كيف نحارب الإرهاب؟ ـ (تقرير)
كتب ـ علاء المطيري:
كيف نحارب الإرهاب؟، سؤال يطرحه الخبراء لأكثر من 14 عاما قضتها الولايات المتحدة وحلفاءها في مواجهة عسكرية مع الإرهابيين دون أن تقضى عليهم، وهو ما دفع الخبراء إلى تبني استراتيجية جديدة تعتمد على اختراق عقول الجهاديين لتغيير معتقداتهم التي تدفعهم بقوة نحو العنف كما يقول مركز ستراتفور البحثي الأمريكي.
فبعد 14 عام من أحداث الحادي عشر من سبتمبر بات واضحا أن هناك نقصا كبيرا في معرفة حقيقة ومضمون الفكر الجهادي، وهو ما أدى إلى استخدام عبارات تبدو قريبة في مظهرها لكن كلا منها يعكس مرحلة دقيقة من مراحل الفكر الجهادي الذي يمكن أن يتم استهدافه عندها.
وبعد دراسة طويلة طور الخبراء مصطلح "محاربة الإرهاب" الذي بدأته الولايات المتحدة عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر بصورة عالمية إلى مصطلح جديد هو " محاربة عنف المتشددين" ليعبر عن مرحلة أكثر قربا في التعامل مع الجهاديين، ثم محاربة الأصولية ومحاربة رواية السلف التي تتناول صحة الرواية التي يستند إليها الجهاديين في تفسير أفعالهم.
محاربة الإرهاب
هو مصطلح استخدمه الخبراء وفسروه على أنه إطار خارجي يتم بموجه محاصرة أنشطة المسلحين اقتصاديا ودبلوماسيا واستخباراتيا إضافة إلى استخدام قوات الأمن والقوات العسكرية لمنعهم من تنفيذ هجمات أو اختراق المناطق التي يرغبون في التوجه إليها.
ولأن الجهاديين تقودهم الأيدولوجيات بصورة كبيرة فإن عبارة محاربة الأصولية فتحت الباب أمام طرحها للنقاش.
محاربة الأصولية
ويمكن تعريف عبارة محاربة الأصولية في أنها العملية التي يتم فيها مقاربة فكر الأصوليين سواء كانوا أفرادا أو جماعات وإعادتهم إلى التيار الإسلامي المعتدل.
وفي أغلب الأحوال يخلص مفهوم هذا المصطلح إلى إقناع المنظمات التي تتبنى العنف أن تترك السلاح وتواصل البحث عن أهدافها بالطرق السلمية.
لكن تلك العبارة لم تؤد المفهوم الصحيح لأن الجماعات المتشددة سوف تظل محتفظة بنظرياتها المتشددة حتى بعد أن تطرح أسلحتها.
وتابع الموقع "كان طبيعيا أن يبدأ العالم في البحث عن بدائل من داخل الإسلام نفسه لمواجهة فكر الأصوليين، وهو ما أقدم عليه بعض الخبراء في حيث اعتبروا أن ما وصفوه بـ " الإسلام المعتدل" يمكن أن يمثل جرعة وقائية تتبنى توجهات هادئة ضد الجهاديين.
تحد جديد
ومنذ ظهور "داعش" بطابعها الخاص وإعلانها الخلافة في شرق سوريا وغرب العراق أصبح الخبراء بحاجة إلى زيادة محاولات فهم الدين بصورة أكثر وضوحا من ذي قبل.
وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر بدأت أعدادا متزايد من المسلمين تعرض نفسها على أنها تحمل الإسلام المقبول الذين يمكن أن يكون بديلا للأصولية وكان من بينهم من أطلق عليهم معتدلين، محافظين، تقليديين أو المحدثين والليبراليين، والانفتاحين أو المسلمين العلمانيين إضافة إلى عدد من الأنظمة في العالم الإسلامي التي ادعت أنها تتبنى فكر الإسلام المعتدل.
تنافس داخلي
وتلك تصنيفات تعتمد على النظرة الخارجية في حين أن كل فئة من تلك الفئات التي يطلق عليها اسما أو صفة من الصفات السابقة تشتمل على تفاصيل داخلية تجعل بعضها يتنافس بما لديه من متغيرات في ذات الوقت الذي بدأ بعض أتباعها يدركون أن عبارات الأصولية والاعتدال كلاهما لا تعكس الواقع كما هو لأنه لا يتم نسبها بصورة أكثر شمولية للفكر الإسلامي بصورة عامة.
وهو ما يعنى أن العالم مازال يعاني من نقص في العبارات التي يمكن أن تستخدم بدقة لوصف الواقع كما هو لأن التطور الفكري وأساليبه يمثل ظاهرة معقدة، فتعريفه الغير محدد يضاف إلى صعوبة دراسته سياسيا واجتماعيا وهو ما يحاول المحللون فهمه.
وبمضي الوقت، أصبح من الواضع أن الاستمرار في الحرب ضد الجهاديين سيتطلب التركيز على المتشددين الذين يمثلون قوة الدفع للإرهاب.
ولأن التشدد له أطياف عدة فليست جميعها تؤدى إلى الإرهاب، وهو ما دفع الخبراء لاستحداث عبارة جديدة وهي " محاربة التشدد العنيف".
استهداف عقيدة الجهاديين
والحديث في هذا الشأن يعرض إمكانية إزالة الشرعية عن الجهاديين باستهداف رواياتهم وعقيدتهم، والوقوف في وجه الطرق التي يستخدمها الجهاديون بصورة خاطئة في إعادة تعريف مبادئ الإسلام الحساسة.
ولذلك فإن ظهور عبارة " محاربة رواية السلف" والعقيدة المستقرة يبدوا أنها ستكون الحل الطبيعي لهذا الأمر وهي مهمة تحتاج الكثير من الجهد.
وهذا الأمر يحتاج إلى قرارات كما تقول جوليان سيتش فيلدر ـ أستاذة العلوم السياسية بجامعة نيويورك ـ لوضعها في وجه المعتدلين في حدود المقبول بالنسبة للمجتمعات الإسلامية التي يبلغ عددها 1.5 مليار نسمة، مشيرة إلى أن التاريخ مليء بالعديد من الصراعات التي اشتعلت عندما حاول البعض إملاء مبادئهم الدينية ومعتقداتهم على آخرين.
فيديو قد يعجبك: