الأمم المتحدة: مئات الالاف مهددين بالموت في سوريا

كتبت-هدى الشيمي:

نقلت صحيفة واشنطن بوست عن عمال الإغاثة والناشطين في مئات الالاف من المواطنين داخل سوريا، المتواجدين في المناطق التي حاصرتها الحكومة، والمقاتلين المعارضين يواجهون خطورة المجاعة، وسوء التغذية.

أشارت الصحيفة إلى أن الاطراف المتناحرة تقطع الطعام، والأدوية عن أكثر من عشرات المناطق، فيموت المدنيين، ويعقد ذلك عملية السلام التي من المقرر أن تُنهي الحرب التي قطعت سوريا لأشلاء.

انتشرت صورة، وصفتها الصحيفة بالمفزعة والمزعجة، لرجال ونساء وأطفال يموتون جوعا في قرية مضايا السورية، والتي منعت الحكومة وصول أي مواد غذائية إليها.

يقول باول كرزيسك، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بمقره في العاصمة السورية دمشق، إن النزاع يستمر، مما يتسبب في انهيار المناطق، خاصة الواقعة تحت الحصار.

قبل حصار مضايا، كان الحصار أمر معروف ومتعارف عليه داخل سوريا، والذي تسبب في مقتل حوالي 250 ألف شخص، ورحيل الملايين، وحدوث كارثة انسانية كبرى، إلا أن الرئيس السوري بشار الأسد يفرض المزيد من القيود على المناطق التي ما تزال تحت سيطرته، وزادت قوته بعد الدعم الروسي له، وشن هجمات على الجماعات المتمردة.

حذر عمال الإغاثة ومسئولين في الأمم المتحدة، من العواقب المروعة والتي تزداد مع مرور الوقت، وخاصة للامهات اللاتي لا يستطعن اطعام ابنائهم، وارضعاهن بطريقة طبيعية.

"نحن نموت جوعا، نساء وأطفال، لا يوجد طعام" يقول الناشط داني قباني، الناشط في معضمية، تلك المدينة التي تبعد عدة أميال عن دمشق، وواجهت حصارا عنيفا أيضا.

أوضح الناشط ماجد، والذي رفض الافصاح عن اسمه حرصا على أمنه وسلامة عائلته، إن عائلته بالكامل تعيش في معضمية الشام، على صنع الحساء المكون من بعض الأعشاب والفلفل، لكي يبقوا على قيد الحياة.

زادت حدة الحرب بعد التدخل الروسي، وكثرت القوات الجوية ضد المتمردين منذ العام الماضي، يؤكد ناشطون أن حوالي خمسة أطفال، وامرأة ورجل مسن، قتلوا بسبب الجوع الشديد، منذ تشديد الحصار في ديسمبر الماضي، هذا بالإضافة إلى غلاء الأسعار الشديد لكافة المواد الغذائية، وقلة سعر الليرة مقابل سعر الدولار الأمريكي.

لا يتغير الوضع كثيرا المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، مثل دير الزور، والمناطق التي تسيطر عليها داعش في سوريا، إلا أن الناشطين يتهمون الأسد بحدوث الأزمة.

قال حمد، عبر مكالمة تليفونية عن طريق سكايب، إن هناك سوريين محاصرين على يد تنظيم داعش، والقوات السورية، مؤكدا أن ما يحدث كارثة حقيقي.