نيوزويك حول قمة العشرين: خسارة للغرب وازدهار لروسيا والصين
كتبت - أماني بهجت:
نشرت مجلة النيوزويك الأمريكية مقالًا للرأي حول قمة العشرين التي عُقدت في يومي الرابع والخامس من مطلع الشهر الجاري، والتي عقدت هذا العام في مدينة هانغتشو بالصين.
وبحسب المقال، فهذه القمة بدت وكأن لا فائدة منها، بل حملت بعض الإهانات لبعض الرؤساء مثل الرئيس باراك أوباما الذي تم استقباله استقبالًا باردًا مخالفًا للبروتوكولات.
ومنذ عقد القمة في 2008-2009 على خلفية الأزمة الاقتصادية العالمية لم تعد القمة ذات أهمية، ففي هذه القمة تجمعت أقوى اقتصاديات العالم لمناقشة الأزمة والخروج ببعض التوصيات تسري على السوق العالمي، فكانت القمة ذات مغزى، ومنذ ذلك الوقت وتفتقد القمة الهدف من ورائها.
وللمفارقة، فالبيان الخاص بالقمة جاء أكثر ضحالة. فخرجت من هذه القمة 14 صفحة و48 مقال يناقض بعضه البعض. هذا البيان جعل بيانات الهيئة العامة للأمم المتحدة تبدو كأنها ذو نظرة ثاقبة وأكثر جرأة.
البيان الصادر عن القمة كان شديد الضحالة حتى أن دولة المضيف –الصين- شعرت بالإحراج من أن تنشره على مسامع الإعلام العالمي وبدلًا من ذلك نشرت صفحتين من تصريحات رئيس الصين شي جين بينغ.
أحد المشاكل الرئيسية لهذه القمة أنها تفتقد الحد الأدنى من التوافق بين الدول إلا في حالة واحدة وهي مشاركة مصر والصين وروسيا والسعودية والأمر المشترك بين الأربع دول المذكورة هو أن هذه الدول ليست ديمقراطية.
وأمر أخر مثير هو إصرار الولايات المتحدة على توجيه ضربات لألمانيا من حيث المطالبة بمزيد من التحفيز المالي والنقدي في الوقت الذي توقفت فيه هذه المطالب عن كونها ذات صلة، في الوقت ذاته لا ترى ألمانيا أية أسباب للقبول بذلك، ونتيجة لذلك احتوى البيان الخاص بالقمة على بعض العبارات التي ليست ذات صلة وفارغة من المضمون وبدون أي تفاصيل مهمة على حد تعبير كاتب المقال.
ووفقًا للبيان فمجموعة العشرين "تؤكد عزمها على ضمان قواعد الشفافية وعدم التمييز ووجود نظام تجاري متعدد الأطراف، شامل واكثر انفتاحًا مع لعب منظمة التجارة العالمية لدورًا رئيسيًا في هذا الصدد".
في الوقت نفسه، فبعض الدول المشاركة في هذه القمة هي دول حمائية لا يسرى عليها ما جاء بالبيان مثل البرازيل والهند وروسيا. وغني عن القول، إن اثنين من الاتفاقات الكبرى الجارية حاليًا والتي ترعاها الولايات المتحدة، إحداها للتجارة الإقليمية وأخرى للشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ وعبر المحيط الأطلسي والشراكة الاستثمارية، لم يتم ذكرهم.
من المفترض أن قمة العشرين تمثل أكبر 20 اقتصادًا على مستوى العالم وهذا ليس الحال في هذه القمة فالأرجنتين على سبيل المثال تأتي في أسفل القائمة. مجموعة العشرين تتكون من 19 دولة والعضو العشرين هو الاتحاد الأوروبي.
كان النصيب الأكبر للاجتماعات الأحادية ليس لدول مجموعة السبع، فأوباما لم يقابل إلا 3 مسؤولون منهم رئيس الصين شي جين بينج ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي ورئيس روسيا فلاديمير بوتين، الاجتماعات الأحادية كانت هي المسيطر على الأخبار.
المفاجأة كانت في صعود فلاديمير بوتين فعلى على عكس ما حدث في قمة أستراليا في 2014 حيث كانبوتين منبوذًا بسبب حربه على أوكراني، فقمة هانغتشو كسرت العزلة الدولية المفروضة عليه دون أن يحتاج بوتين للتخلي عن أسلوبه.
قام بوتين بعقد العديد من الاجتماعات يوم قبل القمة في 3 سبتمبر في مدينة فلاديفوستوك الروسية مع رئيس الوزراء الياباني سينزو آبي ورئيس كوريا الجنوبية بارك جيون هاي، وفي هانغتشو وعلى المسرح أمام العالم صافح وتجاذب أطراف الحديث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوجان وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند،وتيريزا ماي وباراك أوباما والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأخيرًا الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري.
واضح جليًا أن بوتين كان النجم في هذه القمة والصور تظهر مدى سعادته بذلك.
وإمعانًا في المهانة لدول مجموعة السبع أن قادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا اجتمعوا وأيا من قادة مجموعة السبع لم يكن مدعوًا لهذا الاجتماع، وعلاوة على ذلك، فأثناء وجود رئيس كوريا الجنوبية كيم يونج أون بالقمة تم إطلاق 3 صواريخ باليستية في البحر باتجاه اليابان.
لم تنتاول هذه القمة العديد من الأمور الهامة والمُلحة مثل سوريا وأوكرانيا والعقوبات الغربية على روسيا والصراع في جزر بحر جنوب الصين.
لم يستفد الغرب شيئًا من هذه القمة وكان من الأفضل له ألا يشارك فيها، ويرى الكاتب أنه حان الوقت للغرب أن يتعلموا من جديد أمور الدبلوماسية.
فيديو قد يعجبك: