سوريون في حلب: الأوضاع مزرية والسماء لا ترحمنا
كتبت- هدى الشيمي:
مرت السنوات الأربعة الماضية كالجحيم على الحلبي مهيب عبد السلام، حيث دمرت الحرب الأهلية التي عاشتها سوريا المدينة كغيرها من المدن، وقتلت الالاف وأجبرت مثلهم على المغادرة، إلا أنه أخبر صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الأمر الآن أصبح اسوأ وأصعب مما مضى.
بحسب عبد السلام، 26 عاما، فإن القتال العنيف الذي يحدث بين كلا من المتمردين والحكومة قسم المدينة وحولها إلى شعلة نار، فوجد حوالي 300 ألف شخص يعيشون في المدينة أنفسهم في حصار عنيف، ونقص طعام وماء وأدوية، وعلى مدار الساعة يسمعون أصوات القصف طائرات جيش بشار الأسد ، والقوات الروسية الداعمة له.
بالنسبة لعبدالسلام، الذي فقد أربعة من أفراد أسرته بعد تفجير في يونيو، فإن حلب الآن أصبحت منطقة أهوال لا تطاق ولا تحتمل، فيقول للصحيفة عبر برنامج المحادثة "سكايب" إن من يتابعون الأحداث من الخارج لن يستطيعوا فهم ما تمر به الأهالي، فكلما مر يوم استحالت الحياة أكثر مما سبق.
يتوقع عبد السلام أن القتال لن يتوقف، ويرجع ذلك إلى أن الفوز بالمدينة بالكامل هدف استعصى على كلا الجانبين منذ بداية المعارك في 2012، واشتداد القتال هذا القتال دليل قوي على صعوبة حياة المواطنين.
"السماء لا ترحمنا" يقول عصام غزال، 50 عاما، في إشارة إلى القصف المستمر، كما أشار بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن ما يحدث في حلب كارثة انسانية ليس لها مثيل في التاريخ الحديث.
في حوالي الساعة الثامنة مساء، تلقى عبد السلام هاتف يطلب منه سرعة الذهاب إلى منزل عائلته، لأن هناك قذيفة سقطت في المنطقة وقد تكون أصابت العائلة، وعندما وصل لم يجد سوى الحطام، يقول "وقفت أنظر للمبنى الذي تربيت فيه مذهولا، وجدته حجر وتراب، وتحت الأنقاض جسد شقيقتي سمر، 35 عام، وابنائها الثلاثة عبد السلام، وأحمد وأية"، ففقد وعيه لأن الأمر كان أكبر من قوة تحمله.
ما لا يستطيع عبد السلام نسيانه، هو مشهد خروج شقيقه محمد من تحت الأنقاض سليما، وكان الرجل الأربعيني يعمل مدرس لغة عربية في مدرسة ابتدائية قبل الحرب، وبعد نجاته من القصف حاول انقاذ زوجته وابنائه من تحت الخرسانة وحديد التسليح، فوجد جثثهم ملطخة بالدم والغبار. تابع عبد السلام قوله "شقيقي لم يتحدث، لم يتحرك، ولكنه وقف هناك للحظة لا يستطيع تصديق ما حدث".
فيديو قد يعجبك: