لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"فورين بوليسي": أمريكا تٌلقي تركيا في أحضان موسكو

10:35 م الجمعة 05 أغسطس 2016

أمريكا ترمي تركيا في أحضان موسكو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري: 

في 9 أغسطس القادم يسافر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مدينة سان بطرسبرج الروسية للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الأولى منذ نوفمبر 2015، وفقًا لمجلة فورين بوليسي الأمريكية، التي أوضحت أن الأشهر الثمانية الماضية شهدت تدفق الوزراء الأتراك إلى موسكو لإذابة الجمود الذي خيم على العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن اجتماع بطرسبرج ليس مجرد قمة وإنما حفل انفتاح تركي خارجي يميل نحو موسكو.

قواعد التقارب

ولفتت المجلة في تقرير لها، قبل يومين، إلى أن قواعد التقارب التركي الروسي متشابكة وأن ما تقوم به أمريكا يلقي بتركيا في أحضان موسكو، لكن قوة الدفع الأساسية لها هي نظام بشار الأسد الذي يمكن القول بأنه شبه استعاد وجوده في سوريا، والذي كان أكبر عقبة في طريق عودة العلاقات التركية الروسية في الماضي.

ونوهت المجلة، إلى أن العلاقات المتواضعة بين البلدين وصلت إلى نقطة الغليان عندما أسقطت تركيا طائرة سو- 24 الروسية في نوفمبر الماضي، لكن الوضع في سوريا تغير بطريقة دراماتيكية منذ ذلك الحين بسبب دعم روسيا وإيران للأسد بصورة جعلته يستطيع هزيمة تركيا وإخراجها من شمال سوريا.

والآن، تقول المجلة، تقوم موسكو وطهران بدعم الأسد ليستعيد سيطرته على حلب، ثاني أكبر مدينة سورية وهي واقع مر لا يستطيع عناد أردوغان أن يمنعه من تقبل نتائجه التي تقول أن الأسد سيبقى في سوريا.

تغير مفاجئ

ولهذا، غير أردوغان توجهه بصورة عكسية قبل 5 أسابيع واعتذر لبوتين عن اسقاط المقاتلة الروسية وسأل عائلة الطيار الذي تم قتله السماح، وبعدها بأسبوعين قال بن علي يلديرم، رئيس وزراء تركيا، إن بلاده ربما تستعيد علاقات طبيعية مع سوريا يومًا ما.

ولفتت المجلة إلى أن السبب وراء هذا التغير المفاجئ وتهرب أردوغان من الإجابة عن السؤال عن مصير الأسد في سوريا هو محاولته بدء التعاون مع روسيا في ثاني أكبر أولوياته وهي هزيمة حزب العمال الكردستاني وتقوية سلطته الداخلية.

يمثل حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية صممتها الولايات المتحة وهي تحارب للانفصال عن الدولة التركية منذ عقود، وتعد منظمة حزب الاتحاد الديمقراطي اخت شقيقة لها.

وخلال العامين الماضيين، عمل حزب الاتحاد الديمقراطي على دعم قدراته السياسية ودعم سيطرته على شمال سوريا تحت ستار قتال داعش وراقبت تركيا تلك التحركات بانزعاج خاصة عندما تخطت تلك المجموعة نهر الفرات إلى الغرب الذي يمثل الخط الأحمر لتركيا.

رؤية أنقرة 

وترى أنقرة أن كل من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي يمثلان شؤمًا عليها أكثير من داعش نفسها حتى بعد هجمات مطار اسطنوبل في 28 يونيو الماضي، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى أن أردوغان سيناقش مع بوتين الأسبوع القادم حجب الدعم عن حزب العمال وحزب الاتحاد الديمقراطي لقناعته بأن هزيمتهما لابد أن تكون بحجب اللاعبين الإقليميين عنهم ومن ثم ينظر في أمر بقاء الأسد.

وأوضحت المجلة أن الأكثر من ذلك هو أن محاولة أردوغان تقوية سلطته الداخلية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة تتوافق مع التقارب الروسي الذي يأتي في ظل الابتعاد والتوترات مع الغرب، مشيرة إلى أن موقف بوتين كان داعمًا لأردوغان من بداية الانقلاب الفاشل في حين تميز موقف كيري بالمراوغة إضافة إلى انتقادات لعمليات التطهير وتهديد بفقد عضوية تركيا في الناتو مقابل عدم اعتراض روسي على ما يقوم به أردوغان عقب الانقلاب.

راعي الانقلاب

ترى الصحافة التركية أن أمريكا حرضت ضد آردوغان بسبب انتماءاته الإسلامية وقامت بحامية فتح الله كولن الذي تقول الادعاءات أنه العقل المدبر للانقلاب الفاشل، ووصل الأمر إلى اتهام مسؤول تركي لأمريكا برعاية الانقلاب وتحركت احتجاجات إلى قاعدة إنجرليك الأمريكية جنوب البلاد التي تمثل نقطة الانطلاق الرئيسية للحملات الجوية ضد داعش، وترى أيضًا أن أردوغان سوف يعتمد على لاعبين على الأرض للحد من قدرات حزب العمال وحزب الاتحاد الديمقراطي.

وترى المجلة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإدارته تملك اختيارات لمواجهة أردوغان ولابقاء تركيا بعيدة عن روسيا حيث ستقوم بتوسعة الفجوة الموجودة في سوريا بصورة تسمح لداعش بتهديد المصالح التركية الاستراتيجية هناك، ويجب عليها أيضا أن تقوم بإعادة تقييم انتقاداتها لأردوغان وجنون الشكوك الذي برره الانقلاب، مشيرة إلى أن إدارة أوباما ستتعلم من درس إدارة الأزمة في باكستان عام 2007 حتى لا تقوم بإغضاب حليفها.

يجب أن تقف واشنطن إلى جوار الحكومة المنتخبة والدفع بأردوغان نحو إظهار الشدة في وجه أعدائه المحليين، ويجب عليها أن تقدم ضمانات عن مستقبل الوضع في سوريا اعتمادًا على التعاون ضد حزب العمال الكردستاني.

وختمت الصحيفة بالقول: إن الوضح الحالي بين أمريكا وتركيا لا يغضب حليفًا لأمريكا وعضوًا في الناتو فقط، وإنما يلقي بها في أحضان موسكو.

فيديو قد يعجبك: