"الناخبون الخائنون" يُهدّدون وصول ترامب للبيت الأبيض
كتبت- رنا أسامة:
وقّع ستة ناخبين ديمقراطيين- على الأقل- اتفاقيّة في محاولة لإبطال نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكيّة، وحيلولة ترامب دون الوصول إلى البيت الأبيض، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانيّة.
في الوقت الذي يبدو من غير المعقول إقناع 37 ناخِبًا بواقِع 538 ناخبًا جمهورياً- وهو الرقم المطلوب لتغيير مسار نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكيّة - للعدول عن قرارهم بالتصويت لصالح ترامب، قام عدد من الناخبين الديمقراطيين الرافضين
للتصويت لترامب، أو كما يُطلق عليهم "الناخبين المتمرّدين" أو "الناخبين غير المؤمنين"، بتوقيع اتفاقيّة لقلب النتيجة رأسًا على عَقِب، في محاولة غير مُعتادة.
يُشار إلى أن انتخاب الرؤساء في الولايات المتحدة الأمريكيّة يتحدّد بناءً على أصوات أعضاء المجمع الانتخابي، ليس من خلال التصويت الشعبي الذي اكتسحت فيه المُرشّحة الديمقراطيّة هيلاري كلينتون النتيجة أكثر من 1.7 مليون صوتًا متفوّقة بذلك على ترامب، فيما تدفع معظم الولايات الناخبين للإدلاء بأصواتهم للفائز بين المُرشّحين في التصويت الشعبي لولايتهم.
فيما بعض الولايات كما أريزونا، ايداهو، ميتشجن، وجورجيا، من قواعد تُلزِم الناخبين بالتصويت الشعبي للمُرشّحين.
بلغ عدد الناخبين غير المؤمنين نحو 157 ناخبًا على مدى أكثر من 228 عامًا، قام 71 منهم بتغيير أصواتهم بسبب وفاة مُرشّحين، وَفق موقعFairvote.org.
تقول الصحيفة البريطانيّة إنه في حال نجح الناخبون في إعاقة ترامب عن الحصول على 270 صوتًا من أصل 538، ذلك العدد المطلوب لتأهيله رئيسًا، فمن المُرجّح أن يمنح مجلس النواب الذي يُسيطر عليه hلجمهوريّون أصواتهم لترامب في البيت الأبيض على أي حال.
ولا يزال من غير المعلوم عدد الناخبين "غير المؤمنين" المُتوقّع امتناعهم عن التصويت لصالح ترامب 19 ديسمبر المُقبِل المُقرّر إدلاء الناخبين بأصواتهم، في المرحلة الثانية التي يتم فيها المندوبون لصالح المرشح الذي فاز في ولايتهم، لانتخاب الرئيس الأمريكي.
يقول أستاذ العلوم السياسيّة جورج ادواردز: "إذا نجحوا إقناع 8 أو 10 ناخبين من المؤيّدين لترامب، في الإدلاء بأصواتهم لصالح شخص آخر، فمن المؤكّد أن يسترعي هذا الأمر انتباه العالم."
بينما تُعد أصوات "الناخبين غير المؤمنين" باطِلة في ميتشجن، عارض مايك بانيريان الفكرة، قائلًا "إذا كان بإمكاني إبطال النتيجة، لن أقوم بتغيير صوتي."
تُعد خسارة هيلاري كلينتون في تلك الانتخابات أمام ترامب هي الثانية من نوعها بعد خمسة انتخابات فازت خلالها الديمقراطيّة في التصويت الشعبي بدون تأمين من الأغلبيّة في المجمع الانتخابي.
وتمكن ترامب، من الحصول على 290 من أصوات الناخبين، فيما حصلت كلينتون على 232 صوتًا، الأمر الذي أتاح له الفوز في الانتخابات، خلال المرحلة الأولى من الانتخابات التي أثجريت 8 نوفمبر الماضي.
ومن المُقرّر أن يتولّى ترامب مهام الرئيس الأمريكي الحالي، باراك أوباما، في 20 يناير 2017.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى بالنسبة للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يخسر فيها المرشح الحاصل على عدد أكبر من أصوات الناخبين مقارنة مع خِصمه، إذ سمح النظام المذكور في العام 2000 للجمهوري [ورج بوش الابن، بالفوز، رغم حصوله على عدد أصوات أقل من الديمقراطي "ال جور" بحوالي 543 ألفًا.
ويتوقّع الآباء المؤسّسون للمُجمّع الانتخابي ظهور "فصائل غير مؤهّلة" خلال عمليّة التصويت، مُحذّرين من وقوف هؤلاء الناخبين غير المؤمنين كحائط صد ضد مصالح الشعب الأمريكي.
فيديو قد يعجبك: