لماذا لم تتدخل أمريكا في ليبيا؟
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت شبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية، أن حرب الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ''داعش'' لم تمتد حتى ليبيا، على الرغم من استمرار تهديد التنظيم، ومحاولته لإثبات وجوده هناك.
وأشارت الشبكة إلى نداء الحكومة الليبية المتورطة حاليا في صراعها مع المليشيات المسلحة، للحكومة الأمريكية، ومطالباتها إياها بسرعة التدخل، وشن هجمات دولية على قوات داعش.
وفقا للشبكة، فإن المسئولين في المخابرات الأمريكية، أكدوا في بيان رسمي على قلقهم الشديد إزاء توسع داعش في شمال أفريقيا، وقيامه بتصرفات وحشية، وارتكابه لجرائم بشعة في تلك المنطقة، والتي تشمل حرقهم لفندق كورنيثيا في طرابلس، مما أسفر عن مقتل اثنى عشر شخص، من ضمهنهم شخص أمريكي.
وفي مقابلة مع شبكة ''سي.إن.إن''، أوضح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أسباب تحفظه في قتال داعش، فقال ''أمريكا لن تستطيع استمرار قتال ادعش، وتستمر في ارسال القوات لمحاربة كل جماعة جهادية''، مشيرا إلى أن الأمريكان لا يجب أن يبالغوا في تقدير تهديد هذه الجماعة.
واستطرد ''عندما تمعن النظر في هيكلة داعش، ستجد إنها لا تملك استراتيجية حكومية، فكل ما يشغل بالهم هو تأسيس خلافة إسلامية''، مؤكدا على عدم قدرتهم على اتباع نظام يمكنهم من اطعام المواطنين، وتعليمهم، وتنظيم مجتمع خاص بهم.
انقسم الخبراء والمحللين الدوليين إلى قسمين، فبحسب الصحيفة، القسم الأول رأى أن هناك نوعين من الجماعات الجهادية، فهناك من يشكل تهديدا لأمريكا، وهناك من لا يشكل تهديدا لها، ويكتفي بالاستفادة على المناطق التي استحوذ عليها، واعتبروا داعش من النوع الثاني.
أما القسم الثاني من المحللين، فقد رأوا أن أوباما وإدارته لا يمحنون ليبيا الاهتمام المناسب، ولم يقوموا بالتدخل في شئونها، منذ الإطاحة برئيسها معمر القذافي عام 2011.
فقال دان بيمان، الباحث في معهد بروكينج ''هناك من يتحدث باسم داعش، ويرتكب أبشع الجرائم باسمها، وهذه مشكلة كبيرة جدا لليبيا، إلا أن الولايات المتحدة لا تضعها في قائمة أولويتها، لذلك لم تتدخل حتى الآن''.
وأشارت الشبكة إلى أن أحد المسئولين في حكومة طبرق الليبية، أكد لنظيره الأمريكي على ضرورة التدخل في ليبيا، لأن الوضع أكثر خطورة وفوضوية مما يتخيل البعض.
وفي نفس السياق، أكد عارف على النايض السفير الليبي في الإمارات، على توسعات داعش الضخمة في بلاده، فقال ''ليبيا تحولت إلى بنك متنقل للتنظيم، فيحصلون منها على كل شيء، البترول، والنفط، ويستخدمون مطاراتها، ومع ذلك هناك عدم اهتمام واضح بالوضع هناك، وهذا يزيد الوضع خطورة ومأسوية''.
بحسب نايض، فإن 2000 أو 3000 ليبي انضموا لداعش من أجل القتال في صفوف التنظيم، وأكد على أن هذا الرقم قد يزيد مع مرور الوقت، مشيرا إلى أن حكومة طبرق طالبت في بيانا رسميا الأسبوع الماضي، الولايات المتحدة الأمريكية، بتوسيع هجمات التحالف الدولي على سوريا والعراق، لتشمل المناطق الليبية التي سيطرت عليها داعش.
واختتمت الشبكة قولها بالإشارة إلى أن الحكومة الليبية لم تستطع التعامل مع وجود داعش، لذلك دقوا جرس الانذار، ويطلبون المساعدة، مؤكدة على أن التاريخ أثبت على مدار سنوات أن الدول التي تعاني من انتشار الإرهاب، وسيطرة الجماعات المتطرفة، تصبح خطرا شديدا على أمريكا، وأكبر دليل على ذلك أحداث 11 سبتمبر.
وقالت إن الهجمات الجوية على ليبيا، من أجل القضاء على داعش قد تكون بعيدة المنال، وأملت على أن تستطع إدارة أوباما الوصول إلى حل وسط لإنهاء الأزمة قبل أن يفوت الأوان.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: