لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نيويورك تايمز تحتفي بروايات مابعد الثورة.. وطابور بسمة عبد العزيز في المقدمة

02:20 م الثلاثاء 31 مايو 2016

ثورات الربيع العربي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – هدى الشيمي:

في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، على موقعها الإلكتروني، بعنوان كتّاب الشرق الأوسط يجدون ملجأهم في روايات "ديستوبيا" أو "أدب المدن الفاسدة"، عرضت الصحيفة مجموعة من النماذج لكتاب نشروا روايات حققت نجاحا كبيرا في فترة ما بعد الثورة، وحاولت الصحيفة العثور على أسباب التغيير الكبير الذي حدث في طريقة الكتابة، وتناول المواضيع.

طابور

ومن بينهم بسمة عبد العزيز التي كانت تسير في صباح أحد الأيام في وسط القاهرة، لترى طابور طويل من المواطنين يقفون أمام بوابات مبنى حكومي مغلق، وبعد ساعات من عودتها وجدت الطابور ما يزال كما هو، وكان من بين المنتظرين رجل مسن وفتاة شابة، وسيدة تحمل طفلها، أمام البوابات التي لم تكن مفتوحة.

وعندما عادت إلى منزلها، بدأت كتابة كل شيء رأته في الطابور، ولم تتوقف عن الكتابة لمدة 11 ساعة، فتحول ما كتبته إلى رواية حملت اسم "الطابور"، والتي تدور في مكان غير مسمى في الشرق الأوسط فشلت فيه الثورة، حيث يقص الراوي حكاية 140 يوم قضاهم برفقة المدنيين في هذه المنطقة لتوقيع عريضة في مؤسسة تسمى "بوابة الخدمات الأساسية".

تقول بسمة، التي تعمل طبيبة نفسية متخصصة في علاج ضحايا التعذيب، إن الخيال منحها فرصة ومساحة جيدة لتقول كل ما تريد عن النظم الديكتاتورية.

تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن رواية "الطابور" والتي نُشرتها دار "ميلفيل هاوس"، تتشابه كثيرا مع الروايات الغربية المعروفة والتي تدور حول الديستوبيا، مثل رواية "1984" لجورج أوريل، ورواية "المحاكمة" لفرانز كافكا، والتي تمثل بداية موجة جديدة من روايات الديسوتوبيا، وتعرض فكرتها بسريالية منبعثة من الإحباط والفوضى التي يعيشها الكتاب في الشرق الأوسط بعد قيام الثورات.

الخروج عن المألوف

تقول الصحيفة بعد مرور خمس سنوات على قيام ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا وغيرها من الدول، هناك العديد من الأدباء الذين أصبحوا يستخدمون الخيال العلمي من أجل وصف الحقائق السياسية القاتمة، وهناك آخرون يتحدثون عن النشاط الجنسي والإلحاد، ومنهم من يتحدث عن قصص ومواضيع تخرج عن إطار المألوف مثل الخيال العلمي.

ويرى الكاتب الكويتي سليم حداد، صاحب رواية "Guapa" التي تدور حول شاب مثلي يسجن صديقه بعد وقوع ثورة سياسية، إن القادم سيكون أسوأ وأكثر سوادا، مؤكدا على ابتعاد الكثير من الكتاب الشباب العرب عن الواقعية.

تشير الصحيفة إلى أن الخيال والسريالية كانا لسنوات طويلة ملجأ العديد من الكتاب للهروب من قمع واستبداد النظم، ففي أمريكا اللاتينية، استمرت الفاشية والحرب الأهلية لعقود فألهم ذلك العديد من الكتّاب لنشر أفضل روايتهم، وكتبهم مثل جابريل جارسيا ماركيز، وإيزابيل أليندي، وفي روسيا نشر روائي ما بعد الحداثة فلاديمير سوروكين روايات مستقبلية أزعجت وأثار جدلا كبيرا داخل الحكومة.

ثورة لم تكتمل

أما الكاتبة ليلي الزبيدي صاحبة كتاب "يوميات ثورة لم تكتمل بعد"، فتقول إن أغلب الكتب المنشورة عن المستقبل تتحدث الآن عن اليوتوبيا المفقودة، لأن الناس يستطيعون تخيل مستقبل أفضل، إلا أن الوضع الحالي اصبح أسوأ مما كان عليه من قبل.

لفتت الصحيفة إلى تأثير خفوت الأمل، لدى أغلب الشباب في الشرق الأوسط بعد انتهاء الشهور الأولى من الثورات وتحول الوعود بالديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية إلى أشياء صعبة المنال، فكتب بعض الكتاب قصصا أكثر قتامة، ومن بينهم الكاتب محمد ربيع صاحب رواية "عطارد"، والتي من المقرر أن تُنشر باللغة الإنجليزية هذا العام، والتي تتحدث عن ضابط سابق في الشرطة يشارك في مظاهرات ضد احتلال لبلاده عام 2025.

السخرية

أما نائل الطوخي، صاحب رواية "نساء الكارنتينا" والتي تدور حول وقوع سلسلة من الجرائم في الإسكندرية عام 2064، فيرى إن السخرية هي أفضل طريقة للتعامل مع الأمور في مصر، ويقول "في مصر وخاصة بعد الثورة، كل شيء أصبح سيء ولكنه أصبح مرح جدا أيضا".

وتؤكد الصحيفة على حدوث تحول وتغير كبير في أدب ما بعد الثورات، فنشر العديد من الكتّاب روايات اشبه بالمذكرات، مثل الكاتبة أهداف سويف، والكاتبة السورية سمر يزبك والتي نشرت مذكراتها عن الثورة السورية.

فيديو قد يعجبك: