هل اتفاق إيران النووي سيُهدد أمن روسيا القومي؟
كتب - علاء المطيري:
قال موقع ستراتفور البحثي الأمريكي إن التقارب الأمريكي الإيراني يثير تحفظات روسيا التي تعتبر أن هذا التقارب يهدد مصالحها وأمنها القومي أكثر من وجود إيران نووية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن روسيا دوما كانت المستفيد الأول من تأزم العلاقة بين البلدين.
وتابع الموقع أن عرض روسيا على الإيرانيين شراء أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة إس ـ 300 لحماية منشآتها النووية، وتقديم عروضا أخرى لبناء مفاعلات جديدة للأغراض المدنية، إضافة إلى مساهمة البنوك الروسية في التحايل على العقوبات المفروضة على إيران من قبل الغرب كان الهدف منها جميعا هو استخدام إيران كأداة ضغط على الأمريكيين، لكن الاتفاق النووي والتقارب بين أمريكا وإيران أفسد حسابات الروس.
وأوضح الموقع أن خطة روسيا كانت تعتمد على دعم إيران الذي يمكن مساومة الأمريكيين عليه، مشيرا إلى أن روسيا كانت ترى أنه إذا أرادت أمريكا حل مشكلة إيران في الشرق الأسط سيتوجب عليها التراجع في قضايا أخرى حيوية بالنسبة لروسيا مثل نشر أنظمة الدفاع الصاروخي في أوربا الشرقية التي تعتبرها موسكو مقدمة سلسلة من الخطوات العسكرية التي تهدف إلى تطويقها.
ويبدو أن الحماس المصطنع الذي أظهره الدبلوماسيين أثناء الإعلان عن التوصل لاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي من مدينة لوزان السويسرية عبر عنه سيرجى لافروف ـ وزير الخارجية الروسي عندما غادر في لحظة حرجة على الرغم من أنه كان يملك الكثير لفعله وليس الانسحاب.
ففي 30 مارس أي قبل الإعلان عن الاتفاق بيومين تسبب لافروف في ضيق كبير لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي اضطر إلى الحديث معه بصورة شخصية لإقناعه بالعودة، لكن قضية إيران آلت في نهاية المطاف إلى محادثات ثنائية مباشرة بين أمريكا وإيران لحل النقاط الخلافية الكبرى بينهما.
ويبدو أن رياح الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران لم تكن على هوى الروس الذين كانوا يريدون بقاء إيران مشكلة في وجه الأمريكيين في الشرق الأوسط واستخدامها كأداة سياسية عن طريق الدعم العسكري لها أمام التهديدات الأمريكية.
فواشنطن وطهران على وشك السير في طريق واحد نحو علاقات طبيعية في ذات الوقت الذي يحاول فيه بوتين مواجهة التحالف العسكري الذي تقيمه أمريكا في أوربا الشرقية إضافة إلى تحديات الأزمة الداخلية ومشاكل الطاقة التي لا يبدوا أنها ستكون ورقة رابحة في يد روسيا.
فيديو قد يعجبك: