ما خطورة وصول داعش لليبيا؟
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت شبكة بلومبرج الإخبارية أن توسع تنظيم داعش، واستيلائه على بعض المناطق في ليبيا يمثل خطرا حقيقيا، ظهر في ذبح مقاتليه لواحد وعشرين عامل مصري قبطي، منذ أيام، وأوضحت أن وصول التنظيم لهناك خطيرا لعدة أسباب أخرى.
وأوضحت الشبكة أن ليبيا لاتزال حتى الآن تعاني من آثار الثورة، إلا أن أكبر هذه المشاكل هو الانقسام الذي اصابها، وتوسع داعش هناك قد يتسبب في إنهاء ذلك، لأنهم بامكانهم خلق مظلة يجمعون تحتها كل الأطياف الكبيرة في المجتمع، من أجل احكام السيطرة على الدولة.
رأت الشبكة أن أمثل طريقة لفهم ما يجعل داعش منطقة جذابة للمسلمين المتطرفين، هو مقارنتها مع تنظيم القاعدة، منذ الوقت الذي قام فيه زعيمه أسامة بن لادن بإنشائه، وحتى قيامه باستهداف سفارات الولايات المتحدة في دول شرق أفريقيا، واتباعهم لاستراتيجية عسكرية خاصة بهم.
الاستراتيجية التي اتبعتها القاعدة، هي زيادة حماس المجاهدين للقتال ضد القوى الغربية، مع التركيز على بعض العمليات الانتحارية والتفجيرات، لجذب العالم، واستدراج بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية في القتال، وكان هجوم 11 سبتمبر على أبراج التجارة العالمية أفضل مثال على ذلك.
أشارت الشبكة إلى اختلاف النهج الذي تتبعه داعش، حيث أنها استطاعت السيطرة على مساحات واسعة في سوريا، بسبب ضعف النظام الحاكم، وهشاشة المجتمع بعد الثورة السورية، التي حاولت الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، بالإضافة إلى الاستفادة من وضع السنة في العراق، والذي لم يكن مختلفا عما يحدث سوريا.
وصفت الشبكة توسع داعش وسيطرته على أراضي عراقية، بالعبقرية، حيث أنهم تمكنوا بذلك من التحول إلى كيان أكبر وأعظم من تنظيم القاعدة، لأن المساحات الواسعة المتصلة من الأراضي، سيضمن لها التحول إلى دولة، وإعلان الخلافة، لذلك بعد فترة أسقطت من اسمها "الشام والعراق"، لتطلق على نفسها تنظيم الدولة الإسلامية فقط.
وبتطبيق ذلك على الوضع في ليبيا، فأنها منطقة صالحة لممارسة داعش لاستراتيجيتها، حيث تسودها الفوضى، والفراغ السياسي، بحسب الشبكة.
واختتمت الشبكة قولها، بالتأكيد على أن اعتبار التجزئة والانقسام الشعبي في ليبيا أكبر مصادر القلق، لم يعد خطرا بقدر استيلاء الدولة الإسلامية على أراضيها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: