بلومبرج: بعد تعويم الجنيه.. البنوك المصرية تخوض رحلة في طريق مجهول
كتبت- رنا أسامة:
قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكيّة إن البنوك المصريّة تشهد وضعًا غير مسبوق، وتخوض رحلة في طريق مجهول، بعد تحرير سعر صرف الدولار دون الالتزام بقيود البنك المركزي للمرة الأولى، بعد قرار تعويم الجنيه الرامي إلى جذب الاستثمارات والتخفيف من حِدّة أزمة الدولار.
وأوضحت الوكالة أن المُقرضين المحليين سوف يتمكّنون من صرف العُملات الأجنبيّة في السوق المِصرفيّة بين الساعة العاشرة صباحًا والواحدة ظهرًا، بحسب التوقيت المحلي اليوم الأحد.
ونقلت الوكالة عن أربعة مصادر رفضوا الكشف عن هويّتهم، القول إن اجتماعًا عُقِد بين مسؤولي البنوك الجمعة، لوضع المبادئ التوجيهية المُنظمة لعمليات التداول، ومن المُقرّر أن يُناقِشوا المُقترحات والتوصيات مع البنك المركزي.
أعقب هذا القرار قيام اثنين من أكبر البنوك التجاريّة المصرية- هُما البنك الأهلي وبنك مصر- بشراء 35 مليون دولار يوميّ الخميس والجمعة، وَفقًا لما أورده رئيسهم لبلومبرج يوم السبت، فيما قال مُحافظ البنك المركزي طارق تامر إن البنوك قامت بشراء دولارات أكثر ثماني مرات من "الفترات السابقة" دون تقديم المزيد من التفاصيل.
يأتي قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف في الوقت الذي تسعى مصر لتأمين قرض بقيمة 12 مليار دولار أمريكي من صندوق النقد الدولي، ذلك القرض الذي من شأنه بحسب المسؤولين المُساعدة على استعادة ثقة المُستثمرين التي ضاعت في غياهِب الاضطرابات التي عصفت بالاقتصاد على مدى سنوات.
وكان البنك المركزي قد فرض سيطرته على مُعدّلات سعر الصرف بعد الانتفاضة الشعبيّة التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في 2011.
وتوقّع هاني فرحات، كبير الاقتصاديين في سي آي كابيتال القابضة التابعة للبنك التجاري الدولي، أن يستغرق المُستثمرون المزيد من الوقت للوثوق في النظام الجديد، في حين ستجعل التقّلبات المُتوقّعة في سعر الصرف مصدر جذب لحاملي الدولارات في مصر.
وقال فرحات: "ينبغي أولًا أن يستقر سعر الجنيه في السوق المِصرفيّة، لنرى ما نتوقعه من نتائج، إذ أنها ستحدث تدريجيًا على مدى الأعوام المُقبلة لا بين ليلة وضًحاها."
فيديو قد يعجبك: