لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فريدمان يتساءل: وائل غُنيم صنع ثورة أم هدم نظام؟

11:41 ص الخميس 04 فبراير 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ علاء المطيري:

قال الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان إن السنوات القليلة الماضية شهدت عددًا من ثورات الـ"فيسبوك" التي انطلقت في الشرق الأوسط باسم الربيع العربي وأمتد إلى أمريكا فيما عٌرف باحتلال وول ستريت التي قام بها مئات الأمريكيين احتجاجا على الفساد.

ولم يتوقف الأمر عند هذا حيث امتدت ثورات الـ"فيسبوك" إلى إسطنبول في تركيا وكييف في أوكرانيا ووصلت إلى هونج كونج، كما يقول الكاتب في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الأربعاء، لكن غالبية تلك الثورات فشلت في بناء نظام سياسي جديد يستطيع البقاء.

تساؤل الكاتب

ربما يكون السبب في ذلك هو أصوات عدة تعالت جميعها في وقت واحد بصورة جعل الإجماع على رؤية واحدة أضحى مستحيلاً، لكنه ربما يكون سببًا جزئيًا، وليس السبب الرئيس، وهو ما يدعونا إلى التساؤل ـ يقول فريدمان: هل وسائل التواصل الاجتماعي جيدة في هدم الأشياء أكثر من قدرتها على بناء أنظمة جديدة قادرة على الصمود؟.

سؤال أجاب عليه وائل عنيم الذي كان لصفحته على فيسبوك دورًا في انطلاق الثورة المصرية عام 2011، بـ"نعم"، حيث نجح المتظاهرون في ميدان التحرير في الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، لكن ثورة الفيسبوك ومتظاهروها عجوزا عن وضع مولود لديمقراطية بديلة.

خطأ الثورة

يرى غنيم أن خطأه في ثورة يناير 2011 هو اعتقاده بأن كل ما تحتاج إليه لتحرير مجتمع هو الانترنت، مضيفًا: "لكنني كنت مخطئًا عندما قلت تلك الكلمات عام 2011، حيث أن الوسيلة التي أشعلت الثورة وحققت نتائج قصيرة الأمد هي ذات الوسيلة التي مزقت الثوار".

ووفقًا لمقال فريدمان يتابع غنيم: "على مدى 10 سنوات سبقت الربيع العربي كان الناس في تعطش إلى المعرفة وإلى التواصل مع العالم الخارجي وعندما حصلوا على الفرصة نقلوا غضبهم السياسي من الواقع إلى العالم الافتراضي.

كلنا خالد سعيد

يتابع غنيم: "في يونيو 2010 غير الانترنت حياتي.. كانت صورة شاهدتها على "فيسبوك" لجثة شاب مات بسبب التعذيب وبقيت آثاره شاهدة على ما تعرض له.. كانت صورة خالد سعيد، ابن الاسكندرية 29 عامًا.. قتله الشرطة".

"رأيت نفسي مكانه في ذات الصورة.. وعندها أنشأت صفحة مجهولة أطلقت عليها "كلنا خالد سعيد"، وخلال 3 أيام وصل عدد متابعي الصفحة 100 ألف شخص.. كانوا مصريين يتشاطرون ذات الألم.. التقت مخاوفهم.. هكذا يقول غنيم في مقال توماس فريدمان.

وبعد فترة قريبة استخدم غنيم وأصدقائه فيسبوك كمنبع للأفكار، وأصبحت صفحة خالد سعيد الأكثر انتشارا في الوطن العربي وكانت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة حاسمة في تلك الحملة التي لم تعد مركزية في مكان بعينه، وأدرك الجميع أنهم يعملون معًا، وأصبح مستحيلًا على النظام أن يوقف مسيرها.

ألقى الأمن المصري القبض على وائل غنيم، تعرض للتعذيب وبقي معزولًا عن العالم الخارجي 11 يومًا، لكن بعد خروجه بـ3 أيام احتشد الناس لاسقاط مبارك.

الحسرة

تابع الكاتب الأمريكي في مقاله سرد كلمات وائل غنيم التي قال فيها: "للأسف نشوة الفرحة تبخرت، لأننا فشلنا في الالتفاف حول قضية واحدة، وعصفت بنا التحديات السياسية فقادتنا إلى حالة من الاستقطاب، وساهم الإعلام الاجتماعي في تأصيل الاستقطاب، حيث كان له دور ف تسهيل نقل الشائعات والمعلومات المغلوطة بصورة سممت البيئة السياسية في مصر.

تشويه متبادل

وتحول عالمي الإليكتروني إلى ساحة مواجهات مٌلأت بالكراهية والأكاذيب وسط حالة من الترقب وتصيد الأخطاء، يقول غنيم.. مؤيدي الجيش والإسلاميين كلاهما استخدم الإعلام الاجتماعي لتشويه الآخر، وتم تهميش الديقمراطية التي قامت الثورة من أجلها.. تم تهميش غنيم وآخرين.

سٌرقوا الثورة

سٌرقت الثورة بواسطة الإخوان المسلمين، وعندما فشلت جاء الجيش، الذي كان له صفحة خاصة على فيسبوك.

لحظة انهزام

كانت لحظة هزيمة أبقتني صامتًا لعامين، أو أكثر، واستخدمت الوقت لإعادة النظر في كل ما جرى وتعلمت منها 5 دروس.

ويتابع الكاتب على لسان وائل غنيم: هذا ما خلصت إليه من دروس:

أولها هو أننا فشلنا في التعامل مع الشائعات التي تؤكد التحيزات وها هي الآن قد انتشرت بين ملايين الناس.

والثاني أننا تواصلنا مع من نتفق معهم فقط وبفضل الإعلام الاجتماعي كنا نحظر الآخرين.

الأمر الثالث هو أن النقاشات الإليكترونية تنحدر بنا إلى فوضوية غاضبة.. خاصة إذا تناسينا أن القابعين خلف الشاشات هم بشر عاديين وليس تجسيدًا وصورة زهنية لبشر لا يوجد في الحقيقة.

رابع درس تعلمته هو إدراكي أنه من الصعوبة بمكان أن نغير آراء الآخرين بسبب الايجاز والسرعة في وسائل التواصل الاجتماعي التي تفرض عليك أن تذكر مخلص ما ترى ي 140 حرفًا في قضايا تمتد إلى ما وراء ذلك بكثير، ومن يستطيع أن يفعل ذلك يمكن أن يواصل العيش على الانرنت إلى الأبد.

الأمر الخامس من الدروس التي تعلمته ـ يتابع غنيم، وهو الأكثر أهمية أن تعبيرات وسائل الإعلام الاجتماعي متشابكة بصورة كبيرة تتضمن تعبيرات ضحلة تفتقد إلى النقاشات العميقة.

أصبح "فيسبوك" وسيلة للتحدث عن الآخر بدلًا من التحدث معه.. أصبح طريقًا للشقاق.

لم يستسلم 

يقول فريدمان إن وائل غنيم وبعضًا من رفاقه لم يستسلموا بعد، مشيرًا إلى أنه أطلق موقعًا جديدًا يحمل اسم " Parlio.com" لاستضافة محادثات ذكية ومدنية عن أكثر القضايا إثارة للجدل بهدف تضييق الفجوات بين الناس وبعضهم وليس توسيعها.

يقول فريدمان: "شاركت في تلك النقاشات ووجدت أنها شيقة وموضوعية".

تحرير الانترنت 

ولفت فريدمان إلى قول وائل غنيم قبل 5 سنوات "إذا أردت أن تٌحرر مجتمعًا، فكل ما تحتاج إليه هو الانترنت"، مشيرًا إلى أن تلك العبارة تغيرت في الوقت الحالي وأعتقد أنه إذا أردنا أن نٌغير مجتمعًا فعلينا أن نحرر الانترنت أولًا.


فيديو قد يعجبك: