الجارديان: الدين ليس مصدر الإرهاب
كتبت-هدى الشيمي:
مصطلح "راديكالية" والذي تعني التطرف أو التشدد على الدام فضفاضا، سهل الاستخدام، وارجاع أي شيء إليه، فهناك اليمين المتطرف، واليسار المتطرف، والوسط المتطرف أيضا، ذلك المصطلح – بحسب صحيفة الجارديان البريطانية، ارتبط بالقرن الثامن عشر بالصراع بحثا عن الحرية، وأصبحت كلمة لا يستطيع أي سياسي في عصرنا الحديث الاستغناء عنها، وأصبحت من أكثر الكلمات خطورة بعد ارتباطها بالإسلاميين.
اعتبرت الصحيفة ربط الإسلام بالتطرف، مثل تحميل مسؤولية عنف ووحشية الجيش الأيرلندي للإنجيل، وأشارت إلى أن الكثير من الشباب الذين ذهبوا للقتال والحرب في سوريا والعراق، بالكاد قرأوا النصوص الإسلامية، وقد يكونوا وصلوا لمعلومات بسيطة جدا عن دينهم، لا يعرفوا شيئا عن القرآن، ولم يقرأوا منه سوى بضع آيات، حفزتهم على القتال وجعلتهم يرون صحة ما يفعلوه كغيرهم من الإرهابيين.
قالت الصحيفة، إنه من الممكن أن يستوحى الجهاديين بعض مفرداتهم ومصطلحاتهم من الديانة الإسلامية، إلا أن جوهره ودافعه الأساسي، مستمد من السياسة، وطرحت مثالا، بأن الجيش الأيرلندي لم يكن مؤمن بالإنجيل، وكان أغلب الجنود في صفوفه ملحدين، ولكن الكاثوليكية كانت علامة لضم أحدهم إلى الجيش، أو اعتباره واحدا منهم، وهذا بالمثل ما يحدث في الجماعات المتطرفة الإسلامية.
في بداية هذا العام، نشر البروفسور أرون كوندناني، موضوعا حول كيفية خلق الخطاب المتطرف، وفيه لخص العلاقة بين التطرف الديني والإرهاب، وحاول تفسير أسباب إلقاء الجماعات السياسية اللوم على الإسلاميين والدين الإسلامي في أي عملية إرهابية.
وأشارت إلى أن الناس الذين يذهبون للقتال في العراق وسوريا، ويتحولون لمجرمين متوحشين، لا يتجهون إلى هناك لحماية دينهم أو تبرئته، ولكن لأنهم يروا جماعتهم يتعرضون للقهر والعنف، مثلا بشار الأسد يستخدم غاز الكلور في مواجهة معارضيه، أو أن الغرب اقتحم العراق، أو تعذيب المعتقلين في معتقل جوانتانامو، أو لأن لديهم شعور غير واضح بشأن تلك المغامرة، وما قد يترتب عليها.
وأرجعت الصحيفة اللجوء للتطرف في تبرير الأفعال والتصرفات، إلى الرغبة في أن يكون الشر شيء غامض، ليس له علاقة بالأفراد، ولكي يخبر الناس أنفسهم بأنهم علمانيين ومستنيرين، وليس لهم أي علاقة بكل الأحداث الدموية التي يرونها.
وتؤكد إنه في حالة كون الإسلام السياسي نوعا من السياسة، إذا يجب الاعتراف بأن كل تدخل الغرب في الشرق الأوسط، تسبب في الرعب واثارة الخوف، والذي لا يزال يستكشفه العالم حتى الآن، لذلك إذا حاول أحدهم العثور على إرهابي عليه البحث عمن يشتري ويستخدم أسلحة كيميائية، وليس من يؤدي صلواته.
فيديو قد يعجبك: