لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

التحالف السعودي التركي الداعم للمتشددين في سوريا يقلق الغرب

01:29 م الثلاثاء 12 مايو 2015

التحالف السعودي التركي الداعم للمتشددين في سوريا ي

كتب - سامي مجدي:
قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن تركيا والسعودية تدعمان بشكل فعال تحالفا متشددا من المتمردين الإسلاميين ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ذلك التحالف يضم فرع تنظيم القاعدة في سوريا، في خطوة تسبب قلقا للحكومات الغربية.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها الثلاثاء إن البلدين (تركيا والسعودية) تدعمان "جيش الفتح"، الذي يتألف هيكل قيادته من تنظيمات جهادية في سوريا تضم جبهة النصرة، منافس تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، اللذان يتشاركان في العديد من طموحاتهما بإقامة الخلافة الأصولية.

وأوضحت الاندبندنت أن قرار الحليفين الرئيسيين للغرب بدعم الجماعة التي تلعب فيها جبهة النصرة دورا قياديا، تسبب في قلق الحكومات الغربية، ووضعهما على خلاف مع الولايات المتحدة، التي تعارض بشدة تسليح وتمويل الجهاديين المتطرفين في الحرب الأهلية السورية الطويلة.

وأشارت الصحيفة البريطانية إن هذا الدعم يهدد بالمزايدة على محاولة واشنطن تدريب مقاتلي المعارضة الموالين للغرب، والتي أعلن عنها الرئيس باراك أوباما قبل عام وبدأ أخيرا الأسبوع الماضي. وتضيف الصحيفة أن عدد المقاتلين صغير، وتصر الخارجية الأمريكية بشكل حاسم على أن يتولى هؤلاء المقاتلين القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وليس ضد النظام.

وقال دبلوماسيون للصحيفة إن المقاربة المشتركة الجديدة توصل إليها مطلع مارس عندما زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الملك سلمان في الرياض.

وكانت العلاقة بين أردوغان والعاهل السعودي الراحل مشحونة بسبب دعم تركيا للإخوان المسلمين الذين تعتبرهم المملكة تهديدا لعرشها. لكن أردوغان أكد للمسؤولين السعوديين أن عجز الفعل الغربي في سوريا وخاصة الفشل في فرض "منطقة حظر طيران" يعني أن على القوى الإقليمية بحاجة إلى الاتحاد معا واتخاذ الريادة لمساعدة المعارضة السورية. قمة كامب ديفيد: زعماء خليجيون يتغيبون "توبيخا" لأوباما

اعتراف تركي
ويقع مركز قيادة "جيش الفتح"، الذي يضم عددا من الجماعات المتطرفة مثل أحرار الشام وجند الأقصى وخمسة تنظيمات أخرى تحت قيادة جبهة النصرة، في وسط إدلب، شمال سوريا. ووفقا للصحيفة، أقر مسؤولون أتراك بتقديم دعم لوجستي واستخباراتي للمقر الرئيسي للقيادة.

ورغم أن المسؤولين الأتراك نفوا تقديم مساعدة مباشرة لجبهة النصرة، إلا أنهم اعترفوا بأن التنظيم قد يكون استفاد من ذلك الدعم.

كما أقر المسؤولون الأتراك بوجود علاقات مع أحرار الشام التي تعتبرها الولايات المتحدة من الجماعات المتطرفة لكنها تقاتل صد داعش، كما تفعل جبهة النصرة في بعض مناطق سوريا. ويدعي المسؤولون الأتراك أن تعزيزهم لتنظيم أحرار الشام سوف يضعف تأثير النصرة.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين في المتمردين السوريين أن الدعم المادي - الأسلحة والأموال - يأتي من السعوديين، ويسهل الأتراك تمريره إليهم.

ويوضح النهج التركي السعودي المشترك بشكل بياني كيف أن مصالح القوى السنية الإقليمية تتقاطع مع مصالح الولايات المتحدة في سوريا. وتعارض واشنطن بشكل قاطع تسليح وتمويل الجهاديين المتطرفين في الحرب الأهلية السورية.

وتنفذ الولايات المتحدة غارات دوية ضد مواقع لجبهة النصرة في حلب، في أول أيام الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حيث تقول إن النصرة كانت تخطط لشن هجمات إرهابية في الغرب.

شكاوى سعودية
وتقول الصحيفة إن هناك شكاوى سعودية من أن الولايات المتحدة، التي تحتاج إلى دعم إيران الشيعية ضد داعش في العراق، وتأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، باتت أقل اهتماما بالإطاحة بالنظام السوري "عميل طهران".

وتخشى الرياض من أن أي اتفاق نووي مع إيران سيسمح لها بتوفير دعم مالي أكبر لأعوانها من الشيعة في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ما يهدد بتضخم الصراعات في جوار المملكة.

وتعتبر الاندبندنت عدم حضور الملك سلمان قمة كامب ديفيد التي يستضيفها الرئيس باراك أوباما، دليلا إضافيا على عدم الرضا السائد في البلدان السنية عن النهج الأمريكي.

وكان ملك السعودية قد أعلن الأحد أنه لن يحضر القمة. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الاثنين، أن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عدم حضور قمة ''كامب ديفيد'' ليس مؤشراً إلى أي خلاف مع الولايات المتحدة.

وصرح الجبير للصحافيين في السفارة السعودية لدى واشنطن أن غياب الملك سلمان ''ليس مرتبطاً بأي شكل من الأشكال بأي خلاف بين البلدين''.

وتستهدف المباحثات التي سوف تعقد في كامب ديفيد، قرب العاصمة واشنطن، تطمين حلفاء أمريكا الخليجيين بشأن عدد من القضايا، من بينها المباحثات مع إيران والاضطرابات في دول عربية عدة.

ويقول خبراء دبلوماسيين إن هذا إشارة واضحة على عدم ارتياح السعودية إزاء أوباما ومفاوضاته مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وقال الدكتور عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات لبي بي سي "لا أعتقد أنهم يحملون احتراما عميقا أو ثقة عميقة تجاه أوباما ووعوده. هناك خلاف أساسي بين رؤيته لإيران ما بعد الاتفاق النووي (المحتمل) وبين رؤيتهم.

وأضاف "هم يعتقدون أن إيران قوة مزعزعة للاستقرار وستظل كذلك، وربما أكثر زعزعة للاستقرار، لو رفعت العقوبات (عنها).

وتقول بي بي سي إن الملك سلمان لن يغفر لأوباما أبدا إلغاءه الضربات الصاروخية على الرئيس السوري بشار الأسد في اللحظات الأخيرة في شهر سبتمبر 2013، عندما كان الملك سلمان وزيرا للدفاع في السعودية. لماذا تراجع العاهل السعودي عن المشاركة في قمة كامب ديفيد؟

"تأخر أمريكي"
وترى القوى السنية أن تحرك الولايات المتحدة قليل ومتأخر للغاية، فقد مر ما يقرب من عام على إعلان أوباما برنامج بقيمة 500 مليون دولار لتدريب مقاتلي المعارضة.

ويعزي مسؤولون أمريكيون ذلك بشكل كبير إلى اجراءات التجنيد الشاقة، فالمليشيات العديدة "المعتدلة" التي نظمتها وكالة الاستخبارات الأمريكية في الماضي، فشلت في الوقوف أمام التنظيمات المتشددة، وكان المثال الأبرز على ذلك ما جرى العام الماضي عندما منحت حركة حزم - دربتها ودعمتها واشنطن - أسلحتها المتقدمة إلى جبهة النصرة. تلك الجماعات "المعتدلة" أيضا ارتكبت انتهاكات ضد حقوق الإنسان على نطاق واسع، وفقا لتقارير منظمات حقوقية دولية.

وإلى الآن، تلقى 400 مقاتلا مجندا من قبل الأمريكيين أسلحة خفيفة للتدريب في إطار البرنامج الحالي. ومن المقرر أ يبدأ 90 اخرين التدريب في معسكرات في تركيا والأردن والسعودية، ومن غري المتوقع أن يكونوا جاهزين لعمليات قتالية قبل عدة أشهر. ووفقا لتقديرات البنتاجون سيكون هناك ما يصل إلى 15 ألف من القوات يمكن نشرهم في سوريا.

وتقول الصحيفة إن العلامة الرئيسية على إعادة التقارب بين تركيا والسعودية هي بشأن الإخوان المسلمين؛ فالسعوديون رحبوا بالإطاحة بحكومة محمد مرسي الإخواني، غير أن الجماعة تلقت دعما قويا من تركيا منذ مجيء أردوغان للسلطة. والآن يقول دبلوماسيون ومسؤولون إن السعودية تقبل بدور مستمر للإخوان في المعارضة السورية.

ويقول مقاتلو في المعارضة السورية أنهم بعد أن فقدت الجماعات التي يرعاها الغرب أرضا لصالح جبهة النصرة العام الماضي، بدأت واشنطن قطعت التمويل عن معظم الجماعات المعتدلة على ما تفترض الحكومات الغربية. ومثال على ذلك حركة حزم، وكتائب الفاروق التي انقطع التمويل الغربي عنهما.

تنقل الصحيفة عن ضابط في أحرار الشام، يدعى عبد اللطيف الصباغ قوله "الأمريكان دعموا أشخاص قالوا إنهم ثوريين، لكن هؤلاء كانا فاسدين وغير أكفاء.. جيش الفتح ناجح لأننا جميعا نقاتل معا، لكننا جميعا ضد داعش، مثلما أننا ضد بشار. الأمريكان يقصفون داعش لكن لا يفعلون شيئا ضد النظام، وهذا سبب أننا نقاتلهم معا".

واخترق جيش الفتح مؤخرا طرقا إلى أراضي واقعة تحت سيطرة النظام، حيث استولى على إدلب وبعض البلدات والقوى الأخرى. ووفرت جبهة النصرة أكثر من 3 آلاف مقاتل للعملية التي وضعت المتمردين في وضعية شن هجوم ضد اللاذقية على الساحل.

وعلى نحو منفصل، يجهز جيش الفتح لهجوم على جزء من حلب واقع تحت سيطرة النظام.

اٌقرأ أيضا:

الجبير: غياب الملك سلمان عن قمة كامب ديفيد ليس مرتبطاً بأي خلاف مع واشنطن

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان