كيف يمكن إدارة أزمة اللاجئين؟
كتبت – أماني بهجت:
نشرت مجلة الإيكونوميست تقريرًا عن كيفية احتواء أزمة اللاجئين والحلول التي يمكن أن تتضمنها إدارة هذه الأزمة التي طالت العالم أجمع.
ويعرف التقرير اللاجئين على أنهم أُناس عاديون ولكنهم يعيشون ظروف كارثية. وفي العام الماضي فقط فرّ أكثر من مليون ونصف لاجئ من سوريا والعراق وأفغانستان ودول أخرى مزقتها الحروب وكانت وجهتهم هي أوروبا.
ووفقًا للتقرير فإن أوروبا قارة تنعم بالثراء والسلام والهدوء، ومعظم سكانها لا خيار أمامهم بترك منازلهم لأخرين والبدء من جديد من مكان أخر، ولكن عندما يلجأ إليهم من يواجهون الموت كل يوم بالبراميل المتفجرة والمتعصبين حاملين السيوف لا يوجد إلا قرار عقلاني واحد وهو التعايش معهم.
كان يمكن أن يتم احتواء حركة اللاجئين إذا كانت قد تعاونت دول الاتحاد الأوروبي كما نادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومجلة الإيكونوميست ولكن بدلًا من ذلك تركت دول الاتحاد الأوروبي ألمانيا والسويد يتأقلمون ويتحملون العبء الأكبر وحدهم، مما جعل قوتهم على الاحتمال تخفت والبدء في إجراءات مثل غلق الحدود والحديث عن ترحيل اللاجئين بانتهاء الحرب، مما غذى الجناح اليميني والتطرف والتعصب والأحاديث الشعوبية السياسية، وإذا استمرت هذه الموجة ستنتقل من شرق أوروبا إلى المانيا وفرنسا وايطاليا وبذلك يفكك الاتحاد الأوروبي نفسه بنفسه.
ووفقًا للتقرير، فالوضع الآن فوضوي، فقد سُمح للاجئين بعبور البحر المتوسط وسجلوا في البلد التي ترى إنها أكثر ترحيبًا باللاجئين. بعض المهاجرين لأسباب اقتصادية قد اصطفوا في الطابور وطلبوا اللجوء وكذبوا بشأن البلد الذين آتوا منها. نظام المجانية للجميع يجب أن يتم إلغاؤه ويجب أن يتم عمل مسح لجميع اللاجئين فور وصولهم ومن الأفضل قبل عبورهم المتوسط. ومن لا يستحقوا طلبات اللجوء يجب أن يتم إرجاعهم لبلادهم بدون أي تأخير وهؤلاء من لهم الحق في اللجوء يجب أن توزيعهم على البلاد المستعدة لقبلوهم.
يجب العمل على نظام جديد، بثلاث خطوات بسيطة، الأولى هي الحد من الأسباب التي تجعل اللاجئين على استعداد لعبور المتوسط للوصول لأوروبا وذلك عن طريق مساعدة الدول التي تحتوي العدد الأكبر من اللاجئين مثل تركيا والأردن ولبنان والعمل على عدم انقطاع المساعدات عن هؤلاء المحاصرين في مناطق الصراع وخصيصًا هؤلاء الموجودون في دائرة الحرب الأهلية في سوريا والعراق.
الخطوة الثانية وهي مراجعة طلبات اللجوء حيث أن البعض يدعون أنهم لاجئين بينما اللاجئين الحقيقيين محاصرين في مناطق الصراع في سوريا والعراق.
الخطوة الثالثة وهي إبقاء اللاجئين في أماكنهم حتى البت في استمارات اللجوء الخاصة بهم بدلًا من الذهاب إلى ألمانيا فور الوصول لأوروبا.
ووفقًا للتقرير فهذه الخطوات محفوفة بالصعوبات. فإنها سبب الأزمة –الحرب السورية- يبدو أنه أبعد من أي وقت مضى، فمباحثات جنيف عُلَّقت بدون أي تقدم في هذا الصدد. لكن يمكن للاتحاد الأوروبي أن يأخذ دور أكبر في أزمة اللاجئين مثل العمل على عدم انقطاع المساعدات المخصصة للاجئين والتي انقطعت منذ منتصف 2015 عند اشتداد وتيرة الحرب.
المانحون في مؤتمر خاص بسوريا في لندن في هذا الأسبوع طُلب منهم مساعدات بقيمة 9 مليار دولار لعام 2016 وهو ما تنفقه ألمانيا في العام الواحد على الشكولاتة.
الأموال الأوروبية لا يجب أن تُنفق فقط على إطعام وتسكين اللاجئين ولكن يجب أيضًا أن تستخدم لضمان عمل للاجئين في أمكان لجوئهم مثل لبنان والأردن وتركيا. فعلى مدار أربع سنوات مضت على الحرب السورية لم يكن يُسمح للاجئين بالعمل في هذه البلاد، ولكن مؤخرًا بدأت تركيا باتباع هذا النهج ويجب الضغط على لبنان والأردن للعمل بنفس المنهج. أموال أوروبا يمكنها أن تكفل تعليم 400 ألف طالب سوري في تركيا لا يجدوا لهم مكانًا في المدارس.
المهمة القادمة تتطلب أن يسجل اللاجئون ويقسموا على بلدان أقرب لبلدهم على وجه السرعة مثل تركيا ولبنان والأردن. ومن سافروا على متن قارب لأوروبا يعودوا لأحد مخيمات اللجوء في إحدى هذه البلدان لإثبات أن ما أنفقوا مدخراتهم عليه هو مجرب سراب، ولكن هذا الاقتراح قد يلاقي عراقيل قانونية وسياسية، لذا يجب إعداد مخيمات تجهيز في بلدان الاتحاد الأوروبي أولًا على سبيل المثال ايطاليا أو اليونان.
تكلفة هذا يجب أن يتحملها الاتحاد الأوروبي، وذلك عن طريق مساعدة اليونان في أزمتها الاقتصادية وسداد ديونها.
يحتاج اللاجئون برنامج إعادة توطين أكبر من ذلك التي تتبناه الأمم المتحدة الذي يغطي 160 ألف لاجئ فقط، يوجب أن يشمل دول خارج الاتحاد الأوروبي، بما فيها دول الخليج وبعض دول شمال أفريقيا مثل المغرب أو الجزائر. ويجب أن يتم ترحيل المهاجرين غير المستحقين للجوء.
جميع الدول لديها التزام أخلاقي وقانوني تجاه اللاجئين يجب أن تتحمله تجاه من يواجهون الموت يوميًا ويفرون منه.
فيديو قد يعجبك: