لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل تخترق بريطانيا "المساحة الخاصة" لمسلميها؟

03:02 م الإثنين 25 مايو 2015

هل تخترق بريطانيا المساحة الخاصة لمسلميها؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - مصراوي:

مع انتشار التطرف العنيف وتزايد انضمام الغربيين إلى المنظمات المتطرفة على رأسها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومشاركتهم في القتال في سوريا والعراق وأماكن النزاعات الأخرى، بدأت الدول الغربية في السعي وراء سن تشريعات لمنع مواطنيها من السفر إلى سوريا والعراق ومحاولة الحد من انتشار التطرف في أوساط مواطنيها المسلمين أو الذين تحولوا إلى الإسلام.

التطور الجديد جاء في مقترح لأعلى رتبة مسلمة في الشرطة البريطانية والذي أشار إلى ضرورة اختراق "المساحة الخاصة" للمسلمين في بريطانيا للكشف مبكرا عن مسببات التطرف.

وتحدث الضابط المسلم ماك تشيشتي في مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية نشرتها الأحد أن مواجهة الجهاديين تتطلب التحرك سرا في أوساط المجتمع المسلم.

وحذر الضابط البريطاني المسلم إن الدعاية الإسلامية قوية للغاية وتؤثر في الأطفال حتى سن خمس سنوات، ويجب مواجهتها بتكثيف الرقابة للكشف عن المشاعر المعادية للغرب.

ويقول إن الأطفال سن 5 سنوات يعارضون الاحتفال بالكريسماس ويعتبرونه "حراما" يحظره الإسلام. وحذر أيضا من أنه لا توجد نهاية لاستعراض المسلمين البريطانيين الذين اجتذبتهم دعاية الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن نحو 700 مسلم بريطاني إلى الآن انضموا إلى داعش.

وقال إن بريطانيا بحاجة إلى "التحرك في المساحة الخاصة" للمسلمين لكشف العلامات التي يمكن أن تقود إلى التشدد مبكرا، مضيفا أن ذلك يمكن أن يتم بشكل محكم بملاحظة بعض التصرفات الغامضة مثل تجنب محال تجارية بعينها، مشيرا إلى مثال تجنب محال "مارك&سبنسر" التي في بعض الأحيان يعتقد البعض خطأ أنها مملوكة ليهودي.

وأوضح أنه يجب على أصدقاء وعائلات الصغار يجب أن يتدخلوا في مرحلة مبكرة، مراقبة أي توجهات سلبية مفاجئة ضد المشروبات الكحولية والمناسبات الاجتماعية وحتى ضد الملابس الغربية بشكل دقيق.

وأشار إلى أنه يجب مواجهة تلك التغيرات وفهم أسبابها وطلب مساعدة الشرطة حال الضرورة إذا شعروا بالقلق. وأضاف " نصف البريطانيين الذين سافروا إلى سوريا للقتال مع داعش عادوا من هناك".

وتقول الحكومة البريطانية إن الجهاديين العائدين من سوريا يشكلون ضغطا متزايدا على أجهزة الأمن والأمن الوطني للبلاد.

وكانت الاستخبارات البريطانية الداخلية (MI5) احبطت العام الماضي ما سمتها "المؤامرة الخطيرة" الخريف الماضي لجهاديين كانوا يعتزمون تنفيذ عملية إطلاق نار واسعة في منطقة مزدحمة في العاصمة لندن.

وقالت إن اجهزة الأمن تضع عددا من المتشددين الذين قاتلوا في أفغانستان تحت المراقبة المشددة خوفا من تنفيذ عمليات ارهابية أو التخطيط لها أو الحض عليها.

ولفت تشيشتي إلى أن كبار الضباط المسلمين في شرطة العاصمة يراقبون أبناءهم بدقة ويخشون عليهم من دعاية داعش التي وصفها بالقوية جدا، مشيرا إلى أن الشرطة تقبض على شخص واحد كل يوم ضمن محاولتها التعامل مع التهديد الإرهابي.

ووفقا للجارديان، تلقي الشرطة البريطانية القبض على حالة واحدة بشكل شبه يومي في محاولتها لمكافحة تهديد الإرهاب الإسلامية. وأكدت شرطة العاصمة البريطانية يوم الجمعة أنها تحقق الاستمالة والتطرف المحتمل لفتاة لندنية تبلغ من العمر 16 عاما كانت تحاول الهرب والانضمام إلى أختها حتى تصبح "عروسة مجاهدة" لدى تنظيم الدولة الإسلامية. وتقول الشرطة البريطانية إن نحو 700 بريطاني يعتقد أنهم ذهبوا إلى سوريا لدعم الدولة الإسلامية، وأن نصفهم على الأقل عاد إلى بريطانيا مرة أخرى.

وتابع تشيشتي أنه بعد التعرف على المجتمع المسلم من الداخل سيتم التعامل معه، مشيرا إلى أن المادة الدعائية لداعش في مواقع التواصل الاجتماعي تصل إلى غرف نوم الصغار.

وقال إن الجاليات في بريطانيا يجب أن تتصرف بشكل مبكر أكثر، "نحن بحاجة لأن نكن قيمة أقل للمساحة الخاصة. هذا ليس بشأن اقتحامنا للأفكار الخاصة، لكن الإقرار بأن هذه المساحات الخاصة هي النبتة الأولى للتطرف. وهدف التدخل في المساحة الخاصة هو التداخل والاكتشاف والتفسير والتعليم والقضاء. فالكراهية والتطرف أمور غير مقبولة في مجتمعنا، وإذا لم يستطع الناس أن يتعلموا، فلابد من القصاء على الكراهية والتطرف بالوسائل القانونية".

وأوضح تشيشتي "المساحة الخاصة"، تعني متابعة الأشخاص المعنيين بداية من السير في الطرق ومراقبة هواتفهم المحمولة وما ستصفحونه على الإنترنت في غرف النوم والتواجد فيما بينهم على المقاهي والتعرف على اهتماماتهم.

وأشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت لنشر رسالته وحث الناس على الانضمام إلى التنظيم أو شن الهجمات في بلادهم.

وقال إن الأصدقاء وأفراد الأسرة هم أفضل من يتدخلون، وأشار إلى أن هناك تساؤلات لابد أن تتبادر إلى الذهن عندما يمتنع شخص ما عن الشراء من "مارك& سبنسر" أو يبدأ في الانتقاد بشكل علني الشراء من ذلك المتجر وأنه يجب البحث عن متجر اخر لأن "مارك&سبنسر" غير إسلامي على ما تقول داعش في تفسيراتها الوحشية.

ونوه قائد الشرطة إلى أن حديث الأطفال عن تحريم الكريسماس ليس شأن الشرطة لكنه سيتم استجواب آبائهم لأن الأطفال الصغار يستلهمون الأفكار من أباءهم أو أصدقائهم أو من المدارس التي يتعلمون فيها.

ولفت إلى أن الاستراتيجيات الحالية لا تعمل. "نحن في عشوائية... نواجه تهديدا، تهديدا عالميا، مدفوعا بقوة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ويصلك عبر هاتفك المحمول".

كانت تقارير بريطانية انتقدت في وقت سابق ما سمته غض طرف السلطات البريطانية عن نشاطات بعض المتشددين البريطانيين في مخالفات بسيطة، وهو ما أتاح لهم الفرصة للتشدد والانضمام إلى الجماعات المسلحة، ومنها تلك التي تقاتل في سوريا.

ولفت تشيشتي إلى أنه على الرغم من أن المجتمع المسلم قام بالكثير لحماية شبابه من التطرف لكن آلة الإعلام التي تبث أفكار داعش حالت دون وضع نهاية لسفر البريطانيين إلى سوريا للانضمام إليها وهو ما يتطلب سياسة جديدة هي التي أعلنت عنها شرطة لندن، مشيرا إلى أن انتقاد القيم البريطانية لن يجعل الشخص محل المساءلة لكن الأصدقاء والعائلة يجب أن يسألوا عن هذا التغير في الرؤية التي قد يكون نقص التوظيف أو الملل أحد أسبابها.

وحذر تشيشتي من أن المسلمين سيواجهون تهديدا حقيقيا وردات فعل قد تعقب أي عمل إرهابي في بريطانيا وهو الأمر الذي تعتبره السلطة قضية وقت وليست مجرد توقع، مشيرا إلى أنه عندما تم اغتيال جندي بريطاني تابع لإحدى الأفواج الملكية في 22 مايو 2013 بواسطة اثنين من الجهاديين زادت الهجمات ضد المسلمين من حالة واحدة يوميا إلى 7 حالات في اليوم وتم مهاجمة 28 منزل للمسلمين.

وتابع تشيشتي أن مثل تلك الهجمات والهجمات المضادة قد تضر العلاقات الاجتماعية بين البريطانيين لكن الشرطة ستعمل على تحجيمها للمحافظة على المجتمع.

إلى ذلك، حذرت صحيفة التايمز في تقرير لها اليوم من "مخاوف متزايدة من احتمال شن جهاديين بريطانيين هجمات كيميائية". وقالت الصحيفة إن شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية تركز على "تهديد متنام" يتمثل في احتمال وقوع هجمات بأسلحة كيميائية ينفذها جهاديون بريطانيون عائدون من العراق وسوريا.

وحذر خبراء في الشؤون الأمنية من أن قنابل الكلور، وهي مادة متاحة بكميات كبيرة في بريطانيا، أصبحت "السلاح الكيميائي المفضل" لمسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، وفق ما جاء في التقرير.

ووفق المعلومات المتاحة للصحيفة، فإن السلطات البريطانية تراقب بالفعل شراء الكلور ومواد أخرى يمكن استخدامها في صنع القنابل. ونقلت التايمز عن مصدر في الشرطة البريطانية قوله إن وحدات مكافحة الإرهاب منتبهة لاحتمال استخدام إرهابيين لقنابل الكلور على التراب البريطاني.

وكانت صحيفة الجارديان قد كشفت الخميس الماضي عن خطة قدمتها وزيرة الداخلية البريطانية لتوفير سلطات لمكافحة التطرف تمكنهم من فحص محتوى البرامج التلفزيونية والإذاعية البريطانية قبل ثقها. وهي الخطة التي اعتبرها البعض تهديدا لحرية التعبير.

 

 

فيديو قد يعجبك: