لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجارديان: الصحفيون يحتاجون للحماية.. والتجاوزات ضد الإعلام "فاقت المدى"

04:30 م الثلاثاء 16 أغسطس 2016

لا يتوقف الأمر حدّ كبح جِماح الحريات وحسب، بل يتعد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – رنا أسامة:
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن أوضاع وسائل الإعلام حول العالم تزداد سوءًا وترديًّا يومًا بعد الآخر، بما تتعرّض له من قمع للحريات بشكل يفوق المدى.

ففي تركيا، بدأت السُلطات تُضيّق خِناقها حول وسائل الإعلام قبل فترة طويلة من محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي شهدتها البلاد يوليو الماضي، أُغلِقت على إثرها أكثر من 130 صحيفة، وأُصدِرت أوامر باعتقال 89 مُراسلًا، ووُجّهت اتهامات لـ 17 صحفي بانضمامهم لجماعة "غولن" الإرهابيّة، المُرجّح مسئوليتها وراء تدبير مُخطّط قلب نظام حُكم أردوغان.

من بين الصحفيين الذين طالتهم أيادِ القمع، الصحفي كان دوندار، الذي واجه عقوبة السجن على مدى ستة أعوام، بتهمة نشر أخبار لا أساس لها من الصحة حول بيع أسلحة لقوات المتمرّدين السوريين، كان أحد الصحفيين الذين حصلوا على جائزة حرية الصحافة الدولية هذا العام، من لجنة حماية الصحفيين في نيويورك، جنبًا إلى جنب مع صحفيين آخرين في كلٍ من مصر والسلفادور والهند.

أما في الصين، حيث يُقرّر الحزب الشيوعي مصير الأخبار لتحديد ما يصلُح منها للنشر، فقد أمرت السلطات البوابات الإلكترونية بحظر نشر الموضوعات السياسية والاجتماعية؛ بدعوى "تأثيرها الكريه على المُجتمع".

لا يتوقف الأمر حدّ كبح جِماح الحريات وحسب، بل يتعدّى إلى قتل الصحفيين، وهذا ما بجدا واضحًا في تقرير صادر عن اليونسكو، كشف مقتل أكثر من 50 من العاملين في وسائل الإعلام هذا العام، بينهم بافيل شيرميت، الذي لقي مصرعه في انفجار سيارة في كييف يوليو الماضي، ويعتقد زملاؤه بأن اغتيال الصحفي يرجه لكونه من أشدّ المُنتقدين للقادة في روسيا البيضاء وأوكرانيان ومن ثمّ جاء الاغتيال انتقامًا لانتقاداته.

وفي بوروندي، تبدو الهجمات الحكوميّة على وسائل الإعلام المُستقلة بل رحمة ولا هوادة، ما دفع أقارب المُراسل جان بيجيريمانا، الذي أُلقي القبض عليه أواخر يوليو، للاعتقاد بأنه قُتِل.

توجد العديد من حوادث الاعتقال والقتل للعاملين في وسائل الإعلام على شاكلة ما سبق ذكره، وبالرغم من اختلافها، إلا أن خيطًا مُشتركًا يجمع بينها، يُشير إلى أن وسائل الإعلام تتعرّض للضغط وقمع الحُريّات بمُجرّد أن تبدأ في النيل من الحكومات، وتوجيه الانتقادات لقادتها، لتلقى مصيرًا محفوفًا بعقوبات السجن أو الفصل من العمل أو القتل.

وبينما يشهد بلاط صاحبة الجلالة، تجاوزات من قِبل بعض الصحفيين الذي يلهثون وراء الإثارة والشهرة وتسليط الأضواء، ضاربين بمعايير المِهنيّة والموضوعية عرض الحائط، وهو الأمر الذي أكسب المهنة سُمعة سيئة؛ انطلاقًا من المثل القائل: "السيئة تعُم، والحسنة تخُصّ"، يهُناك آخرين حول العالم لا يزالون يعملون حُبًا للمهنة وشغفًا بها، يتحدّون ما يواجهون من مخاطر وصعوبات؛ شغفًا بما يقومون به، دون السعي وراء المجد أو الثروة.

واختتمت الصحيفة البريطانيّة تقريرها، قائلة إن الصحفيين لا يستحقون الحماية بل (يحتاجونها)؛ مُشيرة إلى أن إغلاق المواقع الإلكترونيّة، وحجب الصحف الورقيّة، والمحطات الإذاعيّة، وتسويد شاشات التليفزيون، كلها عمليات تُجريها الحكومات لإخفاء ما تقوم به من آثام، للحيلولة دون عرض وجهات النظر المُختلفة، لتتصّدّر خاصّتهم المشهد، وهو ما يستدعي الاهتمام بحريّة الصحافة، ويُفسّر المغزى من منحها تلك الحرية.

فيديو قد يعجبك: