يدعم سلطة أردوغان، وربما يكون قبولهم بالإزدواجية موافقة صريحة على حملة التطهير التي يقوم بها".

فيديو قد يعجبك: