إعلان

كاتب بريطاني: القتل في حلب تحول إلى مادة دعائية

11:47 م الجمعة 16 ديسمبر 2016

مدينة حلب السورية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري:

قال الكاتب البريطاني الشهير، باتريك كوكبيرن، إن الناشطين والصحفيين الشجعان كانوا يقومون بتغطية الأحداث في سوريا من الداخل في الفترة بين عامي 2011 و2012 عندما كانت هناك معارضة مستقلة، لكن سيطرة الجهاديين على مناطق الثوار في سوريا أجبر هؤلاء على الرحيل أو الصمت بينما تعرض آخرون للقتل، مشيرًا إلى أن ما يأتي من حلب، هذا الأسبوع، يجعل أخبار القتل والدمار حملات دعائية أكثر من كونها مادة إخبارية.

ولفت في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية، اليوم الجمعة، إلى أن العمل مراسلًا أجنبيًا داخل سوريا أصبح أكثر خطورة، لأن الجهاديين ربما يقتلوا الصحفيين الأجانب إذا ذهبوا إلى هناك، مشيرًا إلى أنه تم استبدال الصحفيين بناشطين محليين يقدمون مادة منحازة بصورة كبيرة ويكونون تحت سيطرة الجهاديين.

فالصحف ووسائل الإعلام الأجنبية سمحت - بطريقة ساذجة أو بسبب مصالح خاصة - لأشخاص يعملون بتصريح من القاعدة أو الجماعات التي على شاكلتها مثل جبهة النصرة أو أحرار الشام بالسيطرة على الأجندة الإخبارية لها، يقول الكاتب.

وتابع: "ما يحدث في حلب سابقة تعنى أن المشاركين في أي صراع مستقبلي سيهتمون بردع الصحفيين الأجانب الذين ربما يقدمون تغطية موضوعية عن طريق خطف بعضهم وقتل آخرين، وهو ما يساهم في خلق فراغ معلوماتي يتيح لأطراف الصراع أن يرسموه بالطريقة التي يريدونها وعن طريق المصادر التي يسمحون لها بالعمل"، مشيرًا إلى أن مناطق المعارضة السورية كانت تمثل خطرًا كبيرًا على الصحفيين الأجانب وخير دليل على ذلك ما تعرض له الصحفيين الغربيين وعلى رأسهم جيمس فولي وستيفن سوتلوف، الذي قطعت رؤوسهم على يد مسلحي داعش عام 2014.

ومن الأمور المتناقضة في الحرب السورية أن الحركات الجهادية تمنع الصحفيين الأجانب من العمل في حين تسمح للناشطين بالعمل، يقول الكاتب، لكن الناشطين يصبحون عرضة للخطر عندما لا تتوافق آراؤهم مع فكر الجماعات الجهادية في سوريا، وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية في يوليو الماضي بعنوان "العقاب بالتعذيب" والذي يتحدث عن أشخاص يعيشون في خوف دائم خشية تعرضهم للخطف إذا عارضوا فكر الجماعات المتشددة.

ولفت الكاتب إلى أن جبهة النصرة اختطفت أحد الناشطين عندما قام بتنظيم احتجاج سلمي عام 2015 لم توافق عليه فتم اختطافه وتعذيبه على يد مسلحيها، مشيرًا إلى أن ذلك جعل وسائل الإعلام تلجأ إلى وسائل مريحة للحصول على أخبارها عن طريقة مقابلات مع ناشطين من شرق حلب عبر الانترنت.

ورغم أن أي من تلك المصادر لم يكن مزيفًا إلا أنها دومًا تغفل ذكر كل ما له علاقة بالمسلحين الذين يصل عددهم إلى 10 آلاف مقاتل في شرقي حلب، ولا تظهر صورهم أي شخص مسلح أو يقف في نقطة محصنة استعدادًا للقتال أثناء عرض الأفلام والفيديوهات التي يتم التقاطها من داخل تلك المدينة على خلاف ما يحدث في الموصل التي تحاصرها القوات العراقية في حين يستخدم المسلحون المدنيين دروعًا بشرية، يقول الكاتب.

وتابع: "إن هؤلاء الناشطون أصبحوا ذراعًا إعلاميًا للمجموعات المسلحة بمساعدة الدول التي تدعمهم وتمول العاملين في هذا المجال"، مشيرًا إلى أن بعض الصحفيين في بيروت أخبره أنه تلقى عرضًا للعمل كمسؤول إعلامي في المعارضة السورية براتب 17 ألف دولار شهريًا.

وقال الكاتب: "استخدام المعارضة السورية للإعلام في شيطنة أعدائها ليس أمرًا مفاجئًا بينما تعمل على إخفاء سلبياتها في ذات الوقت"، مشيرًا إلى أن النظام العراقي استخدم ذات الأسلوب عام 2003 وكذلك المعارضة الليبية عام 2011، لكن اللوم الأكبر يكون على وسائل الإعلام الغربية التي سمحت لنفسها أن تكون وسيلة لتوصيل تلك الدعاية التي تخرج من جانب واحد في ذلك الصراع الوحشي عن طريق نشر معلومات من جانب واحد عما يحدث في مناطق المسلحين الذين كان لهم دور في منع وصول الصحفيين إلى تلك المناطق لخلق فراغ يكون المصدر الوحيد للمعلومة فيه هو ما يعملون بتصريح منهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان