لماذا يصمت العالم على تدمير حضارة اليمن؟
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن حصن "كوكبان" الذي نجا من حروب القرن الثاني الميلادي التي خاضها الأيوبيون في اليمن ومن حروب المصريين والعثمانيين في الماضي ظل صامدًا حتى فبراير الماضي، مشيرة إلى أن الطائرات الحربية السعودية قصفته بـ4 صواريخ حطمت بوابته التاريخية وقتلت 7 أشخاص وحولت المنازل التاريخية إلى كومة من التراب.
ولفتت الصحيفة إلى أنه الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية تهدد مستقبل اليمن بعدما تحولت المصانع والمستشفيات ومحطات الطاقة في العديد من أرجاء البلاد إلى ركام، مشيرة إلى أن اليمن تعرضت لحروب عدة في السابق، لكن أي منها لم يترك دمارًا مثل الذي خلفته الحرب الحالية.
وذكرت الصحيفة أن آلاف اليمنيين لقوا حتفهم في الحرب منذ 21 شهرًا بينما تتصاعد حدة الأزمة الإنسانية فيها، لكن اليمنيين يدركون أن بلادهم تعد واحدة من أقدم مستودعات الحضارة في العالم والتي يمتد تاريخها إلى ما حقبة ما قبل الميلاد، مشيرة إلى وجود أصوات تطالب بالحفاظ على تراث اليمن الحضاري الذي يتعرض للدمار على يد المجموعات المسلحة التي قامت بتدمير العديد من المساجد والكنائس التاريخية.
ولفتت الصحيفة إلى أن متاحف اليمن تم سرقتها وبعض الأماكن التي تصنفها منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة بأنها تراث تاريخي فريد تعرضت لقصف الطائرات الحربية، مشيرة إلى أن القصف السعودي لأماكن تمثل جزء من تاريخ اليمن ومصدرًا لفخرها يعد إهانة بالغة وتؤدي إلى تقويض قدرة اليمن على النهوض وإعادة البناء.
ونقلت الصحيفة عن محمد السياني، أحد المسؤولين عن الآثار اليمنية إن آثار اليمن تعرضت لقدر مخيف من الدمار وأن إصلاح هذا الدمار يحتاج إلى وقت طويل لإصلاح آثاره، مشيرة إلى أن 85 موقعًا آثريًا تعرض للدمار بصورة مباشرة أو غير مباشرة منذ اندلاع الحرب عام 2015 التي يقاتل فيها الحوثيون مع القوات التابعة للرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح ضد القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من السعودية.
ولفتت الصحيفة إلى أن قوات التحالف التي تقودها السعودية بدعم استخباراتي من أمريكا تخوض الحرب لاعادة الرئيس هادي إلى منصبه بسبب خشيتها من وجود الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران على حدودها الجنوبية، مشيرة إلى أن تلك الحرب كانت بمثابة فرصة لوجود مسلحي القاعدة وداعش فيها.
وأوضحت الصحيفة أن أي من أطراف الحرب لم يظهر أي احترام لقيمة تلك المواقع التاريخية، بينما نفت السعودية قيام طائراتها الحربية بقصف حصن "الكوكبان" التاريخي، وأكد المتحدث باسم قوات التحالف العربي الجنرال أحمد العسيري عدم استهداف أي منشآت آثرية أو اقتصادية أو ثقافية في اليمن.
ونفي كريستوفر شيروود، المتحدث باسم وزارة الدافع الأمريكية، أن تكون الولايات المتحدة شاركت في استهداف أي مكان تاريخي في اليمن.
ولفتت الصحيفة إلى أن مدينة "كوكبان"التي يوجد بها الحصن تعد معقلاً للشيعية الزيدية الذين ينتمي إليهم الحوثيون، مشيرة إلى أنها كانت آخر معاقل الزيديين في الحرب الأهلية في سيتينيات القرن الماضي وتعرضت للقصف لكنها لم تتضرر بذات الطريقة التي تعرضت لها في الحرب الحالية.
ونقلت الصحيفة عن، محمد البحيري، قوله: "في إحدى أيام شهر فبراير الماضي كنت أستعد لصلاة الفجر حين فاجأتنا الطائرات الحربية بأصواتها ورأينا آثار الانفجارات من نافذة منزلنا" في مدينة "كوكبان".
وفي جنوب اليمن قام مسلحو القاعدة وداعش بتدمير العديد من المقابر والمتاحف والكنائس، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن 13 موقعًا دينيًا تم تدميرها في محافظة حضرموت.
فيديو قد يعجبك: