لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجارالله: 30 يونيو.. ثورة استعادت مصر من براثن وحش الإخوان

10:15 ص الخميس 02 يوليو 2015

حوار ـ مروة مصطفى:

"30 يونيو2013، ثورة.. مظاهرات.. انقلاب"، أيا كان المسمى الذي أطلق على أحداث هذا اليوم، فالآن وفي الذكرى الثانية لهذه الأحداث لا نملك إلا أن نعترف أنها أثارت جدلا في كل أنحاء العالم، بين من اعتبرها ثورة شعب قرر انهاء حكم الاخوان المسلمين لمصر، وانقاذ البلاد من مصير مظلم كانت تتجه إليه بخطى ثابتة، وبين من اعتبرها من الإخوان وأنصارهم انقلابا على شرعية الانتخابات التي جعلت من الرئيس الأسبق محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر العربية.

السيسي حقق أحلام المصريين بعد أن حملوه هذه الأمانة

ومع مرور عامين على 30 يونيو وعام على تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد، لا تزال الأسئلة تثار حول ما تحقق من أهداف 30 يونيو وما تحقق خلال العام الأول للسيسي في الحكم. الصحفي الكويتي أحمد الجار الله، رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية، أحد كبار الصحفيين في الشرق الأوسط وأكثرهم اهتماما بالشأن المصري يحلل ويجب على أسئلة مصراوي عن السيسي بعد عام في الحكم و30 يونيو بعد عامين من خروج الملايين تطالب بالإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي وإخوانه من الحكم.

مصراوي: تعهد السيسي يوم الاعلان الرسمي لفوزه بالانتخابات في يونيو عام 2014 بانه سيعمل مع المصريين من اجل تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية... برأيك إلى أي مدى وفى بوعوده؟

الجار الله: نحن اليوم في نهاية السنة الأولى من عهد الرئيس المشير عبد الفتاح السيسي، ونرى فيما تحقق إلى يومنا هذا أن الرجل عمل بكل جهد للوفاء بوعوده التي هي بالأساس أحلام المصريين الذين حملوه أمانة تحقيقها، وقد أوفى بوعده، ويعتبر المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ إحدى العلامات المضيئة في تاريخ مصر الحديث، وهذا يحسب له، أما بالنسبة للعدالة الاجتماعية التي نتحدث عنها فهي ليست كبسة زر تتحقق في يوم وليلة، فهناك عمل تحضيري لها يجري انجازه حاليا.

المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ علامة مضيئة في تاريخ مصر الحديث

ولكن هناك مسائل كان من المفترض ان يتجاوز فيها عن بعض القوانين لصالح الأمن الوطني، كالإسراع بإنزال العقوبات بمن ارتكبوا الجرائم الإرهابية والقتلة، لكنه عمل بوحى من القانون الذي وحده ينظم عمل الدولة، وفي موازاة ذلك كانت المسألة الانمائية تسير على قدم وساق، والثقة الاقتصادية الدولية بمصر تزداد.

- في رأيك لماذا اقدم على الترشح؟

فعلا في فترة من الفترات كان يدرس موضوع الترشح، ولم يكن يريد الاقدام على هذه الخطوة قبل دراستها من كل الجوانب لكي تكتمل قناعته بقدرته على خوض الانتخابات، ووفقا لمعلوماتي، في تلك المرحلة كان خائفا ألا تسمح الظروف بتحقيق أحلام المصريين التي كان يراها كبيرة لكن يستحق شعب مثل الشعب المصري أن يسعى إلى تحقيقها، وحين اكتملت القناعة بعد دراسة مستفيضة أعلن ترشحه للرئاسة، وقد حقق نتائج كبيرة، ومنذ اللحظة الأولى لتوليه الرئاسة بدأ في إعادة بناء علاقات مصر مع العالم من موقع مصر القوي المستند إلى قدرة شعبها وقيادته على التميز.

- في ما يتعلق بملف الموضوع الأمني في مصر، كيف تقيم أداء السيسي خلال عام من الحكم؟

الوضع الأمني يتحسن تدريجيا نتيجة الاجراءات الأمنية التي تتخذها الحكومة المصرية

هناك قاعدة معروفة للجميع وهي أن مجتمعا من دون جريمة هو مجتمع شاذ، والجرائم التي تقع على الأراضي المصرية أمر عادي يحدث في كل دول العالم، حتى الدول التي لديها أنظمة حديدية لا تخلو من الجريمة، والصداع الأمني موجود لدى كل حاكم ورئيس، منذ الملك فاروق مرورا بمرحلة حكم عبدالناصر والسادات ومبارك وصولا إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، لكنها الوضع يتحسن تدريجيا نتيجة الاجراءات الأمنية التي تتخذها الحكومة المصرية، وفي هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة يعتبر الاداء الأمني للرئيس السيسي ممتازا، فالعديد من العمليات أو الجرائم تكشف قبل أن تنفذ.

- في رأيك إلى أي مدى نجح الرئيس السيسي في التعامل مع ملف العلاقات العربية؟

نجح بامتياز في هذا الملف، ويكفي كما اسلفنا المؤتمر الاقتصادي الذي كان الحضور والشراكة العربية ملفتين فيه، بالإضافة إلى القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ، والزيارات التي قام بها إلى العديد من الدول العربية كانت ناجحة، أضف الى ذلك أنها المرة الأولى يبادر العرب الى انشاء قوة عسكرية مشتركة، وهذا من مقررات قمة شرم الشيخ، وهذا دليل على حضور مصر كأكبر دولة عربية في الوجدان العربي، ورأينا علاقاتها مع العديد من الدول تزداد عمقا ورسوخا، فكل الدول العربية حريصة على علاقات مميزة مع مصر.

- هل تعتبر قرار السيسي المشاركة في عاصفة الحزم صائبا، ام كانت له تداعيات سلبية على مصر؟

عاصفة الحزم تصدت بشراسة للتوسع الإيراني في جنوب الجزيرة العربية

قرار المشاركة في عاصفة الحزم أكثر من صائب، والجيد في الأمر أنه لم يتأخر في اتخاذ هذا القرار، لأن التحالف العربي – الإسلامي الذي يتصدى بشراسة للتوسع الإيراني في جنوب الجزيرة العربية هو مصلحة استراتيجية عربية فائدتها تعود على كل دول الإقليم وليس على المملكة العربية السعودية أو دول مجلس التعاون الخليجي فقط، فلو أن إيران سيطرت على اليمن لكانت هددت أمن مصر وبقية الدول العربية، وهذه العاصفة أدت إلى تغير موازين القوى، ليس على المستوى الإقليمي فقط بل دوليا، لأن الدول اليوم باتت على قناعة بأن إيران ليست قوة متفردة في المنطقة، وكان ينظر إليها على أنها صاحبة تأثير كبير لكن اتضح بعد عاصفة الحزم أن تأثيرها محدود جدا، بل مواجهتها بهذه القوة اثبت مدى ضعفها واعتمادها على العصابات والجماعات الإرهابية لضعضعة المنطقة، واليوم باتت هذه الجماعات المرتبطة عضويا بإيران على مشارف هزيمتها ما يعني هزيمة إيران.

قرار السيسي بالمشاركة في عاصفة الحزم أكثر من صائب

· 30 يونيو مثار جدل بين دول العالم، ما بين مؤيد لها كثورة انقذت مصر من مصير مظلم كانت ستشهده على يد "الإخوان"، وما بين من يرفضون الاقرار بها ويعتبرونها انقلابا على الشرعية؟

دعنا نضع الامور في نصابها الصحيح، 30 يونيو كان الاستفتاء الشعبي الحقيقي على مدى قبول المصريين بجماعة "الإخوان" على رأس السلطة، أي بمعنى آخر هي ثورة سلمية حقيقية استعادت مصر من براثن ذلك الوحش، ومن يقول إن ما حصل في ذلك اليوم كان انقلابا على الشرعية هو من يريد لمصر أن تضعف وتتمزق، فمن أيدوا مرسي لم يتعد عددهم 12 مليونا، بينما من نزعوا الشرعية عنه في 30 يونيو كانوا نحو 40 مليونا، وهذه هي المبايعة الحقيقية.

الجميع يعرف أن "الإخوان" كادوا بالاشتراك مع اسرائيل والولايات المتحدة أن يمزقوا مصر لكن تحرك الشعب والجيش المنحاز إلى شعبه اسقط المشروع التخريبي الذي كان يهدف إلى جعلها كالعراق، ولذلك من يقول إن ما جرى في 30 يونيو انقلاب هو من يريد الهيمنة على مصر ومقدراتها، وليس خافيا على أحد أن "الإخوان" سطوا على السلطة بالتدليس والتلفيق.

- اعتبر السيسي في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" أن "سقوط مصر هو سقوط المنطقة بأكملها 50 سنة على الأقل... ما تعليقك؟

مصر حجر الزاوية، ولذلك سقوطها يعني انهيار العالم العربي، ولو كان سمح للإخوان أن يتصرفوا بسيناء كما كانوا يخططون مع اسرائيل، بأن تستوطن الجماعات الإرهابية فيها وتستند إلى "حماس" كقوة دعم، لكان ما يسمى " انصار بيت المقدس" و"داعش" وغيرها من الجماعات وصلت إلى كل العالم العربي، ولم يكن من المستطاع وقتها تشكيل التحالف العربي – الإسلامي الذي يقاتل في اليمن لصد التوسع الإيراني، بل كانت إيران وصلت إلى مصر والبحرين والسعودية والكويت والإمارات وحتى قطر ما كانت ستسلم من ذلك.

-أكد السيسي في أحد احاديثه الصحفية أن مصر لم تصمد أمام الاضطرابات الأخيرة إلا بوقوف السعودية والإمارات والكويت إلى جانبها، ما هو دور الكويت بالتفصيل في مساندة مصر؟

التعاون بين مصر والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات أمر طبيعي، وهو تعاون بين أشقاء، وكانت تلك الوقفة لشد عضد مصر الاقتصادي، لأنها هي من أسقط الخطر الذي كان يحيق بدول مجلس التعاون الخليجي، فـ"الإخوان" كانوا بعد الامساك بعصب الدولة وتأمين سيطرتهم التامة عليها سيزحفون على الكويت والسعودية والإمارات، وكل ذلك كان بالتعاون مع إسرائيل والغرب، كما أن غياب دور مصر يشكل أكبر خطر على المنطقة، ولهذا كانت هذه الوقفة وقفة مع الذات العربية.

· كان لقطر وتركيا موقفهما المختلف من 30 يونيو، إلا أن العديد من المحللين رصدوا تغيرات طفيفة لكنها ملحوظة في هذا الموقف، ما رأيك في ذلك؟

الموقف القطري والتركي تغير وسيتغير بفضل صمود مصر ومساندتها من دول مجلس التعاون الخليجي، ولذلك الموقفين القطري والتركي لا يضعفان مصر بل يقويانها.

· أي نقاط ضعف في سياسة الرئيس السيسي، داخليا وخارجيا، يجب عليه تلافيها في العام المقبل؟

- لا بد من الاسراع في الإجراءات الاقتصادية التي تسرع عملية التنمية أكثر وتجذب المستثمرين العرب والمصريين، أي لا بد من انجاز قوانين حماية المستثمرين بسرعة، والقضاء على البيروقراطية المزعجة لأي مستثمر.

لقد مرت خمس سنوات على الثورة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية، برأيك هل من حل يلوح في الافق لهذه الازمة التي حصدت أرواح أكثر من ربع مليون شخص؟

الأسد لن يسقط.. والحل تعزيز الدولة في سوريا، عبر تقوية النظام بشكل جدي ليتصدى للإرهاب

- بالنسبة إلى الوضع في سوريا فإن علاجه كان خطأ من الأساس، بل كانت هناك طرق أفضل لمعالجة الأزمة، وبعد كل ما حصل لا يزال هناك من يرى أن الحل يبدأ من استبعاد الأسد من السلطة، وهو موجود وسيبقى، فهل علينا أن ننتظر وتبقى سورية غارقة في الحرب سبع سنوات، أي حتى نهاية ولايته ونقول ها هو لم يسقط، أم نبدأ بالبحث جديا عن حل يخرج الشعب السوري من هذه المحنة، ولنفترض أن الأسد سقط اليوم، لمن نسلم سوريا، إلى "داعش" أو "النصرة" أم إلى "الإخوان" الذين يمثلهم "جيش الفتح" أم إلى بقايا الجيش الحر، هل هذا هو الحل.

الأسد صمد كل هذه السنوات، ولن يسقط، لذلك علينا أن نبدأ في البحث عن حل بوجوده لأن المهم هو استقرار الشعب السوري وعودة 11 مليون نازح ومهجر إلى بيوتهم وأرضهم، المهم الاستقرار حتى بوجود الأسد، فعندما يعود هذا الشعب ويستقر هو يقرر من يريد أن يحكمه، أما بغير ذلك سيبقى "داعش" موجودا ويتوسع وإذا أردنا القضاء عليه علينا أن نؤمن الحد الأدنى من شروط الاستقرار للشعب السوري، فـ"داعش" عبارة عن خليط من شذاذ الافاق والمجرمين من مختلف جنسيات العالم، أي من كل قطر أغنية وبالتالي ليس هو من سيختاره لا الشعب السوري ولا الشعب العراقي ولا أي شعب ليحكمه.

علينا ان ننظر الى الأمور بواقعية، فإذا جرت المعالجة الصحيحة للأزمة السورية فإن الوجود الإيراني سيتقلص إلى أدنى مستوياته، بل لن يكون هناك أي تأثير لإيران في المنطقة، ولذلك يجب حاليا تعزيز الدولة في سوريا، عبر تقوية النظام بشكل جدي ليتصدى للإرهاب، وأيضا كي يخرج من فلك إيران، وإلا بغير ذلك نكون ندفع به الى المزيد من الارتماء في الحضن الايراني.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان