هل سيكون اللاجئون السبب في انتهاء أوروبا؟
كتبت- هدى الشيمي:
الألمان المؤسسون والمدافعون عن اتحاد ما بعد الحرب، أغلقوا حدود بلادهم أمام اللاجئين، لمحاولة النجاة من تدفقهم، بعد موافقة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على السماح لحوالي مليون مهاجر بدخول البلد، خوفا من انهيار أوروبا، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز الإخبارية.
تقول الوكالة إن القلق في ألمانيا ليس خيال لدى بعض المشككين في أوروبا، ولكنه خوف حقيقي على أعلى المستويات في برلين وبروكسل، موضحة أن شعبية ميركل اهتزت بشدة بعد حادث رأس السنة في كولونيا، وحذر الرئيس التنفيذي للاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر ميركل، بأن الاقتصاد الأوروبي، واليورو أصبحوا عرضة لخطر كبير، وجدد تهديداته بأن أوروبا تحظى بفرصة أخيرة، وإذا لم تستطع السيطرة على الأمر ستكون بداية النهاية.
- انتقادات ميركل:
ولا تتوقف انتقادات ميركل عند هذا الحد، حيث تقول الوكالة إنها تواجه مشاكل مع مؤيديها المحافظين، ومعارضيها، الذين يصفون أوروبا "بالهش والضعيف"، ويربطون بين أزمة المهاجرين واللاجئين ومصير اليورو، ويحاولون نقل الأمر إلى الاتحاد الأوروبي.
ويرى البعض أن ما يحدث في ألمانيا حاليا، تكتيكات يهدف بها بعض القادة للانهيار الاتحاد الأوروبي، وخاص قادة دول مثل اليونان وإيطاليا، الذين يطمحون بالسيطرة على الدول المطلة على البحر المتوسط، ودول شرق أوروبا المستفيدة من الإعانات الألمانية.
-تحذيرات ألمانيا:
يعتقد حلفاء ميركل المحافظين إن موافقتها على منح طلبات اللجوء للمهاجرين المسلمين، خدعة ما تهدف لاستغلالها في انتخابات مارس.
ويرى أخرون أن، من بينهم فولفجانج شيوبله وزير المالية الألماني، إن الأزمة مشكلة ألمانيا في البداية، ولكن إذا مرت ألمانيا بأزمة حقيقية، فستمر بها أوروبا كلها، إلا أن أحد كبار السياسيين الأوروبيين المؤيدين لميركل يبذل كل جهد لكي يقضى على تلك الاتهامات والنقاشات التي تدينها داخل البرلمان.
- مخاوف شينجن:
ترتبط ميركل ويونكر ارتباطا وثيقا بمراقبة الحدود الوطنية الجديدة، عبر جوازات سفر منطقة شنجين في أوروبا، وقد يتسبب ذلك في انهيار السوق الموحدة في أوروبا، والقضاء على قيمة اليورو، مما ينذر بحدوث كارثة حقيقية في الوظائف والاقتصاد الأوروبي. قال يونكر في تصريحات بمؤتمر يوم الجمعة، إنه بدون اتفاقية شينجن لن يكون لليورو أي فائدة.
حتى الآن لم تقترح ميركل بتشديد اجراءات دخول المواطنين لبلادها، مثلما فعلت النمسا والدنمارك، ولكنها أعلنت صراحة إن أوروبا قد تعاني من أزمة حقيقية.
- المفتاح التركي:
يأمل بعض القادة في الاتحاد الأوروبي أن مساعدة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تساهم في حل الأزمة، حيث ضغطت ألمانيا على الاتحاد الأوروبي لصرف مبالغ مالية كبيرة لأنقرة، ووافق بدوره على منحها حوالي 3 مليار دولار، حيث يدعو القادة الألمان أن تستخدم الحكومة التركية المال لتحسين أوضاع اللاجئين هناك ومنع خروجهم منها.
فيديو قد يعجبك: