لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فايننشال تايمز: أردوغان قولب معارضيه واستغل الانقلاب للتشبه بالعرب

05:00 م السبت 15 أكتوبر 2016

رجب طيب أردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - أماني بهجت:

نشرت مجلة فايننشال تايمز الأمريكية مقالًا للرأي قال فيه الكاتب دايفيد جاردنير إنه بعد مضي ما يقرب من عقد على تقلد رجب طيب أردوغان لمقاليد الحكم في تركيا، بدأت تركيا بالتخلي عن عاداتها الغربية. فالجمهورية التركية التي تشكلت لتصبح علمانية وتحمل الأفكار الغربية بدأت تشبه جيرانها العرب.

وأضاف الكاتب، أن أردوغان الذي دعا من 5 سنوات عند قيام ثورات الربيع العربي، الدول لتبني دساتير علمانية، اختار الآن سياسات الهوية ذات أبعاد طائفية.

وأوضح أن الطائفية جلبت نجاح انتخابي لا مثيل له لأردوغان، جعل من حزبه –حزب العدالة والتنمية- حزب ذو هوية يغلب عليها السنة والإسلاميين والترك، وعمل على قولبة معارضيه في قوالب مغلقة بدءً من الأقلية الكردية والشيعة. وسحق سيادة القانون وبعد صدمة الانقلاب الفاشل في منتصف يوليو أصدر مرسوم بفرض حالة الطوارئ.

يشير المسؤولون الأتراك إلى أن فرنسا –الدولة الأوروبية التي يمكن القول أن تركيا تحذو حذوها- أعلنت أيضًا حالة الطوارئ بعد هجوم جهادي على باريس في نوفمبر الماضي. لكن إعادة تشكيل القوات المسلحة التركية والأجهزة الأمنية يمكن أن يؤدي إلى نموذج أشبه بالدول العربية أو إيران.

وتابع الكاتب: اهتز أردوغان وحكومته بشدة جراء محاولة الانقلاب والتي يُحمُلون مسؤوليتها لأتباع فتح الله جولن، زعيم طائفة إسلامية تعمل في الظل والتي لطالما دعمت حزب العدالة والتنمية ولكنها خاضت صراعًا على السلطة تصاعد على مدار الخمس سنوات الماضية، وتم القبض على ما يقرب من نصف لواءات تركيا أو تم تسريحهم والإشارة إليهم أنهم يتبعون جولن منذ الانقلاب في عمليات تطهير شملت أكثر من 100 ألف شخص.

أصابت الصدمة الأتراك باختلاف توجهاتهم السياسية ليس فقط بسبب العنف ضد المتمردين والذي أدى إلى مقتل 240 شخصا ولكن كما يقول المحلل الليبرالي: "من الصعب للغاية بالنسبة لنا أن نفهم أن جيشنا الوطني كان في الواقع جيش شخص آخر".

وعلى النقيض من ذلك، قال أردوغان الذي وجد في نجاته فرصة للحديث عن المؤامرات حيث وصف الانقلاب أنه "هبة من الله" وهو ما مكنه من "تطهير الجيش".

ومن بين الدول المجارة لتركيا، وضع الحكام الذين لا يشعرون بالأمان نموذجًا حيث الحرس المدجج بالسلاح (في السعودية)، والحرس الجمهوري (في العراق تحت حكم صدام حسين وحزب البعث في سوريا) والحرس الثوري في إيران والذي هو بمثابة ثقل موازن للجيش النظامي ويعمل لحماية النظام.

وبالنظر إلى مدى تغلغل جماعة جولن واختراقها للجيش التركي والوقت الذي سيستغرقه أردوغان باستبدال القادة الذين تم الإطاحة بهم بأخرين موالين له، يتساءل مراقبون ما إذا كان أردوغان يتجه نحو هذه النسخة من النموذج الامبراطوري استنادًا للشرطة الموالية له.

وبحسب أحد المحللين الهامين: "أصبحت الشرطة قوة شبه عسكرية وواجبها الأول حماية النظام"، ويقول سفير غربي: "أعتقد أنه يميل إلى تطبيق ذلك للغاية. بعد كل ما حدث، فما أنقذ النظام كانت قوات الشرطة؛ هم من يعرفون ما حدث بالضبط في هذه الليلة لذا بالتأكيد فهم يفكرون في تحقيق توازن أمام الجيش".

وتشمل التدابير الإضافية تحرك قوات الأمن شبه العسكرية من وزارة الدفاع إلى وزارة الداخلية، وحل الحرس الرئاسي وتطهير واسع النطاق على جهاز المخابرات الوطني.

يقول مسؤولون أتراك إنهم لا يفعلون أكثر من نسخ نموذج إيطاليا وكيفية إدارتها للدرك "الشرطة العسكرية"، أو إدارة أسبانيا للحرس المدني. ووفقًا لمسؤول تركي: "الإجابة لماذا كانت الشرطة هي البطل في يوم الإنقلاب هو أن الشرطة تم تطهيرها من أتباع جولن في الشرطة والاستخبارات على دار العام ونصف الماضيين"، لا يوجد تغيير في النموذج.

يقول أحد المعلقين وداعم سابق لحزب العدالة والتنمية: "الشرطة بالفعل لديها اليد العليا من حيث الثقة –ثقة المجتمع وليس فقط أردوغان".

على نطاق أكبر، فالشرطة منتشرة بالآلاف في أنقرة واسطنبول على مدار الشهر الماضي وهو أمر طبيعي. ولكن يرى بعض المحللين أن قبضة الحكومة تشتد على الجيش والذي يومًا بعد يوم يخسر امتيازاته والسلطة التي وصفت الجيش بأنه فئة واحدة وجعلته الفيصل النهائي للسلطة السياسية.

وينهي الكاتب مقاله قائلًا، إنه قد يبدو كل هذا طبيعيًا بالنسبة لموظفي الخدمة المدنية أو المتعاطفين مع حزب العدالة والتنمية. لكن الصوت الذي نريد أن نسمعه هو صوت أردوغان وتركز السلطة حوله وخصوصًا إذا تطلب الأمر وجود قوة شبه عسكرية دائمة وهو ما قد لا يبدو طبيعيًا بعد أن تزول حالة الهلع من الانقلاب.

 

فيديو قد يعجبك: