لماذا ترك السوريون بلدهم وهاجروا إلى أوروبا؟
كتبت- هدى الشيمي:
في محاولة لتبرير سبب هجرة السوريين من أراضيهم، وتدفقهم إلى أوروبا، أعدت صحيفة هافنجتون بوست تقريرا لتذكير الجميع بالدوافع التي أجبرتهم على ترك منازل عاشوا فيها، وشوارع تحمل ذكرياتهم، ونسيان كل شيء والرحيل إلى أراضي جديدة وعوالم مختلفة.
نقلت صحيفة عن المرصد السوري لحقوق الانسان، أن سيارتين في مدينة الحسكة السورية انفجرتا يوم الاثنين، وتسبب الحادث في مقتل الكثير من المقاتلين الأكراد، وجنود في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بالإضافة لعشرات المدنيين.
وأوضحت أن هذا الانفجار كان جزءا من الصراع الدائر في المدينة، خاصة بين القوات الكردية، وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ويمثل ما يحدث في سوريا منذ سنوات، عندما اندلعت الحرب الأهلية في مارس 2011، وتسببت في مقتل أكثر من 200 ألف شخص، من بينهم 70 ألف مدني، وما يزال الوضع كما هو عليه.
بحسب المرصد السوري فإن 5000 شخص قتلوا في شهر واحد، من بينهم 252 طفل، بالإضافة إلى وفاة المدنيين جراء الهجمات العنيفة التي تشنها الحكومة السورية على الشعب.
ولقى الأسبوع الماضي 80 مقاتلا على الأقل مصرعهم في قتال وقع بالقرب من العاصمة السورية دمشق، وتوفي أعداد من مقاتلي تنظيم داعش وجنود من النظام السوري في قتال آخر يوم الخميس الماضي، وهناك تقارير صدرت عن استخدام داعش للأسلحة الكيميائية في هجوم شنته على بعض المناطق السورية في أغسطس الماضي.
وتسبب الصراع في نزوح حوالي 4 مليون شخص وذهابهم إلى أماكن متفرقة بعد انحصارهم بين العنف والقتل، ودولة لا يوجد بها الاستقرار، وذلك بعد نقص الخدمات والماء والغذاء، وعدم وصول المساعدات.
تقول الصحيفة إن الوضع في سوريا سيء لدرجة عدم قدرة أي جهة على حصر العدد الحقيقي لوفيات، أو معرفة كيف يموتون، ولا توجد أي جهة للتحقق منها، بالإضافة لعدم قدرة الامم المتحدة من توصيل مساعداتها للكثير من الأماكن، مشيرة إلى أن عدد الضحايا بحسب الأمم المتحدة خلال فصل الصيف أكثر من 191 ألف شخص، ومن المتوقع أن هذا العدد أقل كثيرا من الحقيقي.
تغيّب وسائل الإعلام عن سوريا، يرجع إلى اعتبارها المنطقة الآن أخطر مكان في العالم بالنسبة للصحافة، وهذا يرجع إلى حالتها غير المستقرة، بحسب الصحيفة.
رأت منظمة العفو الدولية أن ما يحدث في سوريا أعمال وحشية لا يمكن تصورها، فقالت في تقرير صدر عنها في شهر مايو إن كل الجهات ترتكب الجرائم، حتى القوات الحكومية تتعمد استهداف المدنيين، مما يعتبر جرائم حرب.
ومع تضاؤل المساعدات الانسانية، ونقص الماء والغذاء، وتدهور الأوضاع بطريقة واضحة داخل سوريا، وسوء الحالة الاقتصادية في الدول المجاورة لها، يلجأ السوريين للمغادرة إلى أوروبا وطلب اللجوء فيها.
فيديو قد يعجبك: