لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

موقع أسترالي: حرب فرنسا والإسلام "وجودية"

09:16 م الخميس 28 يوليو 2016

حرب فرنسا والإسلام وجودية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري:

قال موقع "كونفرسيشن أفريقيا" - موقع إخباري وبحثي مقره أستراليا وله فروع في بريطانيا وأمريكا - إن الحرب بين داعش وفرنسا العلمانية حرب وجودية، مشيرة إلى أن قتل كاهن كنيسة كاثوليكية صباح يوم 26 يوليو الجاري بالقرب من مدينة روان أحدث صدمة جديدة لفرنسا التي تتفاخر بعلمانيتها، وأنه يجب عليها أن تتصالح مع المسلمين فكريًا لهزيمة داعش عسكريًا.

وأوضح الموقع إلى أن تلك الحرب الوجودية - حرب البقاء بين فرنسا العلمانية والإسلام - بدأت منذ نهايات ثمانينيات القرن الماضي عندما بدأت نقاشات مثيرة للجدل قادها مفكرين ومشاهير لحث متابعيهم على الدفاع عن قيم فرنسا العلمانية ضد الإسلام، لكن الكنيسة الكاثوليكية لم تكن جزءًا من تلك المعركة وانحازت بدلاً من ذلك إلى احترام الممارسات الدينية الإسلامية.

إدارة العمليات الوحشية

وقال الموقع: "لكن الدين مازال يستحوذ على مساحات كبيرة في العديد من المجتمعات"، مشيرًا إلى أن تتابع الهجمات التي تقوم بها داعش في فرنسا بصورة سريعة يشير إلى أن داعش تقوم بإدارة العمليات الوحشية التي تنفذها باستراتيجية قوامها أن فرنسا هدف أساسي في حربها ضد ما تٌطلق عليه "قوى الشر".

وتابع أن تلك الاستراتيجية تم انتشارها عام 2004 في كتيب يستند إلى أسلوب فرع القاعدة في العراق، حيث يتم استنزاف أعدائها بهجمات تعرضهم للانهاك بداية من الهجمات إلى المذابح والتفجيرات، مشيرة إلى أن ذلك يدل على أن داعش تستخدم أساليب الحرب النفسية في ذات الوقت الذي تستخدم فيه الأساليب العسكرية.

وتضمن تلك الاستراتيجية تنفيذ هجمات في كل مكان وفي أي وقت بصورة تزعزع استقرار الدول وتجعل مواطنيها ينتظرون الموت في كل لحظة وفي جميع أنحاء الدولة، مشيرة إلى أنها تتبع أسلوب العمليات الموجية التي لا يمكن رصد بدايتها أو توقع نهايتها لخلق أعلى مستويات الرعب بين التجمعات البشرية.

وهذه الاستراتيجية - التي تتبناها داعش - تمتلك رؤية ثنائية للعالم، حيث لا يعرف مقاتليها الرحمة أو الهوادة والهدنة في حربهم لتدمير قوى الشر، ووفقًا لهذه الرؤية فإن الغرب لا يوصف بأنه عدوٌ عسكري بالصورة المبسطة بل يمثل تجسيدًا لقوى الشر بسبب أخلاقه وسياساته الفاسدة وانحطاطه الأخلاقي وشره الذي يهدد أرواح المسلمين في كل مكان.

ووفقًا لرؤية داعش فإن كل من الدول الغربية الديمقراطية والدول ذات الأغلبية المسلمة محكومة بقادة فاسدين يديرونها بأساليب الغرب.

وبهذا المعنى فإن الغرب لا يتم تناولها في سياق الجغرافيا السياسية، لكنه بمثابة كلمة لوصف مرجعية ثقافية، وأسلوب حياة غير أخلاقية ومعبرة عن مفهوم الإلحاد، ورغم ذلك فإنها تضمن أيضًا اليهود والمسيحيين الذين يهددون بتدمير الإسلامي في كل مكان وفقًا لرؤيتهم.

الدفاع عن العلمانية

تمتلك فرنسا مكانة متميزة في النظرة العالمية للعلمانية لأنها تمتلك نسخة من العلمانية لا توفر لأي علامات دينية إلا مساحة محدودة جدًا في مناحي الحياة بها، وهذه ما كان نتيجته دفع كل الممارسات الإسلامية ومواجهتها خاصة فيما يتعلق بملابس النساء، وفي نفس الوقت تبدي بعض المرونة فيما يخص ملابس الراهبات الكاثوليك التي غالبًا ما ترتبط بالثقافة الفرنسية.

ولفت الموقع إلى أنه شيء ساخر نالتها العلمانية الفرنسية منذ نشأتها التي قامت عقب الفصل بين الدولة والكنيسة عام 1905 وأبعدت سلطة الكنيسة الكاثوليكية المنتقدة في حينها.

فالتمييز ضد الممارسات الدينية الإسلامية في موجود في أوروبا بصورة عامة، لكنه مختلف إلى حد ما في فرنسا التي تقوم بإجراءات ممنهجة ضد الممارسات الإسلامية.

في عام 2004 منع القانون جميع العلامات الدينية من المدارس، وكان الهدف استبعاد الحجاب من المدارس وامتد الأمر إلى حظر النقاب بصورة كاملة في الأماكن العامة عام 2010.

وبهذا المفهوم، فإن العلمانية الفرنسية يتم تناولها من قبل السياسيين في اليمين واليسار على أنها الدعامة الرئيسية للهوية الفرنسية ويحتاجون إليها للمواجهة مع الإسلام، ويتحدثون في خطاباتهم أن المشكلة لا تمكن في المحافظين في حد ذاتهم أو التوجه السياسي الإسلامي وإنما في الإسلام نفسه.

المصالحة

تلك الحرب الوجودية بين القيم الأساسية للغرب والإسلام تحدث في كل مكان بأوروبا، لكنها تصل إلى ذروتها في فرنسا، حيث أصبح المسلمون في فرنسا بمثابة أعداء داخليين للدولة التي ترى أنهم يمثلون خطرًا على العلمانية.

وينظر أيضًا للمسلمين الفرنسيين كأعداء خارجيين بسبب الحرب ضد الإرهاب وصعود الإسلام المتشدد.

وفي ظل تلك الظروف، فإن أي ممارسات إسلامية يتم النظر إليها على أنها غير شرعية، ومما لا شك فيه أن الهجمات المتوالية التي شهدتها فرنسا في الآونة الأخيرة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم هذا الشعور.

ولفت الموقع إلى أن جميع المسلمين - حتى لو لم يكونوا متدينين - سيتأثرون بما تقوم به الحكومة الفرنسية للحفاظ على العلمانية، حيث أظهرت الأبحاث أن هناك عوامل أخرى تؤدي إلى تفاقم الوضع وتؤدي إلى ضعف التكامل الاجتماعي والاقتصادي وربما تمتد للتمثيل السياسي.

ولذلك فمن غير المفاجئ للبعض - بمن فيهم المرتدين دينيًا - أن يسردوا روايات تجعل الإسلام جيد وتصف الغرب بالشيطنة، حيث تقوم داعش بحربها تحت مسمى "الخلافة" التي يكون هدفها أثر عقول الشباب وتحويل طاقتهم وإيمانهم إلى أسلحة مميتة يستخدمونها ضد ما يرون أنهم جيوش الشيطان.

ولفتت الموقع إلى أن استراتيجية داعش وفكرها يمثل جاذبًا للشباب وخاصة من شمال أفريقيا حيث يواجهون صعوبات كثيرة بداية من البطالة والتعليم والعلاقات بين الجنسين، وهذا يعني أن فرنسا أصبحت ساحة معركة كبرى تعكس حقيقة المواجهة بين الإسلام والغرب.

وتابع: "يرى الجهاديون الغرب العدو الأول للإسلام، ويرى المتشددون العلمانيون في فرنسا أن الإسلام هو عدو الغرب"، مضيفًا: "لذلك فإن المصالحة بين الإسلام والغرب لا تعنى هزيمة داعش على الأرض، لكن بتقليص قدرتها على الظهور في صورة الفكر الذي يقف في وجه الغرب".

وختم: "يجب على قادة فرنسا السياسيين والدينيين أن يركزوا على وصول تلك الغاية لتحقيق المصالحة بين الإسلام والدولة الفرنسية".

فيديو قد يعجبك: