حكومة أردوغان تعتقل 17 صحفيا بتهمة الانضمام لجماعة ارهابية
كتبت – رنا أسامة:
أمرت محكمة في اسطنبول بحبس 17 صحفيًا تركيًا احتياطيًا، وسط تصاعُد القلق الدولي بشأن استهداف الحكومة للصحفيين.
في جلسة استماع استمرت حتى مُنتصف ليلة الجمعة، ظهر واحد وعشرون صحفيًا أمام القاضي، أُطلِق سراح أربعة منهم، فيما وُجّهت لـ 17 تُهم بالانتماء إلى جماعة "كولن" الإرهابية، وفقًا لوكالة "الأناضول" الرسمية.
صدرت مُذكرات توقيف هذا الأسبوع، بحق 89 صحفي، بينهم 40 على الأقل مُحتجزين الآن، كما قامت الحكومة التركية باستخدام قانون الطوارئ لإغلاق 131 صحيفة، وقناة تليفزيونية، ومحطة إذاعية، ووكالة أنباء.
أشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن بعض الصحفيين الذين أُلقي القبض عليهم يعملون بصحيفة "زمان"، التي تجمعها صلات وثيقة بحركة "الخدمة" Hizmet التابِعة للداعية فتح الله كولن.
وكان "ماهر زينالوف"، مُراسل بصحيفة "تودايز زمان" في واشنطن، النسخة الإنجليزية من "زمان"، قد كتب سلسلة من التغريدات تحتوي على سلسلة من الصور للصحفيين الأتراك الذين تم إلقاء القبض عليهم يوم الجمعة.
أظهرت الصور أن الصحفية المُخضرمة "نازلي إليجاك"،72 عامًا، كانت ضمن الصحفيين المُعتقلين.
فيما حلّ المُعلّق البارز، Bülent Mumay بقائمة المُفرج عنهم، وحظي باستقبال حافِل من جانب مؤيّديه بعد قرار الإفراج.
وقالت إيما سنكلير ويب، مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في تركيا: " تشن الحكومة حملة قمعية ضد وسائل الإعلام والصحفيين المُتهمين بارتباطهم بحركة فتح الله كولن، المُلقى على عاتقها مسئولية الانقلاب الفاشل".
وتابعت: "في حال لم يظهر دليل على ارتباطهم أو تورّطهم في محاولة قلب نظام الحُكم، فإننا نُدين بشدة هذا الاعتداء السافر على وسائل الإعلام، الذي يقوّض بدوره مسار الديمقراطية في تركيا".
كما أدانت مُنظّمة العفو الدولية عمليات اعتقال الصحفيين الأتراك، وفي هذا الشأن قال نائب مدير مكتبها في أوروبا: "اعتقال الصحفيين، وإغلاق دور الإعلام، يُعتبر الهجوم الأحدث الذي تشنه حكومة أردوغان على وسائل الإعلام، التي عانت بالفِعل من القمع الحكومي على مدى أعوام، بنفس استراتيجيّتها لإسكات الانتقادات دون أخذ معايير القانون الدولي في الاعتبار".
في خطوة مُفاجئة، أعلن أردوغان، في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، عن اعتزامه التخلّي عن كافة الدعاوى القضائية المرفوعة ضد كل الأشخاص الذين وجّهوا له إهانات، في الوقت الذي كانت وزارة العدل قد قالت في وقت مبكّر من هذا العام إن النيابة العامة قامت بفتح أكثر من 1800 قضية ضد الصحفيين، ورسّامي الكاريكاتير، والأطفال الذين وجّهوا إهانات وسبّ وقذف لـ أردوغان، منذ توّليه مقاليد الحُكم في 2014.
بدورها، اعتبرت "الجارديان" تلك الخطوة بمثابة مُحاولة من أردوغان لإسكات ألسنة مُنتقديه في الغرب، وإن كان لا يزال واضحًا ما إذا كانت لديه النيّة لتطبيق سياسة العفو تلك على الممثل الكوميدي الألماني Jan Böhmermann، الذي قرأ قصيدة على التليفزيون الألماني، في وقت مبكّر من العام الجاري، تُشير في نصّها إلى قيام الزعيم التركي في أعمال الهمجية، ومُشاهدته الصور الإباحيّة للأطفال.
ودفعت تلك القصيدة إلى تقديم الشكوى لدى النيابة العامة الألمانية، بإهانة أردوغان، انتُقِدت على إثرها موافقة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، طلب أنقرة لمُقاضاة الممثل الكوميدي.
فيديو قد يعجبك: