اليمن.. صراع ممتد ( تقرير)
كتب ـ علاء المطيري:
قال موقع "ستراتفور البحثي" الأمريكي إن السعوديين لا يعتبرون سيطرة الحوثيين على عدن ـ إن حدثت - أمرٌ كارثي، وذلك لأن الهجمات الجوية التي يقومون بها تهدف إلى دفع الحوثيين نحو طاولة المفاوضات لمناقشة الوضع الراهن.
ولفت الموقع إلى أن السعودية تعتمد استراتيجية شاملة في اليمن، تعتمد على تقاسم الأعباء وتحمل التبعات بصورة تتوافق مع إرادة الدول المشاركة في التحالف الذي يتعامل مع ما يحدث في اليمن على أنه صراع ممتد وحرب متشابكة الأطراف، ربما لا تتوقف حصيلتها عن نقطة بعينها.
وأوضح الموقع أن هجوم الحوثيين على عدن يهدف إلى تدمير آخر جيوب المقاومة التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي، وليس للاستفادة من موقعها الاستراتيجي، مشيرا إلى أن الحظر الجوي والبحري يحرمهم من تلك الميزة.
وعلى الرغم من أن الضربات الجوية هي أهم آداة في يد الرياض في حملتها العسكرية، فإن خيار التدخل البري في عدن أو خارجها مازال مطروحا، مشيرا إلى أن القوات السعودية تحتشد على حدود اليمن الشمالية.
ولفت الموقع إلى أنه من الممكن أن تستخدم السعودية قواتها البرية في تحرير العاصمة صنعاء، لكن تلك العملية ربما تكون أكثر كٌلفة من استخدام قوات أرضية للدفاع عن عدن من السقوط والحفاظ على مكانتها الرمزية كعاصمة مؤقتة.
ورصد الموقع أهم الاحداث خلال شهر أبريل التي يمكن أن تؤثر على مجريات الأمور وتطورات الموقف على الأرض.
في الثاني من أبريل حققت قوات الحوثيين مكاسب كبيرة في هذا اليوم حيث سيطرت على ميناء مدينة عدن ولكن الضربات الجوية السعودية عطلت تقدمها في منطقة خور ماكسر لكن بنهاية اليوم استطاعت تلك القوات أن تسيطر على القصر الرئاسي ومنطقة وسط المدينة.
وهذه التطورات زادت من المطالبات بحشد قوات أرضية هناك، لكن الواقع هو أن حشد تلك القوات سينطوي على مخاطر كبيرة.
في 3 أبريل أجبرت الضربات الجوية التي تقوم بها السعودية الحوثيين على الانسحاب من الخطوط الأمامية في الميناء الجنوبي بعدن، وتركوا أماكنهم في مناطق شيرا وكراتر بفضل مقاتلي الرئيس الحالي عبد الربه منصور هادي.
الدعم الجوي لقوات هادي
ولعبت المساعدات العسكرية التي وصلت القوات الموالية للرئيس هادى دورا كبيرا في دعمهم في عدن، حيث تم انزال الأسلحة بواسطة باراشوتات موجهة بأنظمة اتصال تكنولوجية متقدمة تستخدمها الولايات المتحدة.
ولأن الإمارات العربية المتحدة مررت تعاقدات على تلك التكنولوجيا فمازال من غير المعروف ما إذا كانت الرياض امتلكتها هي الأخرى أم لا.
والواقع أن واشنطن تمد السعودية بالدعم اللوجستي في حربها في اليمن بصورة متواصلة.
وتشتمل الإمدادات التي تصل القوات الموالية لصالح عن طريق الجو أسلحة صغيرة وأسلحة مضادة للدبابات ووسائل إتصال متقدمة إضافة إلى أمدادات طبية.
احتلال جبل شمشون
في الفترة من 4 إلى 6 أبريل استطاع الحوثيون وقوات صالح المتوافقة معها من استعادة الأرض التي تخلو عنها في 3 أبريل بسبب الضربات الجوية السعودية إلى جانب استعادتهم القصر الرئاسي في الجنوب الشرقي، كما أنهم احتلو جبل شمشون بالقرب من مقاطعة كراتر في عدن المتنازع عليها.
وعلى الحدود الشمالية لعدن يضغط الحوثيون بقة لاستعادة مقاطعة المعلا التي يوجد بها ميناء بحري، في ظل الصراع الذي مازال قاما حول الميناء الاستراتيجي في عدن بالتوازي مع الانهيار السريع للوضع الأمني هناك.
القوارب الفرنسية
وفي 4 أبريل تعرضت قوارب فرنسية كانت تحاول إجلاء 44 شخص مدني من جنسيات مختلفة لاطلاق نار عند اقترابها من السواحل اليمنية، لكنها أجبرت على الاستعانة بمن نصبوا أنفسهم حرسا للسواحل اليمنية لنقل المدنيين إلى السفن الفرنسية في المياه الدولية.
ويكشف حادث 4 أبريل مع القوارب الفرنسية عن مشكلة جديدة تواجه المقاتلين الذين يواجهون قوات الحوثيين وقوات صالح المتحالفة معها وذلك لأن إمداداتها عن طريق البحر ستصبح أكثر صعوبة.
ومع ذلك فإن بعض الامدادات وصلت إليهم عن طريق الجو الأسبوع الماضي خاصة أن القتال في المناطق الحضرية يحتاج إلى ذخائر مركزة فهي تضع عبء على الدعم اللوجستي للمقاتلين وتزيد من صعوبة استخراج الأشخاص خاصة في الميناء المتنازع عليها.
ويعنى ذلك تعرض عملية إنزال قوات جديدة لحماية المنطقة سيكون معرض لخطورة كبيرة في ظل تقدم قوات الحوثي وصالح وسيطرتهم على جزيرة الأومال التي تمنحهم قدرة كبيرة على المقاومة إضافة إلى قدرتهم على الحصول على دعم جوي قريب في تلك الجزيرة.
قاعدة العناد الجوية
وفي 7 و 8 أبريل استمر القتال في عدن وتواصلت الضربات الجوية التي تقوم بها قوات التحالف العربي من مصر والسعودية واقتربت السفن الحربية من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في المدينة، لكن خطوط المواجهة لم تتغير بصورة كبيرة وخاصة عند ميناء المعلا التي تتركز فيها خطوط الامداد مع عددا من أماكن تركز المقاتلين.
وتقاتل الميليشيات المسلحة المعادية للحوثيين للسيطرة على قاعدة العناد الجوية التي سيطروا عليها في 6 أبريل الجاري، حيث تحصل على دعم جوي من القوات الجوية السعودية.
خطوط الإمداد
وفي هذه الأثناء يقاتل الحوثيين للسيطرة على الطرق التي تربط بين عدن و تعز لكنهم مازالوا غير قادرين على القيام بذلك، حيث مازالت قوات لواء المشاة رقم 111 الموالي للرئيس عبد الربه منصور متمركزا في الأهوار لاغلاق مدينة لودر القريبة من الطرق.
وتقاتل قوات لواءي المشاة رقم 15 و 117 إلى جوار الحوثيين للاحتفاظ بمنطقة لودر في محاولة منها لاعادة الاتصال بمليشيات الحوثيين وقوات صالح في عدن.
وبينما تواصل الوحدات التابعة لصالح في مدينة لودر استلام الامدادات من منطقة البيضاء إلى الشمال الغربي، وإذا تم انقطعت خطوط الأمداد الواصلة بين الحوثيين والقوات الموالية لهم في عدن لفترة محددة فإن ذلك يمكن أن يؤدى إلى تقويض قدرتهم على مواصلة الهجوم على عدن.
وسيؤدى عزل القوات التابعة للحوثيين في عدن إلى اخماد قدرتهم على المقاومة وقصرها على عمليات مضادة تقوم بها في مواجهة الميليشيات القبلية وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية المتواجدون في جيوب صغيرة ومتفرقة.
ورغم ذلك فإن الحوثيين يواصلون تقدمهم في الأماكن التي يستطيعون التقدم فيها، فهم يتقدمون في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة ويستطيعون التقدم في مساحات أكبر في شرق اليمن حيث توجد منشآت الطاقة في تلك المنطقة، إلا أن تواجد القاعدة في شبه الجزيرة العربية هناك يمكن أن يساهم في تعطيل تقدم قوات الحوثي والمليشيات الموالية لها في تلك المنطقة.
تنظيم القاعدة
ويسعى تنظيم القاعدة إلى استغلال الانقسام في اليمن؛ لتحقيق أهدافها التوسعية والتي كان آخرها سيطرتها على منطقة مانواكي بالقرب من الحدود السعودية، إضافة إلى كونها مازالت نشطة بالقرب من مدينة لودر لكنها تبدي توافقا مع القوات الموالية للرئيس السابق، في ذات الوقت الذي تركز أهتمامها في محاربة النفوذ الشيعي في المنطقة.
فالقاعدة تتوافق مع القوات الموالية لصالح وتحارب الحوثيين في ذات الوقت الذي تدخل فيه صراعا مع مسلحى القبائل المعادين للحوثيين والذين يحاولون دفعها خارج المنطقة.
فيديو قد يعجبك: