هآرتس: مصر تشهد هجوما إرهابيا لم تره منذ أعوام
كتبت- هدى الشيمي:
سلطت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الضوء على مقتل النائب العام هشام بركات بعد عامين من توليه منصبه في مصر الجديدة، أثناء ذهابه لعمله، وأصيب عدد من الحراس، بالإضافة إلى تدمير مجموعة من السيارات الموجودة في مكان الحادث.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك الهجوم، يعد الأول منذ سنوات طويلة والذي تقوم به جماعة إرهابية في مصر، وتغتال أحد القادة السياسين الكبار.
وأوضحت - في تقرير على موقعها الإلكتروني- أن البعض اعتبر ذلك الهجوم نوعا من الانتقام من الرئيس عبد السيسي، بعد عزل للرئيس السابق محمد مرسي، في 30 يونيو 2013.
ورأت الصحيفة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يحقق وعوده بأبعاد البلاد عن مسار الإرهاب، بعد عام له في الرئاسة، وعامين من عزل مرسي، حيث أن الجماعات الجهادية الإرهابية تقوم بعمليات في مصر لم تشهدها منذ ثلاثة عقود، وأغلب الذين يقومون بها، أعلنوا ولائهم لتنظيم داعش، وهناك من ما يزال يدعن تنظيم القاعدة، وهناك من يتصرف بمفرده.- على حد تعبيرها
وقالت الصحيفة إن خطوط الإمداد لهذه الجماعات تمتد من ليبيا، والصحراء الغربية، إلى السودان، ومؤخرا غزة، ونقلت عن مسئوليين في الحكومة المصرية، إنه مصر تحتوى على 2 مليون سلاح غير شرعي، والتي كانت مسئولة عن مقتل 500 جندي على الأقل من الشرطة والجيش منذ عام 2013، معظمهم في سيناء، والبعض في القاهرة، ومدن أخرى.
حاول الجيش المصري في البداية السيطرة على الوضع، بحسب الصحيفة، عن طريق مجموعة من الاستراتيجيات مثل ايقاف الدعم والتمويل وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها تلك المنظمات، مثل سيناء، وبالصحراء الغربية بالقرب من ليبيا، ففي سيناء دمر الجيش حوالي 2000 منزل، وساواهم بالأرض، على طول الحدود مع قطاع غزة الفلسطيني، وتم تعميق المنطقة وتركيب الالكترونيات المتطورة على طول الحدود، وإغلاق وتدمير عدد من المعابر.
إلا أن تلك الاجراءات الوقائية، لن تغني عن ضرورة تدخل الجيش المصري على أرض الواقع، واعتبرت الصحيفة تلك الاستراتيجية عي الأصعب على الجيش المصري، والذي على الرغم من سماح إسرائيل له باستخدام طائرات هليكوبتر، وطائرات مقاتلة، ولكن هناك صعوبة كبيرة في تحديد وضرب مخابئ الجهاديين في سيناء.
ومن ناحية أخرى، يستخدم الجيش المصري الطائرات التابعة للإمارات، ضد تنظيم داعش في شرق ليبيا، والقريب من سيناء، كما تحاول استغلال أحد القبائل في الحصول على معلومات.
وامتدت الهجمات والعمليات الإرهابية في مصر، إلى السياح، ولم يعد تركيزهم الأول هو الشرطة والجيش، وطرحت الصحيفة مثلا، وهو العملية التفجيرية التي وقعت في الأقصر منذ فترة.
جماعة أنصار بيت المقدس، مختلفة عن غيرها من باقي الجماعات أو التنظيمات الإرهابية، وأرجعت الصحيفة ذلك إلى إنها ليست لديها قيادة روحية معروفة أو موحدة، مما يجعل تفاوض الحكومة معها أمر صعبا.
القائد الروحي لأنصار بيت المقدس هو أبو أسامة المصري، والذي لم يكن لديه أي نوع من التعليم الديني، وسلطته الوحيدة هي كونه إمام لأحد المساجد، ونقلا عن العلماء والدارسين الإسلاميين في مصر، فإن ذلك التنظيم ليس له أي قائد، على عكس القاعدة، أو تنظيم داعش، فأغلبهم ألقي القبض عليه، أو انصرفوا عن العمليات الإرهابية.
ولذلك السبب، اعتمدت الجماعات الجهادية المصرية على قادة من الخارج، مثل أبو الحسن الفلسطيني، وهو الأب الروحي لتنظيم داعش في منطقة القلمون في لبنان، والذي نشر كتابا من 101 صحفة يبرر فيه أسباب قتل المدنيين، والشرطة والجيش، والبعض يقول إنه قتل، والبعض الآخر يقول إنه ما زال على قيد الحياة.
فيديو قد يعجبك: