إعلان

صحيفة: عائلة كينيدي أخفت "ابنتها المعاقة" خوفا من العار

01:42 م الأحد 06 سبتمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – رضوى حسني:
سلطت صحيفة ديلي ميل البريطانية الضوء على قصة "روزماري كيندي" وهي شقيقة الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي، والتي كانت تعاني من اعاقة ذهنية أثرت على نموها بشكل طبيعي.

فقالت الصحيفة إن روزماري والتى ظلت مختفية عن الأعين من خلال الحاقها بسلسلة من المدارس الداخلية، كانت قد أخضعت لعملية جراحية دقيقة فاشلة في عامها الثالث والعشرون على يد والدها الذى كان دائم الشعور بالضجر من نموها المتزايد بصورة غريبة معتقدا أن سلوك ابنته سيجلب الإحراج لأسرته كما أنه يهدد حياته الساسية، لذلك قرر والدها اجراء تلك العملية التى من شأنها تهدئه تقلبات مزاجها ومنعها من العنف مما نتج عنها عدم قدرتها علي التحدث أو المشىي بطريقة طبيعية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكتابين كينيدي المفقودة (The Missing Kennedy) و روزماري (Rosemary) يقومان بتسليط الضوء علي حياتها المأساوية التي عاشتها في الظل.

ولفتت الصحيفة إلى أن أخر إصدار لمجلة بيبول المتواجد حاليا في أكشاك الجرائد، يحتوي على مقطتفات من كلا الكتابين كجزء من القصة المتعلقة بروزماري كينيدي.

وجاء في الصحيفة أن وفاة روزماري كانت فى 7 يناير من عام 2005، عن عمر يناهز 86عام، في سانت كوليتا، وهى مؤسسة كاثوليكية لذوي الإحتياجات الخاصة في جيفيرسون، ويسكونسن، والتي ظلت منزلها لأكثر من خمسة عقود.

ومن خلال الإعتماد على المصادر التاريخية لمؤلف كتاب كينيدي المفقودة والمعلومات التى تم الحصول عليها من عمة أحد الراهبات في مؤسسة سانت كوليتا أثناء تواجد روزمارى هناك، ساعدت تلك المصادر في رسم الصورة الكاملة لحياة روزماري سيئة الحظ.

ففي الثالث عشر من سبتمبر لعام 1918، شعرت والدتها "روز كينيدي" بألم الولادة في منزل العائلة الواقع في بروكلينى، وكان ذلك في وجود ممرضة واحدة كانت قد حضرت لمساعدتها، وبسبب تأخر الطبيب المختص بالإشراف على عملية الولادة، أخذت الممرضة القرار بتأخير الولادة وذلك عن طريق إجبارالسيدة كينيدي على إحكام غلق ساقيها وأن تتوقف عن الدفع.

وطبقا للمقتطفات أن بعد ما فشلت محاولتها الأولى، قامت الممرضة بالوصول إلى قناة الولادة وقبضت رأس الطفل بالداخل لأكثر من ساعتين طويلة حتى وصل الطبيب .

وكان تأخير الولادة يدويا عن طريق منع الأم من الدفع وإجبار الجنين على البقاء داخل قناه الولادة، تسبب في حرمان روزمارى من الأكسجين، مما ادى إلى تلف في عقلها.

وخلال عملية النمو أصبح واضح للوالدين أن روزمارى تعانى من تأخر في نموها، وذلك مقارنة بالأطفال في نفس عمرها، حيث كتبت روز أن ابنتها زحفت، ووقفت، ومشيت، ولفظت أول كلماتها متاخرا، وجاء ذلك في مذكراتها التى نشرت عام 1974.

وبمرور الوقت، كانت تواجه روزمارى بعض الصعوبات في القيام ببعض المهام البسيطة مثل الكتابة، وممارسة الرياضة والتزحلق على الجليد، كما أنها كانت أكثر خجلا من إخوتها وأخواتها.

وعند وصول روزماري لسن المدرسة، سعت والدتها وراء نصيحة الخبراء وقالت أن ابنتها "معاقة"، وذلك لوقف جميع المصطلحات التى استخدمت لسنوات عديدة بشكل خاطئ لوصف إعاقتها الذهنية، بالإضافة إلى ان عائلة كينيدى حاولت إخفاء الأمر كثيرا، ولكنها كانت نضجت مما جعل الأمر أكثر صعوبة.

و أشارت شقيقتها يونيس كينيدى أنها كانت تشهد نوبات الغضب التى كانت تصدر من روزمارى.

وفي سن الحادية عشر قرر "جوزيف "و"روز" إرسال روزمارى إلى مدرسة داخلية للإحتياجات الخاصة للأطفال، ولكنها لم تكن تتجاوز الدرجة الثالثة أو الرابعة في دراستها.

كانت روزمارى تكتب إلى والدها خطابات تتوسل إليه من أجل المجئ إلى زيارتها وذلك لأنها أصبحت وحيدة دائما.

وعندما أصبحت روزمارى في سن التاسعة عشر، عٌين والدها سفير للولايات المتحدة في بريطانيا العظمى، ثم أرتحلت بعد ذلك عائلة كينيدى الكبيرة إلى لندن، كما تقدمت روزمارى في المراحل التعليمية بمدرسة الدير المحلية، ولكنها بدأت الزيادة في الوزن وهو الأمر الذى يرفضه والدها، حيث كتب إلى مدرسة ابنته فيما يتعلق بمشكلة زيادة وزنها قائلا "أن أبنته أصبحت أكثر وزنا وأنه حذرها من ذلك".

وبعد وصول روزمارى إلى عامها العشرين أصبحت أكثر جاذبية، الأمرالى جعل قلق والديها في قلق متزايد.

أخبرت "آن جارجان" إبنه أخ "روز كينيدى" المؤرخة المشهورة "دوريس كيراناسج ودوين" عن عودة العائلة للولايات المتحدة بإندلاع الحرب العالمية الثانية، وخروج روزماري من مدرسة واشنطن الداخلية، وذلك فى كتابيها عائلة "فيتزجيرالدس" و"عائلة كينيدي".

وفي هذا الوقت، كان جوزيف كينيدى مشغول بوضع أساس الكيان السياسىي لأبناءه، ومن أجل ذلك تحدث جوزيف إلى زوجته عن عملية جراحية تجريبية فى المخ تعرف بجراحة فصوص المخ، ولكن بعد بحث ابنته عن إجراءات تلك العملية أخبرته أنها لا تريد إجراء هذه العملية لشقيقتها، ولكن بدون إستشارة أحد بما فيهم زوجته، حدد الأب القاسى معاد إجراء العملية متجاهلا نصيحة ابنته.

وحسب وصف "تيموثى شرايفر" ابن شقيقة روزمارى، ورئيس الأولمبياد الخاصة في كتابه على قيد الحياة في عام 2014، إجراءات تلك العملية التى يقوم فيها الجراحين بقطع في المخ ولا يزال المريض واع، ويتوقفوا فقط عندما يصبح المريض غير قادر على التواصل، ثم كتب أن نتيجة العملية في حالة روزمارى كانت التدهور، وأكمل شرايفر حديثه بأن روزميرى لم تعد قادرة على التحدث والحركة، كما انها فقدت حريتها من أجل أن تعيش حياة طبيعية.

بعد ذلك، رفض جوزيف كينيدى زيارة ابنته لشعوره بالذنب، كما رفض أيضا زيارة والدتها لها، ولذلك في عام 1961، بعد إصابة جوزيف كينيدى بسكتة دماغيه، سافرت زوجته روز إلى ويسكونسن أخيرا لزيارة ابنتها لأول مرة منذ إجراء العملية، وبمجرد رؤية روزمارى لوالدتها اندفعت نحوها بسرعة وصرخت، كما وجهت إليها ضربات عنيفة.

وكما يبدو لايعرف أشقاء روزمارى شيئا عن مصيرها، فالبعض يعتقد أنها تريد الخصوصية، حيث أنها انتقلت إلى مدينة أخرى للعمل كمدرسة فى مدرسة للأطفال المعاقين، كما تحسنت حالتها فى عام 1970 عندما بدأ الأقارب فى التردد على منزلها للزيارات القصيرة.

ويذكر السيد شرايفر، ابن شقيقة روزماري، أنه بالرغم من أن قدرات اللغة لدى روزمارى كانت محدودة، إلى أنها كانت تشعر بالسرور في التنزه، والسباحة، ولعب الورق، كما أنها تسعد بسماع المجاملات على إطلالتها.

أنكرت روز كينيدي إجراء أية عملية جراحية لابنتها حتى وفاتها عام 1995، ولذلك خلال حديثها إلى كاتب سيرتها روبرت كافلين فى عام 1972 قالت أن عقل روزميرى ذهب تماما بسبب حادث، وتساءلت روز كينيدى لما أخذ الله منها الثلاثة أبناء ذوي الصحة الجيدة: جوزيف جونيور،الرئيس جون كينيدي وروبرت كينيدي، وترك ابنتها العاجزة؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان