ماذا قالت الصحف الأجنبية عن هجمات سيناء؟

كتبت- هدى الشيمي: 

عشرات القتلى، وحمير تنقل المصابيين لعدم قدرة سيارات الإسعاف، أو المسعفين من الوصول إليهم، لإغلاق تنظيم داعش كافة المداخل، رصاص يتطاير، وزجاج يتهشم، وألسنة لهب وأدخنة تتصاعد ليراها المواطنون في الدول الحدودية، حاولت الصحف الغربية وصف الأوضاع في شمال سيناء، بعد هجوم جماعة بيت المقدس الموالية لتنظيم داعش على أكثر من كمين عسكري، بتلك الكلمات.

وهناك صحف اعتبرت ذلك الهجوم هو الأسوأ منذ عقود، وهناك من وجده يكشف ضعف وهشاشة الجيش المصري هناك، وهناك من أشار إلى أنه سيساعد على تقوية تنظيم داعش، ومساعدتهم على السيطرة على ذهن وفكر العالم.

- الهجوم الأسوأ: 

اعتبرت صحيفة بوسطن بلوج الأمريكية، مصر من أكثر الدول استقرار في المنطقة، معربة عن دهشتها مما حدث في الشيخ زويد بسيناء أمس، وهجوم عناصر جماعة بيت المقدس الموالية لتنظيم داعش على كمين للجيش، وقتل عشرات الجنود.

وقالت الصحيفة – في تقرير على موقعها الإلكتروني- إن الهجوم الذي تعرض له الجيش المصري أمس، كان الأكثر تعقيدا منذ عقود، وتحدى الجهود المصرية لتصوير نفسها حصنا للاستقرار في قلب المنطقة المليئة بالعنف.

وذكرت الصحيفة أن الوضع يزداد سوءً في سيناء، منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي عام 2013، وتعهدت أقوى الجماعات فيها بالولاء لتنظيم بيت المقدس.

ونقلا عن المواطنين في سيناء، عبر الهواتف المحمولة أو حسابتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فإن الوضع في سيناء بلغ أشده، فانتشرت الجثث في كل مكان، واستخدم الأفراد الحمير لنقل المصابين إلى المستشفيات. 

- تضامن دولي: 

ورأت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن ذلك الهجوم الذي وقع بعد يومين من اغتيال النائب العام هشام بركات، يشير إلى ضعف الجيش في سيناء، والذي انتشر في كل مكان لمكافحة التمرد هناك، ولكنه لم يحقق سوى نجاحا بسيطا، في القمع والسيطرة على الجماعات الإرهابية.

وأشارت الصحيفة – في تقرير على موقعها الألكتروني- أن السلطات المصرية التي صدرت أمس بشأن الهجوم، لم توضح التناقض بين البيان الذي صدر صباح أمس ويقول إن عدد القتلى وصل إلى حوالي 60 شخص، وعن البيان الآخر الذي صدر مساء أمس، ويؤكد أن عدد القتل وصل لحوالي 17 فقط.

كما أوضحت أن صوت الرصاص والدخان في سيناء، كان يرى بالعين المجردة على الحدود الإسرائيلية، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك الهجوم بالإرهاب الوحشي، وقدم تعازيه للحكومة المصرية، وشعبها، وأسر الضحايا.

وفي سياق متصل، أدانت البيت الأبيض الاعتداء على الشيخ زويد شمال سيناء، وقال نيد برايس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن الولايات المتحدة تقف مع مصر وسط موجة الهجمات الإرهابية التي أصابت البلاد، وأن دعمها لمصر لن يقف، وسيستمر في التصدي لهذه التهديدات الأمنية.

- استراتيجية داعش: 

وعلى الرغم من اثبات شبه جزيرة سيناء، قدرتها على شن هجمات منسقة على أهداف متعددة، إلا أن الخبراء رأوا أن الاستراتيجيات التي اتبعتها داعش هناك، تشبه التي تستخدمها في سوريا والعراق، بحسب صحيفة التليجراف البريطانية.

وقال زاك جولد، أحد الدارسين في معهد الدراسات الوطني في تل أبيب، إن المقاتلين واجهوا الأمر، ولم يهربوا، وأن استمرار تنظيم داعش لفترة طويلة في القتال، يرجح أنها تغير استراتجيتها، وأنها تحاول السيطرة على الأراضي في سيناء.

- هجوم لا مثيل له:

واعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية الهجوم الذي شنته داعش، لا مثيل له، مشيرة إلى أنه على الرغم من صغره، إلا أن التنظيم تمكن من قتل عشرات الجنود، والهجوم على أكثر من كمين عسكري، وحاول لأول مرة السيطرة على مساحة من شمال سيناء.

ولفتت الصحيفة لمحاولة المسئوليين لتقليل عدد الجنود المتوفيين إثر الاشتباكات والهجوم مع التنظيم، حيث قالوا إن عددهم لم يتجاوز السبعة عشر، على الرغم من ذكر عدد من الصحف المحلية أرقاما تجاوزت أضعاف ذلك الرقم.

ونقلت الصحيفة عن بيان تنظيم داعش إنهم استطاعوا السيطرة على مناطق في شمال سيناء، مشيرة إلى خطورة الأمر في حالة صحة ما يردده التنظيم، وأن ذلك سيساعدهم على تعزيز قواهم.