لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جحيم داعش بأعين امرأة هاربة

02:38 م الأحد 24 أبريل 2016

استهدفت داعش الإيذيديين والذين يبلغ عددهم حوالي 23

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:
أجرت مجلة "التايم" الأمريكية حوارا مع الفتاة الإيذيدية نادية، التي استطاعت الهرب من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بعد استعبادها جنسيا لفترة طويلة.

جلست نادية على مقعد أمام الصحفية التي أجرت معها الحوار، مرتدية سترة جلدية، لا تتبسم، ولا تستطيع النظر في عين أحد، وبدأت في قص ما حدث لها.

بدأت القصة عندما ذهب مقاتلو داعش إلى القرية الصغيرة التي تعيش فيها نادية مراد بأسى طه، في شمال العراق، وأسروها وغيرها من الفتيات الصغيرات، واصطحبوهن إلى الموصل، لكي يتم استعبادهن جنسيا.

تقول نادية، ذات الواحد والعشرين عام، والتي ذهبت إلى مدينة نيويورك لكي تشهد أمام مجلس الأمن بما حدث لها، وتروى لهم ما يحدث للأقليات تحت حكم داعش، إن روايتها لتلك التجربة التي تعرضت لها أمر غاية في الصعوبة، لا يستطيع أحد تخيله.

استهدفت داعش الإيذيديين والذين يبلغ عددهم حوالي 230 ألف شخص يعيشون في المنطقة التي استولت عليها التنظيم، حيث تعتبرهم كفار، لأنهم لا يعتنقون الإسلام، وقامت بشيء يشبه إلى حد كبير الإبادة، فاختطفت حوالي 5200 يزيدي عام 2014، وما يزال هناك 3400 يزيدي تحت سيطرة النظام أغلبهم من النساء، وفقا للقادة السياسيين.

استجمعت نادية كامل قوتها، وحاولت بذل المزيد من الجهد لكي تُخبر  المسئولين في مجلس الأمن ما حدث، وتطلب منهم انقاذ الفتيات الإيزيديات اللاتي مازلن أسيرات لدى داعش.

في يوليو الماضي، كانت تعيش نادية في كوشو، قرية صغير بالقرب من شمال العراق، برفقة والدتها وشقيقها، وشقيقاتها، كانت طالبة تعشق التاريخ، رغبت في أن تكون مُعلمة، لم تعلم أي شيء عن داعش، ولكن بعد فترة تعرفت عليهم من خلال الصور التي وصفتها بالمرعبة، المعروضة على التليفزيون، وفي أحد الأيام بشهر أغسطس، كانت تسير برفقة شقيقتها، فرأت مقاتلين في قريتها، فتعرفت عليهم، وعلمت إنهم هؤلاء الذين رأتهم في الأخبار، يرتكبون أفظع الجرائم.

وفي 15 أغسطس 2014، طالب مقاتلو داعش من أهالي القرية التجمع في إحدى المدارس، لكي يحموا أنفسهم من الضربة الجوية التي ستحدث في المدينة في غضون ساعات، وفي الطريق رأت نادية وعائلتها، مقاتلي داعش في كل مكان في الشوارع والمنازل، منتشرين بأعداد كبيرة، بعضهم ملثم، والاخر لا، يتحدثون بلغات مختلفة.

بعد وصولهم إلى المدرسة، فصل المقاتلون الرجال عن النساء، ووضعوا نادية ومجموعة من الفتيات في الطابق الثاني من البناية، ثم قتلوا 312 رجل في ساعة واحدة، وكان من بينهم اشقاء نادية وابناء زوج والدتها، وشهدت الفتاة كل ذلك.

وفقا للمتحدث باسم الأمم المتحدة، فإن القوات الكردية بعد استعادتها للمنطقة من يد داعش، عثرت على مقبرة وجدت فيها جثث حوالي 80 سيدة مسنة، قتلتهم داعش بنفس الطريقة، بعد اكتشافهم إنهم أكبر من اللازم ولا يمكن استعبادهم جنسيا، أما الفتيات في عمر نادية، فكانوا جميلات وشابات، فأخذوهم إلى الموصل، وبقوا هناك ثلاثة أيام، قبل منحهم للمقاتلين.

تقول نادية "قدمونا لهم بمنتهي البساطة"، مشيرة إلى أن واحدة من الفتيات غيرت شكل شعرها، وحاولت اتلافه لكي لا تبدو جذابة ويتركها المقاتلون، وهناك من لطخن وجوههن، ولكن ذلك لم ينقذهن.

شهدت ابنة شقيقة نادية، والتي كانت ضمن المحتجزات لدى داعش، سيدة تقطع شرايينها، وسمعن قصص عن سيدات ألقين بأنفسهن من فوق الجسور، وفي منزل الموصل الذي تواجدت فيه نادية، لطخ الدم كل مكان، وقامت سيدتين بالإنتحار حتى تنقذ كل منهما نفسها من الاستعباد الجنسي.

لم تفكر نادية في الانتحار، ولكنها رغبت في أن يقوم أحد المقاتلين بذلك، "لم أرغب في قتل نفسي، ولكني رغبت في أن يقتلوني هم".

في كل صباح، يطلب المقاتلون من النساء الاستحمام، ثم ينتقلن إلى محكمة الشريعة لكي يتم تصويرهن، ووضع الصور على جدران المحكمة، بجانب أرقام تليفون المقاتلين والقادة الذين يملكون الفتيات في الوقت الحالي، حتى يستطيع المقاتلون استبسال الفتيات.

عندما جاء دور نادية كانت تجلس في غرفة برفقة بنات اشقائها الثلاثة، ترتدي سترة وردية، لا ترفع عينها من الأرض، فدخل ذلك الرجل وأمرها بالنهوض، وعندما نظرت إليه وجدته رجل ضخم، ذو لحية كبيرة، وشعر طويل جدا، فصرخت بشدة، واحتضنت الفتيات الثلاث، وصرخن جميعا، ولكنه استطاع إخراجها من وسطهن، وضربهن جميعا بالسوط.

عندما حملها ذلك الرجل الضخم وخرج بها من الغرفة، وجدت مقاتل آخر بأقدام صغيرة، فألقت نفسها عليه، وطلبت منه أن ينقذها من ذلك الرجل الضخم، وستفعل كل ما يرغب فيه، فوافق، وكان ذلك الرجل طويل ونحيف، بشعر طويل ولحية مشذبة، ووصفته بأنه له فم بشع، وأسنان تخرج منه فمه تكاد تقطع شفتيه، واحتفظ بها في غرفته ذات البابين، كان يصلي خمس الصلوات يوميا، ولديه زوجة وابنة تدعى سارة، ولكن نادية لم تلتقِ بهم أبدا، وفي إحدى الليالي طلب منها أن ترتدي ملابس جميلة، وتضع مساحيق تجميل، وتقول "في هذه الليلة السوداء اغتصبني".

حاولت نادية الهرب، ولكنها لم تستطع فضربها ذلك المقاتل، وأجبرها على خلع ملابسها تماما، ثم وضعها في غرفة برفقة ستة مقاتلين، ضربوها واعتدوا عليها حتى فقدت الوعي.

استطاعت نادية الهرب أخيرا في نوفمبر 2014، عندما ترك المقاتل الذي أسرها منزله غير مغلق، وهربت مسرعة، وانتقلت إلى مخيم لاجئين، ثم وقع عليها الاختيار لكي تنتقل برفقة مجموعة من اللاجئين إلى ألمانيا، تعيش الآن بالقرب من شتوتغارت، ولكنها تشعر بأنها في وطنها، تقول "تركت كل شيء، عائلتي ما تزال في المعسكر، تركتهم، ولكن ما أنا فيه الآن أفضل من الفقر، والمعانة التي يواجهها اللاجئين في المخيمات، فأنا هنا أحوال زيادة الوعي بما يحدث هناك لليزيدين".

لم تحتفل نادية بعيد الميلاد، ولا غيرها من الأعياد والمناسبات، ولكنها عرفت الكثير عن المناسبات التي تقام في ألمانيا، ولديها رسالة ترغب في توصيلها لأي مسيحي يحتفل بعيد هذا العام، وهي إذا رغب في فعل خير، بمساعدة الفقراء، فعليهم مساعدة اللاجئين.

فيديو قد يعجبك: