لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أقدم صحيفة يومية في تركيا تتحدى السلطات بعد اعتقال صحفييها

08:40 ص الأحد 06 نوفمبر 2016

متظاهر يرفع نسخة من صحيفة جمهورييت في اسطنبول أمام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

اسطنبول (ا ف ب)
تأسست صحيفة جمهورييت بعد اقل من عام من تأسيس جمهورية تركيا الحديثة، وواصلت الصحيفة تغطية الأخبار على مدى مئة عام تقريبا. ورغم اعتقال تسعة من موظفيها والمشاكل القانونية المتراكمة ضدها إلا أن الصحيفة العريقة تعهدت بان لا يسكت صوتها.

صحيفة جمهورييت (الجمهورية) تم تاسيسها عام 1924 كداعم أساسي للدولة العلمانية الحديثة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك على أنقاض الإمبراطورية العثمانية.

ولكن في السنوات الأخيرة تبنت الصحيفة خطا قويا ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم ما وضعها على طريق التصادم مع الرئيس رجب طيب أردوغان.

ويوم السبت 5 نوفمبر الجاري أمرت السلطات التركية باعتقال تسعة صحفيين ومدراء تنفيذيين في الصحيفة من بينهم عدد من ابرز الصحفيين في تركيا مثل رئيس تحريرها مراد سابونجو والكاتب الصحفي المناهض لأروغان قدري غورسيل ورسام الكاريكاتير موسى كارت.

وهم متهمون بالارتباط بالمتمردين الأكراد وبمحاولة الانقلاب التي وقعت في منتصف يوليو الماضي.

وقالت الصحيفة على صفحتها الأولى في رسالة إلى الحكومة "سيذكركم التاريخ بالعار".

ونظم أنصار وموظفو الصحيفة وقفة تضامنية مع زملائهم وحملوا نسخا من عددها الأخير.

وقال الكاتب ايدين انغين أحد موظفين أفرجت عنهما المحكمة ووضعتهما تحت المراقبة "إن هذه القضية سخيفة وليس ذلك فحسب بل هي غير أخلاقية".

وقال في تلاوة لرسالة رئيس التحرير "ننحني أمام شعبنا وقرائنا. ولا ننحني أمام أي شخص اخر".

"بيئة عدائية"
تملك صحيفة جمهورييت مؤسسة تضمن استقلاليتها رغم أنها لا تضمن امنها المالي بعكس العديد من الصحف التركية التي تملكها شركات صناعية كبيرة والتي تكون وفق الناقدين اكثر عرضة للتأثر بنفوذ الحكومة.

وعلى عكس الصحف الأخرى فان جمهورييت لا تفرد الكثير من المساحة لأخبار المشاهير وصور نجوم الدراما التركية أثناء إجازاتهم، بل تولي اهتماما أكبر بالفنون.

ويعود تاريخ عدد من الصحف المحلية وذات الاهتمامات الخاصة في تركيا إلى الحقبة العثمانية، إلا أن جمهورييت هي أقدمها الصحف الرئيسية.

وتوزع الصحيفة ما يزيد عن 50 ألف نسخة، ولكن تأثيرها كصوت مستقل كان كبيرا جدا.

واتخذت الصحيفة قرارا مهما في فبراير 2015 عندما عينت وبعد سنوات من النزاعات الداخلية، الكاتب المعروف ومخرج الأفلام جان دوندار رئيسا للتحرير.

واخذ دوندار الصحيفة باتجاه اليسار ودفعها إلى تبني خط مناهض للحكومة، وفي مايو 2015 نشرت الصحيفة على صفحتها الأولى خبرا تقول فيه إن الحكومة ترسل أسلحة إلى المسلحين في سوريا.

وحذر أردوغان دوندار بانه "سيدفع ثمنا باهظا"، وفي مايو 2016 صدر بحق دوندار حكم بالسجن لمدة خمس سنوات وعشرة أشهر بتهمة الكشف عن أسرار الدولة. وصدر بحق مدير مكتبه في أنقرة ارديم غول حكم بالسجن خمس سنوات.

كما أن دوندار مطلوب في القضية الحالية ضد جمهورييت. ولكن وبانتظار صدور حكم الاستئناف في الحكم الصادر بحقه، تمكن دوندار من الفرار إلى المانيا، وتعهد من هناك بإنشاء وسيلة إعلامية جديدة ناطقة بالتركية.

كما أثارت الصحيفة غضب السلطات في مطلع 2015 من خلال إعادة نشر رسم كاريكاتير للنبي محمد عقب الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية في باريس.

واستقال دوندار من منصبه رئيسا للتحرير في أغسطس 2016 وقال إن العودة إلى تركيا لمواجهة القضاء "بمثابة وضع راسي تحت المقصلة".

وفي 2015 منحت منظمة "مراسلون بلا حدود" الصحيفة جائزة حرية الصحافة تكريما لجهودها في الدفاع عن حرية الإعلام "في البيئة التي تزداد عدائية، ولتغطيتها الشجاعة" للأحداث.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان