عام على الرئاسة: حوارات السيسي مع الصحافة الغربية
كتبت- هدى الشيمي:
خلال عام من توليه دفة الحكم، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي الشغل الشاغل للصحف ووسائل الإعلام الغربية، في أوروبا وأمريكا، وحاول الكثير من الصحفيين والإعلاميين الكبار، عمل حوارات صحفية وتليفزيونية معه، لكي يجيب على الكثير من التساؤلات التي شغلت بال العالم، وتوضيح حقيقة ما يجري في مصر، والتي يعتبرها العالم أهم الدول في الوطن العربي والشرق الأوسط.
وول ستريت جورنال
في أول حوار له في الولايات المتحدة الأمريكية منذ توليه السلطة في شهر يونيو الماضي، مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أكد السيسي على دعمه الكامل لما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وحملتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية (داعش)، ولكنه طالبه بتوسيع حملته ضد المقاتلين في مناطق أخرى بخلاف سوريا والعراق.
كما حذر خلال المقابلة الإدارة الأمريكية من ابعاد نفسها عن قضايا الشرق الأوسط، في الوقت الذي تعاني فيه حدود البلاد من الفوضى التي من شأنها زيادة عدم الاستقرار، مشيرا إلى الارهاب الموجود في ليبيا، السودان، اليمن، وسيناء.
قناة فرانس 24
أرجع عبد الفتاح السيسي سبب زيارته لفرنسا كانت ضمن الجهود المبذولة لاستعاد مصر لمكانتها، ومساعدة الدول الأوروبية على تفهم ما يحدث في مصر، مشيرا إلى أن التعاون العسكري بين البلدين لا يعد جديدا، بل أن مصر لديها طائرات ميراج فرنسية، وصواريخ كروتال.
وذكر السيسي أن مصر تدعو منذ سنوات طويلة إلى ضرورة التحالف بين الدول من أجل مواجهة التطرف والإرهاب، مشيرا إلى أن العمل عسكري وحده لن يكون كافيا للتصدي للإرهاب، بل يجب دعمه بمجموعة اجراءات اقتصادية وثقافية واجتماعية، وأمنية وسياسية.
أما عن عمليات تهجير السكان في سيناء لمنازلهم، أشار السيسي إلى ضرورة وجود منطقة خالية لأنها ستكون جزء رئيسي من حل مشكلة الإرهاب هناك، بالإضافة إلى الرغبة في حماية الأبرياء والمدنيين، وهذا ما شغل بال السياسيين والحكومة المصرية طوال السنوات الماضية أثناء تعاملهم مع الإرهابيين.
اعتبر السيسي ما تفعله مصر مع جماعة الإخوان المسلمين رد فعل وليس فعل، مشددا على اتساع مصر لكل المصريين مع اختلاف افكارهم وآرائهم، ولكن بشرط ألا تحاول أي جهة فرض فكرة أو رأي على الناس بالقوة.
كما لفت لمساعدة الجيش الوطني الليبي والبرلمان الليبي في حل المشاكل وتهدئة الأوضاع هناك، موضحا أن الجيش الليبي قادرا على حماية أمن ليبيا، نافيا وجود أي قوات جوية أو ارضية أو عسكرية مصرية في ليبيا.
وصف السيسي العلاقات المصرية الأمريكية خلال حواره مع القناة الفرنسية، بأنها علاقات استراتيجية، لا يجب أن تؤثر عليها العلاقات مع فرنسا أو غيرها من الدول الأجنبية.
دير شبيجل الألمانية
أشار السيسي إلى عدم توقعه أبدا أن يكون حاكما لمصر، أثناء عمله في الجيش أثناء فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أو الرئيس السابق محمد مرسي، قائلا "الحقيقة، وتحت الظروف الطبيعية إذا نجحت في عملي، لكنت وصلت لأعلى المراتب داخل القوات المسلحة".
وعندما سألته الصحيفة إذا توقع إنه سيكون رئيسا لمصر بعد عزل محمد مرسي، وسيطرته على مصر في 3 يوليو قبل الماضي، أجاب قائلا "أي شخص حساس وعاقل، ويعلم حجم المشاكل التي مرت بها البلد في تلك الفترة، لن يقبل بذلك المنصب.
وعلى الرغم من كثرة المشاكل التي تمر بها مصر، إلا أن أفضل لحظات بالنسبة للرئيس السادس لمصر، تتمثل في رؤيته للمواطنين وهم يستمعون إليه ويؤيدون ما يحققه من أهداف، فحب الناس يعد خبرة جديدة يمر بها الآن، والتي لم يعشها من قبل أثناء عمله في الجيش، موضحا أن هناك فرق بين العمل في الجيش والعمل في السياسي، فأن فرص النجاح في الأول كثيرة، ويرجع ذلك إلى وضوح كل شيء في العمل العسكري، إلا أن العمل السياسي مليء بالمفاجآت والاختلافات، والأمور الغير متوقعة.
كما رفض السيسي إطلاق كلمة "انقلاب" على الثورة الثانية المصرية، قائلا "ماذا سيحدث إذا نزل نصف التعداد السكاني في ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، للشوارع من أجل تغيير الحكومة؟ في حالة محاولة تلك الحكومات السيطرة على كل شيء"، مشيرا إلى أنه في حالة احتجاج مليون شخص في الشارع على حاكم عليه التنازل عن الحكم.
أما عن عدد القتلى المصريين في الفترة التي أعقبت عزل محمد مرسي، أعرب السيسي عن رفضه وأسفه لوفاتهم، قائلا "إذا دقق العالم في حجم القتلى خلال السنوات العشرة الماضية في سوريا والعراق وليبيا واليمن، سيجد أن الجيش المصري حفظ المواطنين المصريين".
وقال إن عدد الضحايا في ميدان رابعة كان من الممكن أن يتضاعف عشرة مرات، إذا اقتحم الشعب الميدان، موضحا أن الاعتصام استمر 45 يوما، وأصاب كافة الميادين بالشلل.
كما أشار إلى وجود فجوة حضارية بين مصر والدول الأوروبية والتي ترى ما حدث مجزرة، وأن الشرطة الألمانية مجهزة بأحدث الامكانيات، وحصلت على أفضل التدريبات، كما أنهم غير مجبرون على استخدم الأسلحة، لأن المتظاهرين لا يستخدمون الأسلحة لاستهدافهم.
أما عن محاكمة أعضاء وقيادات الإخوان المسلمين، أشار إلى أن الإخوان المسلمين كان لديهم خياران في التعامل مع المصريين إما أن يقتلوهم أو يحكموهم، أما الحكومة المصرية فكان لديها خيران إما قتلهم أو وضعهم في السجون، وقد قررت وضعهم في السجون وترك الأمر للقضاء.
فوكس نيوز الأمريكية
أجرت شبكة فوكس نيوز حوارا مع عبد الفتاح السيسي قبل بدء فعاليات المؤتمر الاقتصادي الذي بدأ منذ 13 وحتى 15 من مارس الماضي، والذي أكد فيه السيسي أن المؤتمر الاقتصادي يعكس ارادة المصريين في تحقيق التقدم والتنمية، موضحا أن استقرار مصر الاقتصادي سيعود بالنفع على الكثير من الدول في المنطقة، وسيساهم في استقرار الاوضاع في أوروبا والعالم.
أكد السيسي خلال الحوار أن مصر لن تنسي الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية لها خلال السنوات الماضية، وأنها تتفهم حاجة الدول الأخرى لإدراك التطورات التي مرت بها خلال السنوات الماضية.
واعترف أن الإرهاب أصبح التهديد الرئيسي ليس فقط لمصر أو لدول المنطقة، ولكنه تحول تهديد لأمن وسلامة واستقرار العالم كله، مشيرا إلى ضرورة وأهمية توضيح المعني الصحيح للدين، كما تحدث ضد الإسلام السياسي، وأن المصريين يروا أن هذا الأمر أصبح خطرا حقيقيا، ويشعرون أن الإخوان المسلمين حولوا حياتهم إلى جحيم.
واشنطن بوست
أجرت الصحفية ليلي ويموث حورا مع السيسي في 12 من مارس الماضي، وسألته عن مجموعة من الأمور، من بينها رأيه في موقف أمريكا من مصر، وعن سلسلة الاعتقالات للشباب والناشطين السياسيين والمدنيين، وغيرهم.
في بداية الحوار سأل السيسي الصحفية إذا كانت تذكر ما دار بينهما في أخر حوار، فقالت له إنها تذكر قوله لها بإن الولايات المتحدة الأمريكية أدارت ظهرها لمصر، وسألته عن رأيه في موقف الولايات المتحدة الآن، فأجباها بأن هناك سوء تفاهم بين كل منهما، مشيرا إلى وجود الكثير من المخاطر الواضحة في المنطقة، والتي تعيها الولايات المتحدة جيدا، وتراقبها عن كثب.
ورأى السيسي أن الولايات المتحدة الأمريكية عليها دعم مصر والإدارة الشعبية للمصريين، وعندما سألته الصحفية إذا كان رأيه ذلك يعني رغبته في دعم أمريكا له قال لها إن السيسي يمثل انعكاس للإدارة الشعبية للمصريين.
وعن من يلجأ إلى العنف في مصر، قال السيسي إنهم من لا يرغبون في المشاركة في بناء طريق للديموقراطية، في أعقاب 30 يونيو، مشيرا إلى جماعة الإخوان المسلمين، والذي يختارون المواجهة مع الدولة، قائلا "هل رأيت الدولة تتخذ أي إجراء ضد أي شخص في سيناء سوى هؤلاء الذي يحملون أسلحة ويهددون عناصر الشرطة والجيش، والمدنيين الأبرياء، موضحا أن مصر تواجه العنف داخل سيناء، وعلى الحدود الغربية مع ليبيا، بسبب عدم وجود أمن في ليبيا يمنع انتشار وتدفع الأسلحة والمقاتلين الأجانب والذين جاءوا إلى مصر لتهديد الأمن القومي، والذين يفجرون الأبراج الكهربائية، ويضعون القنابل والمتفجرات في محطات القطار، ويقتلون المدنيين في الشوارع.
وسألته الصحفية إذا كان يقصد إن المتطرفين والجماعات الإرهابية تشبه الإخوان المسلمين، فأجابها قائلا "الإخوان المسلمين المنظمة الأم لأيدلوجية التطرف، وهي الأب الروحي للمنظمات الإرهابية، وقامت بنشره في جميع أنحاء العالم.
وعند سؤاله عن علاقتها بداعش، أجاب "كل المتطرفين ينبعون من مكان واحد، وأن العقول الإرهابية المتطرفة تتغذي على الخطاب الديني الذي يحتاج إلى اصلاح.
أما بالنسبة للشراء الأسلحة من روسيا، قال السيسي إن 50% من الأسلحة والمعدات الموجودة في الجيش المصري روسية، مشيرا إلى ضرورة تفهم أمريكا وجود فراغا استراتيجيا في المنطقة، فهناك بلاد تعاني فساد وانهيار أمني.
وعن علاقة مصر بإسرائيل، أشار السيسي إلى احترامه لمعاهدة السلام منذ توقيعها، موضحا أحد الأمثلة التي تؤكد احترام وثقة البلدين، وهو أن المعاهدة لا تسمح بواجد القوات المصرية في وسط وشرق سيناء، إلا أن إسرائيل قالت إنه لا يوجد مشكلة في وجود القوات في تلك المناطق، مما يعني انتهاء الموقف العدائي، واستبداله بالسلام مع إسرائيل، وهذا ما يمكن أن يحدث بين إسرائيل وغيرها من الدول العربية.
وأرجع السيسي سبب تحدثه الكثير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن اقناعه بإمكانية تحقيق اتفاقية اسلام تاريخية مع فلسطين، وأن مصر ترغب في مساعدتهما لتحقيق السلام.
وعندما سألته الصحيفة عن كثرة عمليات اعتقال للشباب والناشطين الحقوقيين في مصر، قال إن الحكومة المصرية تدعم حرية التجمع، ولكن هناك ضرورة لوجود توازن بين الأمن وحرية التعبير في البلاد، وخاصة في التي تمر بظروف مثل التي تعيشها مصر، مؤكدا على قيام الحكومة بفعل كل ما يستلزمه الأمر
لضمان عدم وجود أبرياء في السجون، وقد تم الافراج عن 120 شخص الأسبوع الماضي.
وأضاف "هناك قانون للتظاهر، وهو ينظم المظاهرات ولا يمنعها".
لا يرى السيسي أي أمل في مشاركة الإخوان المسلمين في الحركة السياسية مرة أخرى، قائلا "لقد حولوا حياة المسلمين إلى جحيم"، متسائلا "هل يمكن أن تتحول دولة مثل مصر مثل طالبان، وأن يتم تدمير الأهرامات؟"، مشيرا إلى أن الإخوان المسلمين كانوا يرغبون في تدمير المعابد والآثار الفرعونية، ولكنه تحدث مع مرسي من قبل ووجه له النصيحة، لأن عام واحد على حد قوله كان يكفي لمعرفة أن هؤلاء الناس يتبنون استراتيجية هادمة.
يعتبر السيسي اختيار الرئيس السابق محمد مرسي له وزيرا للدفاع قدرا، مشيرا إلى أن علم مرسي بأن السيسي رجل مسلم قد يكون اقنعه بأن عقليته وطريقة تفكيره تشبه طريقته، وقال "لكني أحاول أن أكون مسلم حقيقي، والذي يحترم الغير ويحترم حرية الدين.
أما ما يقلق السيسي على حد قوله، فهو خوفه من انهيار بلاده، مشيرا إلى أن هذا كل ما يقلقه فعلا، فهو لا يفكر في حياته مجرد ثانية واحدة، بل كل ما يفكر فيه هو مستقبل مصر.
الموندو الإسبانية:
شدد السيسي على حرصه على أمن واستقرار مصر، لأن انهيارها سيؤثر على المنطقة كلها، وسيدفع بها إلى الهاوية، وكان ذلك خلال حواره في صحيفة الموند الاسبانية، في اطار زيارته للعاصمة الاسبانية مدريد في ابريل الماضي.
وعن الديموقراطية في مصر، قال الرئيس إن مصر أقرب ما تكون الآن إلى الديموقراطية، بسبب الإرادة السياسية واحترام ارادة المواطنين، مؤكدا حبه واحترامه لشعبه. كما أشار إلى أن تدخله في الفترة الماضية منع وقوع حرب أهلية بين غالبية الشعب والأقلية التي أيدت مرسي، مثنيا على ارادة الشعب اصري الذي وقف صف واحد الآن لحماية وطنه، لكي لا يشهد الظروف التي تمر بها سوريا والعراق وليبيا، واليمن.
كما دعا لضرورة التصدي لمواجهة تنظيم داعش، والذي يستخدم الدين في تحقيق أهداف سياسية، ولا يدرك خطورة ما يفعل، مشيرا إلى أن ما يقوم به التنظيم يؤثر على منطقة البحر المتوسط وأوروبا والعالم أجمع.
كما نفى وجود أي أعضاء من تنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء، مؤكدا على عمل ودأب الجيش المصري على حماية الابرياء والمدنيين، موضحا أن الصورة الموجودة في أذهان وعقول أوروبا عن الوضع في سيناء مغلوطة.
وأضاف "صحيح هناك إرهابا، ولكن في منطقة محدودة في شمال سيناء، والمقاربة لقطاع غزة، ولا تزيد مساحتها عن 40 أو خمسين كيلو متر مربع".
فيديو قد يعجبك: