الحياة اللندنية: مستقبل اليونان "ضبابي" بعد الاستفتاء

كتب ـ علاء المطيري:

قالت صحيفة الحياة اللندنية، إن اليونانيون حتى لو حسموا أمرهم بـ "نعم" واضحة أو "لا" صريحة في الاستفتاء الذي شاركوا فيه أمس، على عرض دائني بلادهم مواصلة برنامجهم للإنقاذ المالي في مقابل مزيد من التقشُّف فإن أي من الاجابتين لن تقدم صورة واضحة عن المستقبل الذي ينتظر الدولة المنهكة ماليا.

وأعلنت الحكومة اليونانية، مساء أمس، أنها ستكثف جهودها للتوصل إلى اتفاق مع الجهات الدائنة بعد الاستفتاء، وفقا لتقرير نشرته الصحيفة، الإثنين ـ مؤكدة أن البنك المركزي سيوجِه طلباً إلى البنك المركزي الأوروبي يطلب فيه ضخّ أموال في شكل طارئ للمصارف اليونانية.

ورجحت استطلاعات عند خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع، فوز رافضي خطة الدائنين في الاستفتاء، ولم تمنح الاستطلاعات الأربعة التي سبقت التصويت تقدُّماً واضحاً لمعسكر "نعم" أو لمعسكر "لا"، مشيرة إلى أن ثلاثة منها منحت التقدم لـ "نعم" والرابع لـ "لا" لكن الفارق لا يزيد في أقصى الحالات على 1.4 في المئة.

ولفتت الصحيفة إلى أن "نعم" ستؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تجري انتخابات عامة مبكرة، لكن البلاد قد تغرق في أزمتها المالية في غياب أي اتفاق بصرف النظر عن مدى ديمومته، فأثينا ستفشل في تسديد مستحقات ديون كما فعلت في دفعة لصندوق النقد الدولي في 30 يونيو الماضي بصورة دفعت المودعين إلى التسابق على سحب أموالهم من المصارف التي أقفلت أبوابها، في حين وضعت البنوك سقفاً لسحوب الصراف الآلي لا يتعدى 60 يورو في اليوم.

وتابعت الصحيفة أن التصويت بـ "لا" التي رجّحها أحدث استطلاعات الرأي، وفق الموقع الإلكتروني لصحيفة فاينانشيال تايمز، فعلى رغم تأكيد الحكومة بقيادة حزب "سيريزا" اليساري الراديكالي أنها لن تعني التخلي عن اليورو، فستؤدي إلى مستقبل أكثر غموضاً، خصوصاً أن موقف الحكومة يقابله تأكيد أوروبي على أن "لا" ستجعل خروج أثينا من منطقة اليورو قاب قوسين أو أدنى.

وفيما رأى ناخبون أن التصويت بـ "لا" سيُجبر الدائنين على تقديم عرض أفضل إلى بلادهم، شدد وزير الخارجية الألماني فرانك وولتر شتاينماير على أن الدائنين غير مستعدّين لتقديم تنازلات، ولفت إلى أن اليونان في حال خرجت من منطقة اليورو ستبقى في الاتحاد الأوروبي، مقراً بأن تخلّيها عن العملة الموحّدة سيضر بصدقية أوروبا في العالم.

ونبّه رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز إلى أن فوز أنصار "لا" في الاستفتاء اليوناني سيضطر أثينا إلى الإسراع في اعتماد عملة جديدة، لكنه أكد أن الأوروبيين لن يتخلوا عن اليونانيين، وشدد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي على غموض مستقبل بلادهم. ويقدّم الدائنون «لا» باعتبارها توازي تخلي اليونان عن عملة اليورو التي يتمسك بها 74 في المئة من اليونانيين وفق استطلاع صدرت نتائجه الجمعة، في مقابل 15 في المئة يفضّلون العودة إلى العملة اليونانية التي كانوا يستخدموها قبل اليورو"الدراخما".