لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ترامب.. هتلر أمريكا القادم

03:50 م الإثنين 01 أغسطس 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – رنا أسامة:

قال موقع "ذا ديلي بيست" الأمريكي إن ثمة أوجه تشابُه بين المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، والرئيس النازي أدولف هِتلر، لاسيّما فيما يخُص علاقتهما بأتباعهما، والتنازلات السياسيّة التي قدّمها كل منهما في سبيل الوصول إلى السُلطة.

تمامًا كأولئك الذين ساعدوا هِتلر ليتولّى مقاليد الحُكم لصالح أهدافهم الشخصيّة، قرّر الساسة والنُشطاء تسخير ترامب لأغراضهم الخاصة، دون النظر إلى إرادة الشعب، وهو ما يبدو جليًّا في نتائج الاستطلاعات التي أظهرت أن ثُلثي الأمريكيين، أو رُبما أكثر قليلًا، لديهم انطباع سيئ عن ترامب، إلا أن هذه النتائج لن تحول ترامب دون الوصول إلى السُلطة، ليُصبح رئيس أمريكا القادم، بفضل مناورات الساسة الجمهوريين والنُشطاء.

في الوقت الذي صعد نجم النازيين في صناديق الاقتراع، في سبتمبر من العام 1930، ليُصبح ثاني أكبر حزب في ألمانيا، كان على الرئيس الألماني بول فون هيندينبرج إيجاد طريقة لمواجهة هِتلر، زعيم النازيين.

أبدى الرئيس هيندينبرج سُخريته في البداية من هِتلر، واصفًا إيّاه بـ "الزعيم البوهيمي"، في إشارة إلى أصوله النمساويّة ورُتبته المتواضعة في الحرب العالمية الأولى، إلا أن هِتلر استفاد من حالة الاستقطاب السياسي التي أحاطت بجمهورية "فايمار"، التي تغذّت على الخسارة القوميّة للهيبة والقوة في الحرب العالميّة الأولى، فيما تُعاني الآن من كساد عظيم، بدا واضحًا في استمرار شعبيّة الحزب الشيوعي الألماني.

مع انتخابات يوليو 1932، شكّل النازيّون أكثر الأحزاب الألمانيّة شعبيّة، فيما أقنع المُحافظون هيندينبرج بتعيين هِتلر مُستشارًا، تحكُمهم في ذلك قناعة التخلُص منه لاحقًا بعد نيل أغراضهم وتحقيق مصالحهم الشخصيّة.

في هذا الصدد، رأى الموقع الأمريكي أن الولايات المتحدة تواجه "لحظة فايمار" ذاتها؛ لأن الشعور بالأزمة ليس ملموسًا وعلى نطاق واسع، كما كان في جمهوريّة فايمار الألمانيّة، مُشيرًا إلى أن ترامب لا يبدو مدفوعًا مثل هِتلر نحو حصر التاريخ في نِطاق أيديولوجيّته وحسب، إضافة إلى أن مكره الإجرامي أقل حِدّة من الزعيم النازي.

حال نجح ترامب في الوصول إلى السُلطة، بفضل شعبيّته الجماهيرية ومُساندة النشطاء السياسيين، توقّع الموقع الأمريكي أن يُحدِث ضررًا هائلًا بأركان الديمقراطيّة، تُحرّكه في ذلك بعض العوامل، أهما: "غوغائيّته العُنصرية، ثقته بالنفس الجامحة، وعداؤه لحرية الصحافة"، مُرجّحًا في الوقت نفسه أن يُبرم صفقات مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين في مجالات تُزيد نفوذه السياسي.

تمامًا كما هِتلر، فإن ترامب يحب الترويج لنفسه باعتباره "قائد عظيم بلا مُنازع"، وكلاهما يُشجّع فكرة التبعيّة الشعبيّة لقائد لا لنظام أو مؤسّسة، وكلاهما يدعم الوحدة الوطنية على حساب الغُرباء.

مثِلت العلاقة التكافُليّة بين الألمان وقائدهم، حجر الأساس الذي استمد منه هِتلر نفوذه وسُلطته، كما كانت علاقة الجماهير بزعيمهم العظيم بمثابة الأرضيّة التي تشكّلت عليها جرائم ألمانيا.

في إطار استراتيجيّة الوصول إلى السُلطة من خلال قطع الوعود والآمال، نجح هِتلر في إقناع المزيد والمزيد من الألمان لدعمه والتصويت له كـ "قائد مُذهل"، ثم قام بإغوائهم أكثر فأكثر، حتى دفعهم للتعاون معه في جرائمه المنبثقة عن عُنصريّته.

وخّتامًا توقّع الموقع الأمريكي أن يقود سير ترامب على خُطى هِتلر، لانهيار الضمانات التي يكفلها الدستور الأمريكي في مواجهة الأغلبية الداعمة لغوغائي - كما ترامب، خاصة وأن التهديد الأساسي الذي تُشكّلها عُنصريّته يكمُن في استخدامه لتلك العُنصرية في تحريض الحشود؛ من أجل كشط الدستور، مثل هِتلر الذي سعى إلى إعادة صياغة القانون بما يتماشى وعُنصرية شعبه الألماني.

فيديو قد يعجبك: