لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الاندبندنت: أثار الهجمات الأمريكية على الفلوجة أسوء من هيروشيما

03:11 م الخميس 25 أغسطس 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - أماني بهجت:

نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريرًا حول الأثار السامة والمميتة والنسب الصادمة لوفيات الأطفال الرضع والسرطان في الفلوجة مما يثير شكوكًا جديدة حول المعركة.

ووفقًا للتقرير نقلًا عن دراسة حديثة، فالزيادة الكبيرة في معدل وفيات الأطفال الرضع والسرطان واللوكيميا (سرطان الدم) في مدينة الفلوجة بالعراق والتي تم قصفها قصفًا عنيفًا من قِبل قوات المشاة الأمريكية في 2004 يتخطى تلك الاحصائيات التي صدرت بأعداد الناجين من إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناجازاكي في 1945.

وكان الأطباء العراقيون في الفلوجة قد اشتكوا منذ 2005 من صدمتهم من أعداد الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية خطيرة، ما بين طفلة تولد برأسين إلى شلل في الأطراف السفلية، وأفاد الأطباء أنهم يرون أعداد كبيرة مصابة بالسرطان أكثر مما كانوا يروه في معركة الفلوجة والتي وقعت بين القوات الأمريكية ومسلحين.

وكانت مزاعم الأطباء قد تم تدعيمها من خلال مسح أظهر 4 أضعاف زيادة في معدلات كل السرطانات و12 ضعف زيادة في سرطان الأطفال تحت سن الـ14. بالإضافة إلى ارتفاع معدلات وفيات الأطفال الرضع في المدينة 4 أضعاف الأردن، و12 ضعفًا عن مثيلتها في الأردن.

ووفقًا لأحد المشاركين في المسح –الذي تضمن 4800 شخص في الفلوجة-، الدكتور كريس بوسبي، أستاذ زائر في جامعة أولستر، فإنه من الصعب تحديد السبب وراء السرطان والتشوهات الخلقية. وأضاف "للوصول مثل هذا التأثير، فلابد من حدوث شئ خطير في 2004 عندما وقعت الهجمات.

وكانت قوات المشاه الأمريكية قد حاصرت وقصفت مدينة الفلوجة –تبعد 30 ميلًا عن غرب بغداد- في إبريل 2004 بعد مقتل 4 موظفين يعملون بشركة بلاك ووتر للخدمات الأمنية وحرق جثثهم. وبعد 78 أشهر من التأهب، عصفت قوات المشاه بالمدينة في نوفمبر باستخدام المدفعية والقصف الجوي ضد مواقع المتمردين. واعترفت القوات الأمريكية فيما بعد باستخدام الفوسفور الأبيض وغيرها من الذخائر المماثلة.

وتعامل القادة الأمريكيون مع مدينة الفلوحة كمنطقة حرة لإطلاق النيران في محاولة لتقليل الخسائر التي قد تلحق بقواتهم. وقد أصيب الضباط البريطانيين بالدهشة جراء عدم الاكتراث بحياة المدنيين. ووفقًا للعميد نايجل آيلوين فوستر، قائد عسكري كان يخدم مع القوات الأمريكية في بغداد، "أثناء التحضير لعملية تطهير الفلوجة في 2004، وفي ليلة واحدة تم إطلاق أكثر من 40 قذيفة عيار 155 مم في جزء صغير جدًا من المدينة".

وأضاف أن القائد الأمريكي الذي أمر بهذا الهجوم المروع لم يذكر ذلك في تقريره اليومي الذي يتم إرساله إلى القوات الأمريكية. ويقول دكتور بوسبي إنه لا يستطيع تحديد أي الأسلحة تم استخدامها من قبل قوات المشاه، لكن التشوهات الجينية التي لحقت بالسكان تشير إلى استخدام اليورانيوم في واحدة من حالاته، وأضاف، "في اعتقادي إنهم قاموا باستخدام نوع من الأسلحة الجديدة ضد البنايات ليستطيعوا اقتحامها وقتل من بداخلها".

قام بهذا البحث فريق من 11 باحث في يناير وفبراير هذا العام قاموا بزيارة 711 منزل في الفلوجة. بالإضافة إلى استبيان قام بإجابته سكان المدينة تضمن تفاصيل عن السرطان ونتائج الولادة ووفيات الأطفال. حتى الآن الحكومة العراقية على استعداد لاستجابة لشكاوى المدنيين عن الضرر الذي لحق بصحتهم خلال العمليات العسكرية.

وقد اعترى السكان بعض الشكوك في بداية البحث، عندما أذاع التلفاز أخبارًا عن إرهابيين يقومون بعمل أبحاث ميدانية وأن من يتعاون معهم سيتم توقيفه واعتقاله، ولتهدئة تلك الشكوك صاحب شخص محلي الباحثون أثناء رحلة عملهم.

وتخلص الدراسة التي حملت عنوان: "السرطان ووفيات الرضع ونسبة الجنس في المواليد في الفلوجة العراق 2005-2009" بواسطة دكتور بوسبي وملك حمدان وانتصار عريبي، إلى أن الأدلة القولية من وجود ارتفاع حاد في حالات السرطان والتشوهات الخلقية صحيحة. وإنه تم التوصل إلى نسبة وفيات الأطفال هي 80 لكل 1000 طفل مقاونة بـ 19 في مصر، و17 في الأردن، و9.7 في الكويت. وتقول التقرير إن أنواع السرطان مشابهه لتلك التي لحقت بالناجين من هيروشيما وتعرضوا لإشعاع من القنبلة واليورانيوم.

ووجد الباحثون زيادة 38 ضعف في حالات سرطان الدم، و10 أضعاف في سرطان الثدي لدى النساء وزيادة واضحة في أورام الغدد الليمفاوية وأورام المخ لدى البالغين. في حالة الناجين من هيروشيما، أظهرت النتائج 17 أضعاف في حالات الإصابة بسرطان الدم، ولكن في الفلوجة وفقًا لدكتور بوسبي ما يبدو واضحًا ليس فقط الانتشار في الإصابة بالسرطان لكن السرعة التي قد أثرت على المواطنين.

وأمر أخر ذات أهمية خاصة كان نسبة الجنس في المواليد بين البنين والبنات حديثي الولادة قد تغيرت. ففي عدد السكان الطبيعي وهو 1050 الأولاد مقابل 1000 من الفتيات، لكن لأولئك الذين ولدوا بين عامي 2005 كان هناك انخفاض بنسبة 18 في المائة في المواليد الذكور، وبالتالي فالنسبةأصبحت 850 ذكور إلى 1000 من الإناث. ونسبة الجنس هي مؤشر على الضرر الوراثي الذي يصيب الفتيان أكثر من الفتيات. وتم اكتشاف تغير في نسبة الجنس لدى المواليد بعد هيروشيما.

وكانت الولايات المتحدة أُجبرت على إيقاف إطلاق النيران في العراق في 2007 بسبب الغضب الذي تولد لدى المدنيين. ولكن في الوقت ذاته فهناك انخفاض كبير في الاهتمام بالرعاية الصحية في العراق منذ 2003. وتأثير الحرب على المدنيين كان الأقوى في الفلوجة من أي مدينة عراقية أخرى بسبب حصارها وعزلتها عن باقي البلاد لفترة طويلة بعد 2004. الضرر التي ألحقته الحرب لم يتم إصلاحه إلا ببطء شديد والسكان داخل المدينة كانوا يخشون الذهاب إلى المستشفيات في بغداد بسبب نقاط التفتيش العسكرية على طريق العاصمة.

فيديو قد يعجبك: